تنتظر منطقة الباحة وصول طلائع المصطافين والزائرين من داخل المملكة وخارجها خلال الأيام المقبلة للاستمتاع بالأجواء المعتدلة والضباب الذي يغطي جبالها الشامخة والطبيعة الخضراء والمياه الجارية. ففي الوقت الذي تعاني فيه بعض مناطق المملكة من ارتفاع كبير في درجات الحرارة تجد منطقة الباحة تنخفض فيها درجات الحرارة، حيث لا تتجاوز الثلاثين درجة في وقت الظهيرة وكأنك تعيش أجواء ربيعية تميل إلى الشتوية في بعض الأحيان خاصة في فترة الصباح الباكر وبعد الظهيرة. وقد اكتست المنطقة حلتها الخضراء وتزينت بالورود بشتى ألوانها استعداداً لاستقبال المصطافين والزائرين، وما يزيد من مقومات المتنزهات السياحية هو جريان المياه طيلة فترات العام ما يجعلها تتمتع بخضرة دائمة للأشجار، تتصدرها أشجار الزيتون البري والعرعر والأكاسيا وغيرها من الأشجار والشجيرات البرية. ويوجد بالمنطقة أكثر من 40 متنزها وغابة تشتهر بتنوع الأشجار وكثرة الورود والأزهار ومن أبرزها «متنزه رغدان» الذي يقع على بعد ثلاثة كيلومترات تقريبا من قلب مدينة الباحة ويتميز هذا المتنزه بالخضرة الدائمة طوال العام وإطلالاته على عقبة الملك فهد المؤديه لتهامة الباحة، حيث الضباب يعانق الجبال ويرخي سدوله على المتنزه؛ ليخبئ طبيعة خضراء بمناظرها الخلابة وجمالها الآسر ومناخها الرائع ويسجل المتنزه درجات حرارة لا تتجاوز 20 درجة مئوية في فصل الصيف، ويوجد به مركز خدمات للأمانة ومركز للدفاع المدني، ومركز للشرطة، وقرى سياحية، كما تم تخصيص موقع للشباب وبه ساحة للاحتفالات. وكذلك هناك «متنزه شهبة» ويقع شرقي مدينة الباحة بمسافة 3 كيلومترات، ومتنزه دار الجبل يقع جنوب مدينة الباحة، ومتنزه الأمير مشاري بن سعود (خيره) على الطريق السياحي خلف مستشفى الملك فهد بالباحة، ويتميز هذا المتنزه ب «شلال خير» المشهور ومياهه الجارية على مدار العام وبها خدمات متوفرة وحديقة الأمير محمد بن سعود وحديقة مهران الجديدة. وفي محافظة بالجرشي جنوب مدينة الباحة تشتهر هذه المحافظة ب «متنزه القمع» المطل على السهول الساحلية بارتفاع 2200 متر عن سطح البحر وبه عربات التلفريك المعلقة وكافة الخدمات ومتنزه الشكران، ومتنزه الجنابين، ويتميز بمياهه الجارية طوال العام وغابة جبر وغابة العسلة وغابة ماطُوّة كثيفة الأشجار والأزهار الطبيعية حيث تطل على الجبل التاريخي العملاق (أثرب) وغابة حزنة المجاورة لها التي تبعد عن مدينة بالجرشي جنوباً 20 كيلومتراً، ويجاورها غابة العطفين بالأزاهرة التي يربو على قممها عدد من القلاع الحربية التي تعود لبداية القرن الهجري الأول وغابات حوالة، والملتقى، وشرى، والحدب، ووادي الحبقة الجميل، وأودية المرزوق والعذبة. الشلالات في متنزه جدر وفي محافظة المندق التي تبعد عن مدينة الباحة قرابة (25) كلم على الطريق السياحي تشتهر بالعديد من الغابات والأودية الشهيرة مثل وادي برحرح بدوس، وغابة عمضان وتبعد 15 كيلومتراً شمال المحافظة، وعويرة، وآل نعمة، وغابة الخلب المطلة على مدينة المندق من الجهة الشرقية بنحو واحد كيلو متر تقريباً. ومحافظة القرى وتعد البوابة الشمالية للمنطقة على طريق الجنوب المزدوج وبها العديد من الحدائق كحديقة نخال، حديقة القمة، وحديقة جبل رعدة، وحديقة الاشتاء، إضافة إلى العديد من الأودية، ومحافظة العقيق وتعد البوابة الجوية للمنطقة، حيث يوجد فيها مطار الباحة الاقليمي وبها العديد من الحدائق والأودية الجميلة، كوادي ثراد، ووادي جرب، وأودية كرا الحائط، وغيره من الأودية الجميلة. كما تزخر منطقة الباحة بمجموعة من الآثار القديمة والمواقع التاريخية والقلاع والحصون والقرى، أبرزها قرية ذي عين، والملد، والخلف، والخليف، وطريق الفيل، وغيرها، وتشتهر المنطقة بالأسواق الشعبية وكثير من المنتجات اليدوية العريقة، وهذا ما يجعل الإقبال على متنزهات الباحة واسواقها من السياح والمصطافين على مدار العام. الجبال الجميلة متعة السائحين وأوضح امين منطقة الباحة «م. محمد بن مبارك المجلي» أنّ الأمانة أكملت استعداداتها الخدمية لاستقبال المصطافين والزائرين، وعن توفر المياه بالمنطقة أكد مدير عام المياه بمنطقة الباحة المهندس محمد بن منصور آل عضيد أن صيف الباحة لهذا العام لن يشهد بمشيئة الله أي أزمة في المياه للتنظيم الجيد المعمول به الآن في محطات التعبئة ولوفرة المياه نتيجة تنوع المصادر وكثرة هطول الأمطار الأخيرة التي شهدتها المنطقة، مشيرا إلى أن محطات التعبئة وخصوصاً الرئيسية شهدت تحولاً كبيراً ونقلة نوعية سيلمسها العميل، مبيناً أنّ هذا التطور في محطات التعبئة جاء متزامناً مع دخول مشاريع جديدة تعد مصادر للمياه تغذي هذه المحطات لتغطية الطلب المتزايد خصوصاً في فصل الصيف. غابات وأشجار وطبيعة خضراء