حضرت مدينة أبها والحياة فيها وأحياءها القديمة قبل أن تتغير صورتها، وتصدرت المشهد في مسامرة رمضانية بديوانية الفنانين بفرع جمعية الثقافة والفنون بأبها، وتناوب على سرد هذه الذكريات، أقدم أبنائها وممن لم يبرحوها بما يزيد عن7 عقود، وهما حسين عبدالله هبيش (وهو من المهتمين بالتراث) وعلي بن محمد الدحناني (عمدة حي مناظر). وقدم هبيش لمحات عن حياة أبها مدعمة ببعض الصور القديمة، وعرج إلى الصراعات الشبابية بين أبناء الأحياء وتصفية الحسابات في شعب الحروب القريب من المدينة. كما قدم صورا عن الحياة الرمضانية والإفطار في المساجد وتبادله بين أهل الحي، مشيرا إلى أن أفضل ما كان يلتقي فيه أهل الأحياء خاصة الشباب هو مقهى "أحمد بانه" لأهل القرى، أما مناظر فلهم مقهى "يحيى مفتاح"، في حين بيّن أن بعض أحياء أبها تضاء بالأتاريك فيجتمع الناس حولها في ليالي رمضان، لكن كل حي يلتزمون بالبقاء في حيهم. أما الدحناني، فأكد أن أبها تميزت في الماضي بحميمية الحب والتقدير بين السكان وكانت ليالي رمضان ماتعة وخاصة وأنا أهلها يجنون محاصيلهم من مزارعها ومن ما يفد إليها من القرى المجاورة، مضيفا "كانت أبها تستمع لمؤذن مشهور يكون الإفطار على صوته وهو مرعي بن حريد رحمه الله من مسجد جامع الملك عبدالعزيز، بينما كان في حي مناظر مسحراتي يدق على الأبواب ويوقظنا للسحور"، مشيرا إلى أن هذا الحي كان يقطن فيه المسؤولون. وأوضح أن للمدينة قديما أكلات بعضها عرفت من خلال العثمانين ومنها الرواني. وعاد عمدة مناظرة بالذاكرة إلى القدم، قائلا: "من أدخل الكهرباء إلى حي مناظر أسرة آل حيدر وكذا طاحون الحبوب"، وعدد الدحناني كثيرا من العادات ومنها التقاء أهل الحي بعد التراويح بسرى ليلي، وذكر بعض الشخصيات التي تميزت بها أبها ومنها الشيخ في مجال الدعوة مثل الشيخ الوابل، وفي حفظ أمانات الأهالي سعيد المحب، وفي الثقافة عبدالله بن الياس، مقدما صورة للردودة المعروفة في عسير.