هناك العديد من المزايا التي يمكن أن تجعل محافظة (المندق) تحتل موقعها الأصيل كمنطقة سياحية تجذب أمواج الرواد من كل صوب ولاسيما أن مكوناتها الجمالية التي تصب في خانة الطبيعة الساحرة منحتها الكثير من الرقة والجمال لأنها تأخذ الزائر بالأحضان فور أن يطأ أرضها فالمدن تحمل أحيانا نفس سمات البشر لان منها الكريم ومنها أيضا الشحيح إلا أن محافظة (المندق) تتسم بروعة الاستقبال لأنها نمت وترعرعت في أرض اشتهر سكانها منذ الأزل بالجود والكرم !! وبجانب هذه الطبيعة التي تخلب الألباب.. فان هذه المنطقة ترقد ايضا بين أحضان شاسعة من الأراضي الزراعية وهناك ايضا غابات كثيفة تبدو كحزام في (خصر) حسناء رقيقة .، وأودية زانتها مروج خضراء تسكب قطرات الندى ومياه تجري في الجداول بين الحقول لترسم لوحة في غاية الروعة ..اما المكوث في هذه الأرض الجميلة من حيث العامل الاقتصادي فانه ضئيل للغاية لان إيجارات المنازل أو الشقق المفروشة في متناول الأيادي بل فان سكان المحافظة وما جبلوا عليه من كرم فياض يفسحون المجال لكل زائر ويعلقون آمالا كبيرة على رجال الأعمال والمستثمرين ليساهموا في النهوض بمستوى هذه المحافظة والاستفادة من مقوماتها الجمالية لتكون ايضا ضمن مناطق المملكة السياحية. وفي هذا السياق ابتدأ عمدة المحافظة رياض الطاحسي حديثه بالإشادة بهذه المنطقة ذات الطبيعة الأخاذة، وروعة الأجواء حينما تكون ماطرة في فصل الصيف ما يجعل السياح يتوافدون إليها من اجل تمضية أوقات ممتعة فوق ضفافها وهضابها إلا انه استدرك قائلا بان هذه السمات الرائعة لا يمكن ان تكتمل إلا بالمساهمة الفعالة من قبل المستثمرين حتى تتمكن المنطقة من التحليق في سماء المناطق السياحية بالمملكة. المحافظة تقع في الناحية الشمالية من منطقة الباحة ولا تبعد عنها كثيرا إذ لا تتعدى المسافة بينهما أكثر من (40) كيلو مترا، وهي ايضا تقع جنوبالطائف بمسافة تقدر ب(مئتي) كيلو متر ، والمحافظة تحتضن جبل (الخلب) الذي جاء ذكره في ثنايا الشعر الجاهلي وفيها ايضا جملة من الأودية الشهيرة مثل وادي برحرح اما الغابات فيها فإنها مثل مجموعة من الثريا وهي تندلق من فوق عمارة شاهقة .. كما ان هذه المدينة التاريخية تضم في حناياها الكثير من القلاع والآثار. المرتادون لهذه المنطقة السياحية أدركوا ان مناخها جميل للغاية لان هناك رياحا موسمية تهب في فصل الصيف ورياحا شرقية جافة تأتي أحيانا مع أمطار غزيرة ما يكون غطاءً نباتياً يكسو السفوح والجبال، هذا بالإضافة إلى ان الأودية هناك وفرت الكثير من المياه، والحرارة هناك ايضا لا تزيد درجتها في الصيف على ال(22) درجة الأمر الذي يجعها هدفا للهاربين من شمس الصيف.. رياض الطاحسي