أثبتت دراسات طبية أن فوائد الصيام تمتد إلى علاج الكثير من الأمراض ومنها الروماتيزمية، كما يساعد الجهاز الهضمي على التخلص من البؤر العفنة وجراثيمها وسمومها. وأوضح استشاري الروماتيزم في جدة والعضو المشارك في الجمعية الأمريكية للتغذية الدكتور ضياء الحاج حسين أن الإحصائيات أثبتت أن عدد مراجعي العيادات الخاصة والعامة وكذلك المستشفيات والمستوصفات يقل في شهر رمضان من كل عام، إلا من بعض الناس المفرطين في الطعام الذين لم يستوعبوا حكمة التشريع من الصيام. ولفت إلى أن السموم تتراكم في الجسم مع الوقت نتيجة للهواء الملوث الذي نستنشقه والمواد الكيميائية التي تلوث طعامنا وشرابنا، ومن فترة لأخرى يحاول الجسم البحث عن وسيلة ليخلص نفسه من تلك السموم وينتزعها من أنسجته مما يؤدي إلى انطلاقها إلى مجرى الدم، وبالتالي يشعر المرء أن حالته متدهورة فيشكو من بعض الأعراض مثل الصداع أو الإسهال أو الاكتئاب، لذا يعتبر الصوم طوال شهر رمضان وسيلة آمنة لمساعدة الجسم على تخليص نفسه من الفضلات والمواد السامة والخلايا التالفة ويجتاز الأعراض السابقة بسرعة وتبقى الخلايا الفتية. ويعدد الدكتور ضياء بعض ما أثبته العلم الحديث من فوائد صحية للصوم على جهاز المناعة وعلى جهاز الدوران والقلب وعلى الجهاز البولي والتناسلي، كذلك نشاط الأجهزة الذي يتضاعف ويتسارع بطرح الفضلات ويتجلى ذلك في ظواهر عدة منها رائحة الفم الناتجة عن زيادة مفرغات جسم الصائم الغازية، وازدياد التعرق مع شدة رائحته نتيجة لزيادة كثافة السموم. ويبين أن هناك فوائد عديدة للصيام على مرضى الروماتويد وفقا للدراسات الطبية منها: حدوث التحسن الملحوظ في التيبس الصباحي والألم والانتفاخ المفصلي، انخفاض سرعة الترسيب (التي تكون مرتفعة في التهاب المفاصل)، زيادة تركيز مادة الأندورفين في الدم المهمة في تسكين الألم مما يؤدي إلى انخفاض ألم المفاصل، ونقص النفوذية المعوية وبالتالي تنقص المعقدات المناعية والداخلية في تركيب الروماتويد. وأظهرت التجارب السابقة التي أجريت على من خضعوا للصوم الطبي المديد (وهو عبارة عن الصيام عن الطعام والاكتفاء بشرب الماء فقط) أن هذا النوع من الصيام يحرم الجسم من الأحماض الدهنية والأمينية الأساسية المتوفرة في الغذاء، لكن هذه التأثيرات غير موجودة في الصيام المشروع حيث إنه يمد الجسم بالأحماض الأساسية في وجبتي الإفطار والسحور، إضافة لذلك فإن الصيام الإسلامي يؤدي إلى تحسن في درجة تحمل المجهود البدني وبالتالي كفاءة الأداء العضلي بعكس ما يعتقده البعض أن الصيام له تأثير سلبي على الأداء العضلي وتحمل المجهود البدني.