أخيراً .. نجح قطبا العاصمة الهلال والنصر في تبديد مخاوف جماهير الناديين من الفشل في الحصول على عقود رعاية جديدة بعد انتهاء العقود السابقة، وهو ماشكل مصدر قلق كبير لهما، خصوصاً في ظل ارتفاع وتيرة المنافسة المصحوب بالتزايد المطرد في تكاليف الإعداد للموسم الجديد. نجح الهلال في الحصول على رعاة عدة، وهو أمر يحسب للإدارة الهلالية بقيادة الأمير عبدالرحمن بن مساعد، في ظل عزوف الشركات عن الوسط الرياضي، وهو ما تجلى في فشل الأهلي والنصر والاتحاد والشباب في الحصول على عقود رعاية مجزية رغم المحاولات المتكررة طوال العام الماضي بعد انتهاء عقودهم السابقة، نجح الهلال في التسويق لعلامته التجارية بفضل اسمه والقوة الشرائية التي يحددها حجم المدرج الهلالي، فالحديث عن وجود 10 رعاة لنادٍ واحد، يعني أن هذا النادي عرف جيداً يسوّق نفسه على الشركات، لكن الهلاليين لم يكلفوا أنفسهم هذا العناء والمشوار الطويل، إذ اختاروا التعاقد مع شركة متخصصة هي شركة (صلة) لتضمن وفق شروط صارمة نجح في وضعها المفاوض الهلالي عضو الشرف المستقيل الأمير عبدالله بن مساعد، وهي خطوة مختلفة وجديدة ستمكن النادي من التركيز على منافساته الرياضية في ظل وجود المسوق الحصري الذي سيكون مسؤولاً عن تنفيذ عقود الرعاية تلك، وهي التي ستدر مبالغ مالية كبيرة جداً ستؤمن مستقبل النادي القريب من الناحية المالية، في حين سيحصل النادي على مبالغ مالية إضافية بفضل بيع التذاكر والنقل التلفزيوني والقناة التي ينوي (الزعيم) تدشينها. الأمر ذاته ينطبق على النصر، إذ تمكنت إدارة النصر من إيقاف الخسائر التي تسبب بها عدم وجود راع للفريق في الموسم الماضي على رغم فوز (الأصفر) بالبطولتين الأقوى، دوري (عبداللطيف جميل) وكأس ولي العهد، إذ كانت فاتورة هذين المنجزين باهظة التكاليف، لكن الإدارة النصراوية شعرت بخطورة الموقف واستحدثت إدارة للاستثمار يقودها أحد المقربين من إدارة النادي، فيما سيكون على النصراويين مضاعفة جهودهم والتوقيع مع رعاة آخرين لتحسين وضع النادي مالياً وضمان البقاء في دائرة الأمان المالي وبالتالي البقاء في المنافسة على الألقاب، في ظل الأحاديث المتزايدة عن حجم الديون المتراكمة والتي تهدد مسيرة النادي ككل. مايمكن قوله في هذه السياق، هو أن الناديين العملاقين نجحا في الحصول على عقدين مع (موبايلي) بالإضافة لعقود أخرى، بعد أن وضعت الإدارتان الثقة بمتخصصين على طريقة "اعط القوس باريها" واهتمتا كثيراً بهذا الجانب كونه يمثل ملاذا آمناً للناديين على الصعيد المالي، فضلاً عن العمل على استغلال المدرجين الأزرق والأصفر، وهو مايجب على بقية الأندية تفعيله، بعد أن أغفلت معظم الأندية الجوانب التسويقية واكتفت بالحصول على مبالغ بسيطة مقابل إعلانات بمبالغ رمزية لاتعزز مواقف تلك الأندية مالياً في وقت تعد فيه الأندية الأقل إمكانات في أمس الحاجة للمال، إذ على رغم بعض التجارب الناجحة مثل تجربتي الرائد والعروبة مع رعاتهما الجدد، إلا أن هاتين التجربتين بحاجة للمزيد من العمل والتفعيل حتى يتمكن الناديان من تثبيت قدميهما من الناحية الاستثمارية.