كثيرا مايتعرض سوقنا المالي لهزات عنيفة قد تتحول لانهيارات خلال فترات انتشار الشائعات وحدوث أزمات بعضها بدول بعيدة تتسبب في انتشار حالة الخوف والذعر بالسوق مع تزايد أرقام المؤشر الحمراء والنسب الدنيا وإشاعات تسييل المحافظ واختفاء المسؤولين، إلا انه - والحق يقال – بعد وقوع الكارثة وتحقق الخسارة يتم نشر التصريحات وبث المقابلات لطمأنة المتداولين بان سوقنا قوي وبنوكنا وشركاتنا ليست لها علاقة بما يحدث بتلك الدول، ليرتد السوق بشكل مبالغ فيه بعد اقتناص أسهم صغار المتداولين والمحافظ الممولة من البنوك ولنكتشف من متابعة التغير في نسب الملكية للشركات الكبيرة والرابحة أن ملكية الصناديق الضخمة وكبار المستثمرين قد ارتفعت خلال تلك الانهيارات! وقد رأينا انهيارات بسوقنا بُررت بحدوث أزمات كبيرة بدول أخرى في حين أن أسواق تلك الدول حققت أيامها أرباحا استثنائية بسبب قوة رقابتها وشفافيتها بحماية أسواقها! والمتتبع لحالة الانهيارات المفتعلة التي تحدث بسوقنا نجد أنها تزايدت بعد عام 2004م تطبيقا لنظرية "الأزمات تخلق الثروات" مع توجه شريحة كبيرة من المواطنين للسوق والتي استفاد منها كبار المضاربين والصناديق الاستثمارية الكبرى التي تتوفر لديها كافة المعلومات الصحيحة من مصادرها، والاهم أن تلك الصناديق هي التي تتلقى الأوامر خلال بعض الأزمات بتوجيه السوق ومايجب اتخاذه لتدخل صناديق الدولة (التقاعد والتأمينات وسنابل) والبنوك لحمايته أثناء تلك الأزمات للمحافظة على مستوى الثقة بالسوق والاقتصاد، وقد شاهد الجميع كيف يرتد السوق سريعا وتلغى العروض الضخمة مع دخول سيولة تلك الصناديق لسوق كان ينهار لعدة أيام وبدون أن يجد من يدعمه او يُطمئن المتداولين به! والمؤسف حقا هو اتهام محللين ومسؤولين لصغار المتداولين بالسوق بأنهم السبب في كل انهيار أو نزول كبير بالسوق على الرغم من أن العروض الافرادية التي تضغط على سابك والراجحي والاتصالات والأسهم المؤثرة على مؤشر السوق كبيرة جدا! فهل المحفظة التي تعرض (300) ألف سهم او (150) ألف سهم بسابك او الراجحي لصغار المتداولين المذعورين؟ الحقيقة انه باستعراض تفصيل العروض على الشركات قبيل الافتتاح وأثناء التداولات نجد أول العروض بكميات ضخمة لا يمكن أن تكون لمتداول صغير ولكن من المؤكد أنها لمحافظ أرادت افتعال حالة الخوف بسوقنا باستغلال أي أزمة وشائعة وفي ظل الغموض واحتكار المعلومة لا يستبعد أن العروض من صناديق لبيع محافظ خاصة لاستثمار النزول المفتعل! إن هيئة السوق المالية تتحمل مسؤولية حماية السوق ممن يحاول استغلال تلك الأزمات في إحداث نزول مفتعل ولو خلال جزء من وقت التداول، فأرقام إغلاق السوق ليست المعيار في الحكم على صحة وسلامة تداولات السوق من تلك المحاولات، وكثيرا مانرى عروضا ضخمة أول التداول ونزولا عنيفا لأسعار الشركات ثم فجأة نرى ارتدادا وربما ارتفاعا كبيرا بالمؤشر وان جميع ماتم معظم فترة التداول كانت محاولات للتخويف، والارتداد كان للتنافس بين كبار المضاربين على الغنائم لمعرفتهم بعدم وجود مبرر أساسا للنزول ولمعرفتهم بان التوجيهات تقتضي بالمحافظة على استقرار السوق ان لم يكن رفع نقاطه وهو مايستلزم الرقابة الآنية على كافة العروض الضخمة والمحافظ التابعة التي يتم التنفيذ لها.