تحولت عطلة البريطانية "أليثيا باركر - 51 عاماً" التي كانت تتوق لها وتخطط لها منذ فترة طويلة، إلى بؤس وحزن بعد أن تسبب المكان الذي قضت فيه تلك الإجازة في إصابتها بعدوى بكتيرية خطيرة أدت إلى خسارتها لأطرافها السفلية كاملة وكفها الأيسر. ويقول الأطباء الذين أشرفوا على علاج "أليثيا" والعناية المكثفة بها لأشهر طويلة أنها أصيبت ببكتيريا "الليجيونيلا" القاتلة التي تعيش في المياه بشكل عام حيث أن الاحتمال الأكبر بانتقال هذه البكتيريا المميتة إلى جسمها هو استحمامها بمياه ملوثة. و كانت "أليثيا" قد رتبت قبل عام تقريباً قضاء عطلة قصيرة هادئة لمدة أسبوع مع زوجها "باري" و بعض أصدقائها المقربين في أحد الأكواخ النائية في غابات منطقة "توسكانا" الإيطالية، وما أن وصل الجميع إلى المكان أرادت "أليثيا" الاستحمام لتعيد نشاطها وتجدد حيويتها من تعب السفر ولكنها بعد أن انتهت من الحمام مباشرة بدأت تشعر ببعض التوعك الذي ظنت في البداية بأن سببه الإرهاق وحاجتها لبعض الراحة والنوم، وخلال أسبوع الإجازة ذلك لم تتحسن صحة "أليثيا" حتى عندما راجعت عيادة طبية صغيرة في المنطقة حيث أخبرها الطبيب هناك بأن ما تشعر به قد يكون ناتجاً عن تغير المكان أو حساسيتها لبعض الأطعمة أو تقلب الطقس. ولدى عودتها إلى بريطانيا تدهورت صحتها وتم نقلها للمستشفى ليكتشف الأطباء إصابتها ببكتيريا "الليجيونيلا" السامة والقاتلة قبل دخولها في غيبوبة طويلة في مركز العناية الفائقة وخضوعها لعدة عمليات جراحية لإنقاذ حياتها ولكنها خسرت كامل أطرافها السفلية تقريباً وكفها الأيسر وأحد رئتيها، ونتيجة للحالة الصحية القاتلة التي تتسبب فيها بكتيريا "الليجيونيلا" فقد أصيبت "أليثيا" بالغرغرينا في كِلا ساقيها وبترها الأطباء من تحت ركبتيها وكذلك في كف يدها الأيسر وبعض أصابع كف يدها الأيمن. وبعد مرور عام على إصابتها وتعافيها يقول زوجها "باري" إنها جد ممتنة لأنها لم تفقد حياتها نتيجة لما حدث لها وبالرغم من معاناتها الشديدة إلّا أنها متفائلة وتتابع برنامج تأهيلها بعد حصولها على أطراف صناعية تساعدها في العودة لنمط حياتها الطبيعي.