تُشكِّل الغابات والآثار بمنطقة الباحة جزءاً مهماً من هويتها السياحية ؛ إذ تحتضن المنطقة أكثر من 40 غابة تتركز في أشجار العرعر والطلح والزيتون ، إلى جانب المواقع الأثرية التي احتضنت حضارة وتاريخ سكان المنطقة قديماً. وتتنوع الغابات باختلاف كثافتها وجريان أوديتها ونوعية أشجارها وحجم الخدمات بها ، حيث يأتي في طليعة تلك الغابات كل من رغدان والزرائب والقمع والشكران وشهبة والجبل وجبر والعسلة وماطوه وحزنة والعطفين والجنابين وحوالة والملتقى وشرى والحدب والحبقة والمرزوق والعذبة وعمضان وبرحرح وعويرة وآل نعمة وجدر والخلب ولقمان وغيلان والملد والزرقاء ووادي الشاعر والأنصب والخالة والحدب إلى جانب غابات أودية الصدر وبيدة وفيق ومليل والخيطان وغيرها. ويقصد الزوار خلال موسم الصيف غابات المنطقة للاستمتاع بالخضرة والأجواء المعتدلة علاوة على البرامج والفعاليات التي أعدتها المنطقة لمختلف شرائح وفئات المجتمع في إطار برنامج صيف الباحة لهذا العام 1434ه " باحة الكادي ... مصيف بلادي34 ". وإلى جانب تلك الغابات تزخر الباحة بالعديد من المتنزهات والمواقع السياحية والأثرية التي تم تهيئتها لاستقبال الزوار والمصطافين , ويشار هنا إلى إستراتيجية الهيئة العامة للسياحة والآثار بالمنطقة التي رصدت أكثر من 60 موقعاً سياحياً منها مجموعة من المواقع الأثرية التي يزداد أعداد زوارها صيفاً بعد آخر ، مثل مناجم العقيق وطريق الفيل وقرية ذي عين الأثرية ومضارب الصعلوك الشنفري وقريتي الخلف والخليف الأثريتين وجبل بخروش وغيرها من المواقع الأثرية الأخرى . وسعت اللجنة العليا المنظمة لمهرجان صيف هذا العام للتعريف بأبرز غابات وآثار المنطقة عبر الدليل السياحي ودليل الخدمات الذي يوزع على الزوار والمصطافين ، حيث أفردت مساحات واسعة لكل غابة وموقع تراثي. ومن أبرز الغابات التي تضمنها الدليل السياحي غابة رغدان التي تعد من أشهر الغابات وأكثرها استقبالاً للمصطافين بالمنطقة لموقعها المميز المطل على تهامة ولكثافة الخدمات المقدمة بها ، وغابة شهبة التي تشتهر بكثافة أشجار العرعر والصنوبر ، وغابة مهران التي تقع على سفح جبل موتيلات الباحة ، وغابة القمع التي تقع جنوب محافظة بلجرشي حيث تطل على سهول تهامة من الجهة الغربية ويقابلها جبل أثرب الشهير ، وغابة الشكران التي تمتاز بوجود أماكن شاسعة للعوائل والعزاب ، إلى جانب منتزه الخلب بمحافظة المندق الذي يمتاز بعدة منتزهات طبيعية وكثرة شجر العرعر والزيتون البري ، ومنتزه الأمير مشاري بن سعود الذي يمثل وجهة سياحية فريدة حيث شلالات المياه المنحدرة من أعالي الجبال إلى البئر ، وغابة المعداة التي تقع شمال غرب مدينة الباحة على بعد عشرة كيلو مترات غرباً وتنفرد بطبيعتها البكر واخضرار أراضيها على مدار العام. فيما تتوزع الوجهات التراثية على قرية ذي عين التي تحتضن عدداً من فعاليات مهرجان صيف الباحة لهذا العام ، إضافة إلى عدد من المواقع الأثرية الأخرى ، وكذا المتاحف الخاصة والعامة. وفي هذه الأيام يمكن القول أن منطقة الباحة بجبالها الخضراء وغاباتها الكثيفة وتراثها العريق ارتدت أبهى حللها واكتست زينتها في مشهد تتناغم فيه أصوات وألوان الطبيعة والروائح الزكية ترحيباً بزوارها ومصطافيها الذين أحبوها فأحبتهم وسكنوها فسكنت قلوبهم.