ألقت السلطات المغربية القبض على أربعة أشخاص على الأقل ووضعتهم في الحبس الاحتياطي على ذمة التحقيق، بعد انهيار مبان سكنية في مدينة الدار البيضاء، راح ضحيته 23 شخصا، على أفاد الاربعاء مصدر قريب من التحقيق. وانهارت الجمعة الماضي ثلاث بنيات مؤلفة من أربعة وخمسة طوابق، في حي "العنق" في مدينة الدار البيضاء العاصمة الاقتصادية للمغرب، يعود تاريخ بنائها الى سنوات الستينيات والسبعينيات. وخلف انهيار المباني الثلاثة، الذي وقع خلال سحور يوم الجمعة، 23 قتيلا و54 جريحا، فيما تم إجلاء 28 عائلة من المباني المجاورة المهددة بدورها بالإنهيار، بحسب ما أعلنت وزارة الداخلية المغربية الأربعاء. وبحسب شهادات السكان فإن البناء العشوائي لطوابق جديدة خارج القانون لإحدى البنايات، إضافة الى أشغال الإصلاح في الطابق السفلي للبناية النفسها، هي السبب الأصلي وراء انهيار المباني الثلاثة. وكان صاحب البناية التي تسببت في الانهيار آخر من تم انتشاله من بين الأنقاض فجر الاثنين، فيما تم اعتقال ابنيه على ذمة التحقيق حسبما أفاد مصدر قريب من التحقيق الأربعاء لفرانس برس. وألقت السلطات القبض أيضا على المقاول المسؤول عن أشغال الإصلاح في البناية المذكورة، إضافة الى المهندس المعماري حسبما أفاد المصدر نفسه مشيرا إلى أن "التحقيق ما زال جاريا". من ناحية أخرى صرح نبيل بنعبد الله وزير الإسكان والتعمير المغربي في حديث لإحدى الإذاعات الخاصة بالقول "يبدو أن الأسباب للانهيار مرتبطة مباشرة بالبناء بدون ترخيص" و"إضافة طوابق جديد الى بنايات كان من المفروض ألا تتجاوز طابقا واحدا". وأضاف الوزير "يجب علينا الخروج من البناء العشوائي ومحاربة كل مظاهر الرشوة والممارسات الفاسدة التي قد تكون موجودة"، وأكد وزير الأسكان أن الحكومة "تتبعت عن كثب ما كان يجري"، وأنها "ستسهر أن يتم الانتهاء من التحقيق واتخاذ قرارات بشأن المسؤوليات".