خلّف العدوان الاسرائيلي المتواصل على الشعب الفلسطيني شهيدين آخرين في مدينتي نابلس ورام الله، فيما أصيب واعتقل العشرات خلال حملات دهم همجية شنها جيش الاحتلال في مختلف أرجاء الضفة الغربية، وتخللتها مواجهات عنيفة مع المواطنين الفلسطينيين. وانتشل الدفاع المدني الفلسطيني صباح أمس جثة الشاب محمد محمود عطا الله الطريفي (30 عاماً)، عن سطح إحدى البنايات التجارية وسط مدينة رام الله التي كانت فجر أمس مسرحاً لحملة عسكرية واسعة شنها جيش الاحتلال وشملت مداهمات للعديد من المباني والمؤسسات والمنازل. وتبين أن الشاب الطريفي أصيب برصاصة قاتلة اطلقها قناصة الاحتلال من احدى البنايات المقابلة، في وقت اشتعلت في مركز مدينة رام الله بمواجهات عنيفة وغير مسبوقة منذ سنوات طويلة خلال تصدي الشبان لقوات الاحتلال بالحجارة والمتاريس. وتركزت المواجهات بشكل رئيسي في محيط مركز شرطة رام الله والبيرة، وشارع المحفل، وفي شارع ركب الواصل بين ميدان المنارة ورام الله القديمة "التحتا"، حيث اغلقت الشوارع بالكامل بالمتاريس والاطارات المشتعلة، في مشهد اعاد الى الاذهان مواجهات الانتفاضة الاولى، حيث طارد الشبان جنود الاحتلال بين الازقة والمحاور المختلفة، ورشقوهم بالحجارة والزجاجات الحارقة فيما رد المحتلون باطلاق كثيف للرصاص وقنابل الصوت والغاز ما اوقع اكثر من عشر اصابات في صفوف الشبان. وذكرت مصادر فلسطينية ان قوات الاحتلال اقتحمت كذلك جمعية الخنساء، ومدرسة محمد بن راشد آل مكتوم ومدرسة الجمعية الخيرية الاسلامية في حي الجنان في مدينة البيرة حيث اندلعت مواجهات مماثلة مع المحتلين. وفي مدينة نابلس، استشهد فجر أمس الشاب أحمد سعيد خالد" ابو شنو" (27 عاما)، من مخيم عين بيت الماء شرق المدينة جراء اصابته برصاص الاحتلال اثناء توجهه لاداء صلاة الفجر في مسجد المخيم. وذكرت مصادر طبية واعلامية فلسطينية ان الشهيد اصيب باربع عيارات نارية اطلقها عليه جنود الاحتلال بدم بارد، وتركوه ينزف لاكثر من ساعة دون السماح لطواقم الاسعاف الفلسطينية بالوصول اليه. من جهة اخرى، اقتحمت قوات الاحتلال فجر أمس حرم جامعة القدس في بلدة ابو ديس شرق القدسالمحتلة، حيث عاثت فيها خراباً. وقال مسؤول فلسطيني أمس إن (إسرائيل) أعلنت "الحرب" على الشعب الفلسطيني عبر حملتها الأمنية المتواصلة لليوم العاشر في الضفة الغربية. وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير واصل أبو يوسف، إن دولة الاحتلال تتذرع بحادثة المفقودين الإسرائيليين الثلاثة لشن حرب ممنهجة على الفلسطينيين. وأضاف أن الحملة الإسرائيلية في الضفة الغربية "تندرج ضمن خطة إستراتيجية لدى الاحتلال لكسر إرادة الشعب الفلسطيني وفك عزلة الاحتلال أمام تحميله مسؤولية فشل مفاوضات السلام وسعيه لإفشال جهود المصالحة الفلسطينية".