يعتبر الترويح عن النفس من الأمور المهمة التي يحتاجها البشر باختلاف مشاربهم وأجناسهم وأعمارهم بعد عناء وقت طويل من العمل او الدراسة، ولكن البعض منا يقع فريسة الإفراط أو التفريط أثناء الممارسة لهذا الترويح؛ حيث نرى البعض يجعل جل همه الترويح، بينما في المقابل يرى البعض أنه لا طائل او فائدة فيه، بل هو مضيعة للوقت مفسدة للعمر. لكن الترويح كما هو معروف للجميع من اسمه يعني الانبساط، وإزالة التعب والمشقة، وإدخال السرور على النفس، والانتقال من حال إلى آخر أكثر تشويقاً. والترويح مرتبط اما بالغرض او بالوقت او بالاثنين معا، وذهب بعض المختصين في الأعمال الترويحية إلى اشتراط النفع في العمل الترويحي سواء أكان نفعاً فرديّاً أم جماعيّاً، نفسيّاً أم بدنيّاً أم عقليّاً. كما ان الترويح تكمن أهميته في جوانب كثيرة ومتعدده لعل من اهمها: - تحقيق التوازن الروحي والعقلي والبدني لدى الطفل والمراهق والراشد - إكساب الطفل خبرات ومهارات وأنماطا معرفية جديدة تساهم في زيادة وتنمية المهارات السابقة. كما ان الاشتغال بالأنشطة الترويحية يساعد الطفل والمراهق على الابتعاد عن اوكار الجريمة والمخدرات والرذيلة. كيف ينمو حب اللعب لدى الأطفال بلا شك ان الطفل يمر بعدة مراحل كي يتعرف على اللعبة ليحبها ثم يمارسها، وبلاشك ايضا ان لكل عمر ألعابه الخاصة ، وهو امر نشاهده مع ابنائنا صبح مساء، فلعب اطفال في سن المدرسة بلاشك لا تناسب اولئك الذين على مشارف المرحلة الابتدائية، وهكذا بقية المراحل. ولو تتبعنا نمو الطفل منذ ميلاده فإننا نلاحظ أن شكل النشاط يتغير بازدياد نضج الطفل، حيث نلاحظ أن لعب الطفل في بداية حياته يكون بسيطاً لا تعقيد فيه يتألف من حركات عشوائية ومن استثارة لأعضاء الحس، وكلما تطور نمو ذكاء الطفل يصبح لعبه اكثر تعقيداً. فاللعب بالدمى يجتذب الطفل من سن مبكرة حيث يصل إلى ذروته في العام السابع أو الثامن من عمره. ولهذا أطلق العلماء على هذه المرحلة اسم (سن اللعب بالدمى) toy age ويلاحظ أيضاً أن اهتمام الطفل باللعب يبدأ في التغير ويظهر ذلك خلال العام الأول والثاني في حياته المدرسية. هنا في هذه المرحلة مرحلة الابتدائي يكون الطفل مهتماً بألعاب الجري ثم الألعاب الرياضية القائمة على نظم محددة هي تسليته المفضلة، هذا بالاضافة إلى اهتماماته الاخرى كالقراءة أو جمع الأشياء كالطوابع أو الأفلام والصور. ويظهر هذا جلياً في مرحلة الطفولة المتأخرة من سن ( 11-12 سنة ) وهي مرحلة الاتزان الحسي الحركي التي تتميز بالرشاقة والقوة والحيوية وسهولة انتقال الحركة وسرعة تعلم المهارات الحركية وفي هذه المرحلة ايضا نجد ان الطفل يهتم بالالعاب التي تعتمد على الفك والتركيب، ولذا نجد ان تكسير الطفل للعبة امر مشاع في هذه المرحلة ليس لانه يحب التكسير بل لانه يريد ان يكتشفها ويسبر غورها ولذا نحاول ان نوجهه وجهة صحيحة ولا ننهره، بل تكون العابنا هي في اصلها معتمدة على الفك والتركيب. ثم يزداد عدد أنواع اللعب بالتقدم في السن حتى البلوغ. ويلاحظ أن ألعاب الحضانة ورياض الأطفال متنوعة كالألعاب التمثيلية واللعب بالمكعبات والماء والطين والرسم والموسيقى. أما في مرحلة المدرسة الابتدائية فإن الأطفال يهتمون بالألعاب ذات النشاط الجسمي أكثر من اهتمامهم بالألعاب ذات النمط العقلي أو الجمالي. نلخص هذه النقطة ونقول ان الطفل بمرحلة الرضاعة يميل الى التركيز على الالعاب المتحركة كالتي تربط بسقف السرير ولكنها متحركة بينما في السنة الثانية يستطيع الطفل أن يركز انتباهه في نشاط لعبة معينة لمدة (7) دقائق في المتوسط تقريباً. ويزداد هذا المعدل فيصل إلى (12,6) دقيقة في الخامسة من عمره. ومع تطور نمو الطفل وقدراته واهتماماته فإنه يأخذ في انتقاء ألعاب معينة من هذا العدد الكبير من الألعاب. وهكذا نرى أن هذا التحول من (الكم) إلى (الكيف) في نشاط اللعب عند الطفل يدل على تغيرات كيفية في بنية الشخصية. ففي اللعب الاجتماعي مثلاً نلاحظ أن الطفل في المراحل الأولى يلعب مع كثير من الأطفال دون تمييز فهو يلعب معهم أحياناً ويتعارك معهم أحياناً أخرى ثم يصالحهم بعد ذلك وكلما كبر الطفل مال إلى اصطفاء مجموعة معينة من الأصدقاء يعيش معها ويرتبط بها. ومن مظاهر (التحول الكيفي) في نشاط اللعب عند الأطفال أن النشاط الجسمي يتناقص كلما كبر الطفل على حين نلاحظ ازدياد الميل إلى أنشطة اللعب ذات الطابع العقلي. ومما يلاحظ أن لعب الأطفال ولا سيما الصغار منهم يتسم بالتلقائية واللاشكلية فالطفل الصغير يلعب بالكيفية التي يريدها مهما كانت مواد لعبه فهو سعيد مثلاً وهو يلعب بأشياء تخص والديه أو إخوته، ولا يراعي في لعبه مواعيد خاصة أو مكاناً معيناً للعب. ويلاحظ أنه في مرحلة المراهقة تختفي الكثير من تلقائية اللعب فالمراهق يزهو بارتدائه لزي مميز لبعض الألعاب ويشعر بحاجته إلى أدوات خاصة للعب كمضارب التنس مثلاً ويخضع نشاطه لنظام معين فهو يتفق على مواعيد محددة للقاء رفاقه واللعب معهم في وقت محدد. أهمية اللعب في حياة الأطفال وفوائده في ديننا الاسلامي الأصل في الترويح الإباحة شريطة ان لا يكون في هذا النشاط الترويحي أذية للآخرين سواء اكان سخرية، أو لمزا، او نبزا، أو ترويعا، أو غيبة او اعتداء على ممتلكات الاخرين بالاتلاف او ما شابه ذلك. ايضا ان لا يكون في النشاط الترويحي كذب وافتراء او تبذير للمال. واما علماء النفس فقد اولوا اللعب اهمية كبيرة في حياة الطفل حيث رأى البعض اهمية عالية للعب في النمو العقلي للطفل، وفي شخصية الطفل، وقد حاولنا تلخيص فوائد الترفيه واللعب في حياة الطفل في النقاط التالية: 1- من الناحية الجسمية يرى العلماء ان اللعب باعتباره نشاطا حركيا يقوم على تنمية العضلات ويقوي الجسم ويصرف الطاقة الزائدة عند الطفل، ويرى البعض من العلماء أن هبوط مستوى اللياقة البدنية وهزال الجسم وتشوهاته هي بعض نتائج تقييد الحركة عند الطفل لأن تصميم منازلنا على شكل شقق وخلو احيائنا من الملاهي ورتابة نظام الحياة لدينا قيد من نشاط الطفل وحركته لانه بطبيعة المرحلة يحتاج إلى الركض والقفز والتسلق وغير ذلك من الانشطة التي تحقق له التكامل بين وظائف الجسم الحركية والانفعالية والعقلية التي تتضمن التفكير والمحاكمات ويتدرب على تذوق الأشياء ويتعرف على لونها وحجمها وكيفية استخدامها 2- اما من الناحية العقلية فاللعب يساعد الطفل على أن يدرك عالمه الخارجي بحيث انه كلما تقدم في العمر كلما استطاع أن ينمي كثيراً من المهارات التي لديه، ويلاحظ أن الألعاب التي يقوم فيها الطفل بالاستكشاف والتجميع وغيرها من أشكال اللعب الذي يميز مرحلة الطفولة المتأخرة تثري حياته العقلية بمعارف كثيرة عن العالم الذي يحيط به ، يضاف إلى هذا ما تقدمه القراءة والرحلات والبرامج التلفزيونية النافعة من معارف جديدة. 3- من الناحية الاجتماعية في الألعاب الجماعية يتعلم الطفل النظام ويؤمن بروح الفريق واهمية الجماعة وبالتالي احترامها ويدرك قيمة العمل الجماعي والمصلحة العامة. وإذا لم يمارس الطفل اللعب مع الأطفال الآخرين فإنه يصبح أنانياً ويميل إلى العدوان ويكره الآخرين، ولكنه بوساطة اللعب يستطيع أن يقيم علاقات جيدة ومتوازنة معهم وأن يحل ما يعترضه من مشكلات (ضمن الإطار الجماعي) وأن يتحرر من نزعة التمركز حول الذات. 4- من الناحية الخلقية من خلال اللعب يتعلم الطفل من الكبار بالمحاكاة والتقليد معايير السلوك الخلقية كالعدل والصدق والأمانة وضبط النفس والصبر كما أن القدرة على الإحساس بشعور الآخرين ينمو ويتطور لديه من خلال العلاقات الاجتماعية التي يتعرض لها الطفل في السنوات الأولى من حياته. وإذا كان الطفل يتعلم في اللعب أن يميز بين الواقع والخيال فإن الطفل من خلال اللعب وفي سنوات الطفولة الأولى يظهر الإحساس بذاته كفرد مميز، فيبدأ في تكوين صورة عن هذه الذات وإدراكها على نحو متميز عن ذوات الآخرين رغم اشتراكه معهم بعدة صفات. 5- من الناحية التربوية قد يكسب اللعب والترفيه الطفل مهارات تربوية عجزت مدارسنا عن تحقيقه، لان التعلم تحت ضغط الاختبار لا يؤدي الى رسوخ المعلومة، بينما التعلم باللعب يرسخ المعلومة بحيث تظل مع الطفل بالذاكرة يستخدمها كمرجع حينما يريد ان يتخذ أي قرار او الاقدام على أي سلوك. هذا فضلا على ان اصحاب المدرسة التحليلية يرون ان اللعب يساعد الطفل على التخفيف مما يعانيه من القلق الذي يحاول كل إنسان التخلص منه بأية طريقة. واللعب ايضا عند مدرسة التحليل النفسي تعبير رمزي عن رغبات محبطة أو متاعب لا شعورية، وهو تعبير يساعد الطفل على خفض مستوى التوتر والقلق عند الطفل، فالطفل الذي يكره أباه كراهية لا شعورية قد يختار دمية من الدمى التي يعدها الأب فيفقأ عينيها أو يدفنها في الأرض وهو بهذه الحالة يعبر عن مشاعره الدفينة تجاه ابيه بوساطة اللعب. فوائد اللعب: - يعد اللعب مصدراً مهماً من مصادر نمو النشاط الجسمي والعقلي. - يساعد اللعب على تقوية الإرادة وحسن التصرف. - اللعب يقتل الميل الى البطالة والفراغ. - اللعب ينظم الغرائز ويمنع تهيج الجهاز العصبي. - يساعد اللعب على الخيال والتفكير وتطوير الذاكره وشحذ الذهن. - يساعد اللعب على نمو العلاقات الاجتماعية وتكوين الشخصية الاجتماعية المطلوبة وذلك بإتاحة الفرص المتعددة للطفل لتكوين علاقات اجتماعية متبادلة بينه وبين أقرانه عن طريق تمثيل الأدوار الاجتماعية. - يساعد اللعب على نمو العضلات وخفة الحركة عن طريق ممارسة الرياضة بأشكالها المتنوعة. - يساعد اللعب على النمو العاطفي لدى الطفل. فهناك ألعاب تتطلب من الأطفال التعاون فيما بينهم لأداء العمل مثل بناء جسر يلعبون عليه. - يساعد التنفيس عن التوترات التي تنتاب الطفل وذلك نتيجة لتعرضه لمثيرات بيئية مختلفة. وخلاصة الأمر فإن اللعب يعد طريقة مثلى للتعلم القائم على حل المشكلات وتنمية روح الابتكار والإبداع عند الأطفال فنركز على اللعب الهادف خلال هذه الاجازة علنا نقضي على الكثير من السلبيات التي يعاني منها الكثير من ابنائنا في هذا الزمان. اللعب بالدمى يجتذب الطفل من سن مبكرة لعب الأطفال ولا سيما الصغار منهم يتسم بالتلقائية واللاشكلية