"زوجتي ترفض سفر والدتي معنا".. بهذه العبارة كان "أحمد" يتحدث بمرارة عن زوجته التي تمانع مرافقة والدته خلال السفر؛ بحجة أنَّها امرأة مسنة وتنزعج من الذهاب لأماكن الترفيه مع الأبناء، كما أنَّها قد لا تتمكن من السير لساعات طويلة مُتنقِّلةً بين المراكز التجارية، والمقاهي، أو أنَّ حالة الطقس قد لا تتناسب مع وضعها الصحي، إلى جانب أنَّ النساء في هذا العمر المُتقدم يبحثن عادةً عن الراحة والاسترخاء والجلوس بين أحضان الطبيعة، وهذا مالا يُحبِّذه باقي أفراد الأسرة. ولم يُخف "أحمد" أثناء حديثه أنَّه يشعر بالحرج والتقصير من والدته، حيث لم يتمكن من تحقيق رغبتها في السفر أسوةً بقريباتها وصديقاتها، وتأجيله الفكرة -وهو ابنها الوحيد- عاماً وراء آخر، معللاً ذلك بظروفه الماديَّة الصعبة، التي لا تساعده على السفر إلى خارج المملكة أكثر من مرة في العام الواحد، في ظل رفض زوجته ذلك، واقتراحها عليه أن يقضي معها بعض الوقت في بعض المدن التي تتميز بهدوئها وطبيعتها الجميلة. إرضاء الزوج وقالت "ندى العقيل":"بعد عودتي من شهر العسل مباشرةً، اقترحت على زوجي أن نسافر سويَّةً بصحبة والدته، إذ إنَّه الابن الوحيد لها، وبالتالي فإنَّ هذه الفكرة أعجبته وسافرنا معاً إلى (لندن)"، مُضيفةً أنَّها اختارت هذه المدينة بعد أن علمت برغبة والدة زوجها في السفر إليها منذ مدة، موضحةً أنَّ الفكرة جاءت بعد أن نصحتها بعض صديقاتها بذلك، باعتبارها ستكون بمثابة الخطوة الأولى للوصول إلى قلب زوجها. وأضافت أنَّها كانت مرافقة لوالدة زوجها تخدمها لمدة أسبوعين؛ لدرجة أنَّها كانت تدفع عربتها المتحركة وتجلس معها في الأماكن العامة، مشيرةً إلى أنَّ هذه الرحلة تركت أثراً جميلاً في قلب زوجها وأسعدت والدته كثيراً، لافتةً إلى أنَّها تعدّها في مكانة والدتها التي توفيت وهي صغيرة. وأيَّدت "أماني الشمراني" فكرة السفر الجماعي مع أهل الزوج، مُضيفةً أنَّه يعمل على إذابة الخلافات التي تتراكم طيلة العام، خاصةً حينما يكون الزوج من النوع الذي يُفضِّل الجلوس أو النوم في "الفندق"، مشيرةً إلى أنَّ مرافقة شقيقاته ووالدته تجعله يشعر بالثقة أكثر، وبالتالي لن يمانع في خروجهم إلى أيّ مكان، خاصةً الخروج المبكر للفطور، مُبيِّنةً أنَّ ذلك يجعل أبناءها أكثر قرباً من جدتهم وعمَّاتهم، مُضيفةً :"رُغم أنَّ صديقاتي تعدنّ ذلك نوعاً من البساطة في العلاقة مع أهل الزوج، في الوقت الذي ينبغي فيه أن تكون العلاقة رسمية إلى حدٍ بعيد". وأشارت إلى أنَّ السفر قادر على إنجاح كثير من العلاقات، كما أنَّ من شأنه أن يجعل الأمور تظهر في شكل أكثر حميمية وقرباً من أفراد عائلة الزوج، مستشهدةً في هذا الشأن بما حدث بعلاقتها بأخت زوجها، موضحةً أنَّها كانت متوترة دون أيّ أسباب واضحة، مُبيِّنةً أنَّها حينما طلبت منها أن تسافر معها هي وزوجها وأبناءها رحَّبت بذلك إرضاءً لزوجها، لافتةً إلى أنَّهما عادتا بعد السفر وهما أكثر تفاهماً وحميميَّة من ذي قبل. وخالفتها الرأي "زينة العماري"، مرجعةً ذلك إلى ضيق الوقت، كما أنَّ الأماكن السياحية لا تناسب مزاج كبار السن عادةً، خاصةً إذا كانت حالتهم الصحية غير مستقرة، موضحةً أنَّ حالتهم الصحية قد تسوء أكثر، لافتةً إلى أنَّها تُعوِّض والدة زوجها عادةً بهدية ثمينة بعد العودة من السفر. شخصية الزوجة وتمنت "تهاني الشعيبي" أن يحين الوقت الذي تكون فيه والدة زوجها مرافقةً لها خلال السفر، مُضيفةً أنَّها لن تنتظر إلى أن تأتي الرغبة من قِبل زوجها، مُرجعةً ذلك لكونها تعدّها بمثابة والدتها، خاصةً أنَّ علاقتها بها علاقة جيدة، مشيرةً إلى أنَّها ترافقها إلى بعض الأماكن العامة أثناء فترة إجازة نهاية الأسبوع، لافتةً إلى أنَّ ذلك هو نوع من التقدير ورسالة حب للأم التي تعبت وسهرت من أجل أبنائها. وأضافت إنَّ هذا الشعور حينما يأتي من قِبل زوجة الابن، فإنَّ أثره سيكون كبيراً إلى حدٍ بعيد، موضحةً أنَّ شخصيَّة الزوجة عامل مهم في تحقيق هذه الرغبة ونجاحها، مُرجعةً ذلك إلى أنَّ بعض الزوجات يرين أنَّ السفر فرصةً للتخلُّص من قيود الارتباطات الأسرية، كما أنَّه يعتمد بالدرجة الأولى على مدى تعاون الزوج، خاصةً حينما تكون الحالة الصحيَّة للأم بحاجة للرعاية والاهتمام، مؤكدةً على أنَّ السفر بصحبة أم الزوج ينعكس بشكلٍ إيجابيّ على الرحلة، كما أنَّه سيجعلها مطمئنةً حينما تترك بناتها مع جدتهم، وذلك حينما تضطر للخروج مع زوجها. وأيَّدتها الرأي "إيمان الحطامي"، مُضيفةً أنَّ لأم الزوج حق كبير على أبنائها، موضحةً أنَّ عليهم المبادرة إلى فعل كل ما يُحقِّق سعادتها ورضاها وتحقيق رغباتها، مُشيرةً إلى أنَّها ستشعر بالفخر في حال كان زوجها يحمل بداخله هذا الشعور الجميل تجاه والدته، خاصةً أنَّ والدة زوجها امرأة رائعة تحترم الخصوصية، وبالتالي فإنَّ السفر معها سيكون متعة حقيقية. علاقة متوترة! وأوضح "نبيل زارع" أنَّ البر بالوالدة وتقديرها واحترامها وإدخال البهجة والسرور إلى قلبها من الأمور التي حث عليها الدين الإسلامي، مضيفاً أنَّ الأم ستشعر الفخر والسعادة حينما تعلم برغبة ابنها مشاركتها له وأسرته سفرهم، مُبيِّناً أنَّ ذلك سيجعلها تبذل كل جهدها لتوفير الوقت له ولزوجته من أجل قضاء وقتٍ أجمل مع بعضهما، مُشيراً إلى أنَّ قد تبقى في هذه الحالة داخل "الفندق" أو "الشقق المفروشة" مع الأبناء. وأضاف أنَّه ينبغي قبل أن تتم مصارحة الزوجة بالرغبة في مرافقة الأم أثناء السفر، معرفة العلاقة بين الطرفين، موضحاً أنَّ نجاحها يعتمد بنسبة كبيرة على الزوج، مُبيِّناً أنَّه يجب عليه في هذه الحالة أن يكون صمام أمان هذه العلاقة، وأن يحاول زرع المحبة بينهما، ناصحاً بعدم اصطحاب الأم في حال كانت العلاقة مع زوجة ابنها متوترة، مُرجعاً ذلك إلى أنَّ علامات عدم الاتفاق ستظهر بشكلٍ يؤثر سلباً على أجواء الرحلة، مؤكِّداً على أنَّ الزوجة التي تحب زوجها ستحرص على إسعاده بتحقيق هذه الرغبة. مشاعر سلبية ولفتت "د.نادية التميمي" -استشارية علم نفس إرشادي- إلى أنَّ الموضوع يعود لطبيعة العلاقة بين والدة الزوج وزوجته، مُضيفةً أنَّ للزوج دور كبير في نجاح العلاقة بين الطرفين، موضحةً أنَّه ينبغي أن يجعل هذه العلاقة تتطور للأفضل وتصل إلى حد أن يسافرا معاً، مشيرةً إلى أنَّ بعض تصرفات الزوج قد تكون هي السبب في توتر هذه العلاقة بين الطرفين، ومن ذلك إخفاء بعض الأمور التي تكتشفها الزوجة بمحض الصدفة، إلى جانب إفشائه أسرار بيته أمام والدته أو شقيقاته. وأضافت أنَّ بعض الأزواج يحرمون الزوجة والأبناء من بعض الأمور ويوفرونها للأهل، ومن ذلك إحضار سائق لوالدتهن رُغم حاجة الزوجة لذلك، أو أن يشتري بعض الأثاث أو يضغط على زوجته من أجل التنازل عن مرافقته لها في مشوار عائلي أو زيارة الطبيب، وذلك من أجل ارتباطه مع والدته أو شقيقاته، مُشيرةً إلى أنَّ ذلك سيخلق مشاعر سلبية بين الزوجة وأبنائها تجاه أهل والدهم، لافتةً إلى أنَّ العدل بين الطرفين سيجعل وجود الأم أثناء السفر من أسعد المناسبات بالنسبة للزوجة. وأكدت على أنَّ ثقافتنا وديننا يحثان على احترام وتقدير الكبار، والأهل على وجه الخصوص، مُضيفةً أنَّ الأسرة قد تضطر للتنازل عن حقها في الترفيه بالسفر، من أجل تسخير بعض الوقت لإسعاد الوالدة التي قد تكون حركتها تتطلب عناية خاصة، موضحةً أنَّ اختيار أماكن الترفيه قد لا تلائم الأم أو الزوجة والأبناء أحياناً، خاصةً حينما يريد الأبناء قضاء يومهم في إحدى المدن الترفيهية "الملاهي"، في الوقت الذي ترغب فيه والدة الزوج عدم مرافقة ابنها وأفراد أسرته، لافتةً إلى أنَّ الزوج قد يضطر في هذه الحالة إلى البقاء برفقة والدته، خاصةً حينما لا يكون معها من يرافقها. واقترحت في هذه الحالة على الزوج أن يسافر بصحبة أفراد أسرته أولاً، ثمَّ يعود ويسافر برفقة والدته، وذلك في حال كان لديه القدرة على ذلك، موضحةً أنَّ ذلك سيجعله أكثر توازناً وعدلاً بين الطرفين. لا تسافر مع زوجتك وتترك أمك وحيدة تنتظر عودتك الزوجة المتسلطة تفكّر بأنانية وتضغط على الرجل للسفر من دون والدته