نظمت جمعية الثقافة والفنون بأبها ممثلة في المنتدى الثقافي مسامرة رمضانية ديوانية الفنانين بالجمعية، بحضور مدير الجمعية أحمد السروي والباحث في التراث حسن المازني والشاعر محمد المنجحي ومقرري لجان الجمعية وعدد من المهتمين والإعلاميين. واستهلت الأمسية بكلمة ترحيبية بالضيوف من منسق المنتدى الثقافي مرعي ناصر عسيري الذي عَرّف بهم وباهتماتهم وقدر لهم تلبية الدعوة، فيما تناولت الأمسية مدينة أبها والحياة فيها وفي أحيائها القديمة قبل أن تتغير صورتها، إذ تناوبا على سرد هذه الذكريات، أقدم أبنائها وممن لم يبرحوها بما يزيد على 7 عقود، وهما حسين عبدالله هبيش، وعلي بن محمد الدحناني. قدم هبيش لمحات عن حياة أبها مدعمة ببعض الصور القديمة، كما أعطى صور عن الحياة الرمضانية وكيف كانت الفطرة في المساجد وتبادل أصناف الإفطار بين أهل الإحياء، مشيراً إلى أن أفضل ما كان يلتقي فيه أهل الأحياء خاصة الشباب هو مقهى "أحمد بانه" لأهل القرى، أما مناظر فلهم مقهى "يحيى مفتاح"، في حين بين أن بعض أحياء أبها تضاء بالأتاريك فيجتمع الناس حولها في ليالي رمضان، ولكن كل حي يلتزمون بالبقاء في حيهم، أما الدحناني فأكد أن أبها تميزت في الماضي بحميمة الحب والتقدير بين السكان وكانت ليالي رمضان ماتعة وخاصة وأن أهلها يجنون محاصيلهم من مزارعها ومن ما يفد إليها من القرى المجاورة، مضيفاً في ذات الصدد: "كانت أبها تستمع لمؤذن مشهور يتم الإفطار على صوته وهو مرعي بن حريد رحمه الله من مسجد جامع الملك عبدالعزيز، بينما كان في حي مناظر مسحراتي يدق على الأبواب ويوقضنا للسحر"، مؤكدًا أن هذا الحي كان يقطن فيه المسؤولين وموضحًا أن للمدينة قديما أكلات بعضها عرفت من خلال العثمانين ومنها الرواني. كما ذكر عمدة ما يسمى بحيّ "المناظرة" أن بداية دخول الكهرباء إلى حي مناظر أسرة آل حيدر وكذا طاحون الحبوب"، كما عدد الدحناني كثير من العادات ومنها التقاء أهل الحي بعد التراويح بسرى ليلي، وذكر بعض الشخصيات التي تميزت بها أبها ومنها الشيخ في مجال الدعوة مثل الشيخ الوابل، وفي حفظ أمانات الأهالي سعيد المحب، وفي الثقافة عبدالله بن الياس، مقدماً صوره للردود المعروفة في عسير. يشار إلى أنه قد أثرى اللقاء كل من الإعلاميين حسن مخافة وعلي العكاسي الذي طلب من الضيوف والجمعية رصد الحياة في أبها حتى لا تضيع هذه الصور الجميلة. بدوره شكر مدير الجمعية أحمد السروي للضيفين على تقديمهما صوراً من حياة الناس في أبها في الماضي، لافتاً إلى أنهما وفقا على تصوير هذه الحياة بواقعها الحقيقي، مقدماً لهما تكريماً بمطبوعات الجمعية.