نعيش في عالم يموج بالأحداث خاصة في منطقتنا العربية.. فمنذ ثلاثة أعوام وحتى اليوم مازال الحراك السياسي والاجتماعي مستمراً يصاحبه موجات عنف غير مبرر في طريق التحول إلى ديموقراطية طال انتظارها وتأبى أن تأتي على أرضية غير مهيأة أصابها جفاف السنين. وكون الأرضية العربية غير مستعدة وغير مستقرة وجب علينا أن نكون في مستوى الحدث وأن نكون يقظين لما يدور حولنا.. هذه مسؤولية وطنية يجب على الكل أن يتحملها وأن يكون واعياً متيقظاً مسؤولاً. وعندما وجه خادم الحرمين باتخاذ كافة الإجراءات لحماية مكتسبات الوطن وأراضيه، وأمن واستقرار الشعب السعودي بناء على الأحداث الجارية في المنطقة فتلك هي قمة المسؤولية.. فوطننا مليء بالإنجازات والمكتسبات التي كانت نتيجة لجهود رجال حفروا الصخر من أجل بناء الوطن وجعله على ما هو عليه من تقدم وازدهار ورخاء. معجزة وطننا لم تكن يوماً تكمن في بناء المدن وإعمارها أو شق الطرق وبناء المطارات والسدود.. معجزتنا كان الإنسان محورها وبناؤه هدفها وتنميته إنجازها، وكل ذلك حدث ومستمر في الحدوث. وطننا الذي بنته سواعد الرجال وعرقهم وفكرهم يجب أن يكون حصناً منيعاً في وجه كل من يريد له السوء أو يحاول النيل من أمنه واستقراره.. لا يمكننا بأي حال من الأحوال أن نسمح بأن تمتد إلينا أيد تريد إلحاق الضرر بلحمتنا الوطنية وتماسك نسيجنا الاجتماعي والنيل من إنجازاتنا التي يتحدث عنها القاصي والداني دون مبالغة أو تهويل.. هي إنجازات تتحدث عن نفسها لم تقتصر على تنمية دون غيرها، بل كانت تنمية شاملة جعلت من وطننا مفخرة لنا ولأي عربي ومسلم.. جعلت منا دولة تعدت النمو إلى الازدهار وإلى آفاق أرحب وأوسع من تطور الإنسان والبنيان.. مملكتنا الحبيبة فخر لنا أينما كنا، فهي تبوأت مكانة دولية قلّما تصل إليها دول سبقتنا إلى التطور والإنجاز.. أصبحنا مؤثرين في القرار الدولي بما يخدم مصلحتنا والمصلحتين العربية والإسلامية. منجزنا الوطني عز لنا والمحافظة عليه مسؤولية جماعية يجب الاضطلاع بها وتحملها، فهي ليست رفاهاً بقدر ما هي واجب لا يمكن إلا أن نقوم به بكل إخلاص واقتدار.. هي ليست مسؤولية الدولة دون الشعب.. فكلنا مسؤول وكلنا على خط المواجهة للدفاع عن وطننا ضد كل من يريد أن يفكر أن يمسه بسوء، فالدولة بكل تأكيد وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين قادرة -بإذن الله- على الدفاع عن أمننا واستقرارنا وازدهارنا ومنجزاتنا.. ليس لدينا أدنى شك في ذلك، بل كلنا ثقة في قيادتنا وفي قراراتها المنطلقة من مسؤولية وطنية هي بكل تأكيد مقتدرة على القيام بها، ولكن علينا نحن كمواطنين أن نقوم بدورنا أيضاً، فنحن نحب هذا الوطن ونعيش فيه ونبني المستقبل لأولادنا وأحفادنا كما فعل آباؤنا وأجدادنا الذين أوصلونا إلى ما نحن فيه، فأقل ما يجب أن نكون قادرين على إيصال الأمانة إلى الأجيال القادمة.. بأن نحافظ على منجزنا ونطوره وننميه حتى يظل وطننا عزيزاً شامخاً فخراً لنا ولكل عربي ومسلم.