ناهد المانع الزيد حلمت بدرجة الدكتوراة ونالت درجة الشهادة في سبيل الله، آمنت بأن الله موجود في كل مكان ولا يغيب عبده عنه طرفة عين فحافظت على هذا الوجود الرباني ورحلت معه ولن ترحل عنه، صدقت مع الله وصدق الله معها، ومنحها شهادة أبدية تنتهي الدنيا وعلمها وناسها ولاتنتهي شهادتها، سبحان الذي يمنح ويمنّ ويختار من عباده الفائزين برضاه وشهادته. مسلمة تسعى لرضا الله وطلب العلم وراحت ضحية لذلك المسعى النبيل، إن كان هناك من رسالة فهي لوالدة الشهيدة، والدتي العزيزة : احسنت التربية واعطاك الله شفاعة بنتك يوم لا ينفع علم ولا مال، فمثلك اليوم تقدم له التهاني وليس العزاء، لقد اختار الله لك مرتبة عالية فهنيئا لمن شهد خلق الله له بالاختيار والاختبار، لك عزاء الدنيا وبشرى الآخرة. صدقها في التزامها، في حجابها في مكان يكون لبس الحجاب فيه اختبارا فعليا لقوة الايمان والصدق مع الله، فكل ما في ذلك المكان ضد الحجاب حتى أهل الحجاب، فكان التزامها جهادا وطاعة لله، ورسالة دين وطهارة انسان. حجاب البنت السعودية هو هويتها وانتماؤها فبدونه لا هوية لها، فناهد كانت صاحبة هوية وانتماء حقيقيين، فمن رآها عن بعد عرف هويتها فهي ليست صاحبة انتماء عولمي تضيع في الاشباه والهويات، ومن هذا نقول لك حق على هويتك بأن تسمى قاعة في جامعتك باسمك أو قاعة في الملحقية الثقافية بلندن، وهنا رسالة هوية للامير محمد بن نواف وهذا حق وليس امنية. بعدما تقدم لا مجال للرد على من صاغ وقائع الحادث من وحي خياله المريض ولا من المفيد اخلاقيا ان نشكك في الاعتبارات العلمية التي دفعتها ان تكون هناك .. فكل ما جاء من تلك النبيلة والرائعة كان نبيلا، التزام وعلم وشهادة. قتل ناهد بسبب حجابها هو الرد الحقيقي على اشباه فيليب ديونتر القيادي في الحزب اليميني المتشدد في بلجيكا فلاس بلانغ الذي نشر صورة على حسابه بتويتر لسيدة وطفلة بالنقاب وسط اكياس قمامة وطلب من متابعيه أن يخرجوا 5 فروق بين المنقبات وبين اكياس القمامة، عنصرية نتيجتها القتل وصناعة الكراهية في دول ترسل جنودها ودبلوماسييها للمطالبة بتطبيق حقوق الانسان والعدالة، فأي حضارة تستفزها ويهز استقرارها غطاء رأس، وأي عدالة تسمح بانتشار المجرمين في الاعلام والبرلمان يتوعدون مخالفيهم بالموت والعذاب، في عام 2010 راحت ضحية هذه العنصرية الطالبة المصرية مروة الشربيني في قاعة المحكمة في المانيا على يد عنصري نثر دمها الشريف بوجه قاضي العدالة، والسبب انها مسلمة محجبة.. وما يستفز ثقافة العنصرية أكثر هو الاقبال الكبير على الدخول في الدين الاسلامي ولم يجدوا سبيلا لمنعه الا اطلاق ثقافة العنصرية في المدارس والافلام والاخبار من أجل أن تكون العنصرية مذهبا وطنيا يحفز على إلغاء الآخر. فالامم المتحدة والمنظمات التابعة لها عرفنا قوانينها ضد ارهاب القاعدة ومتطرفي المسلمين، ولكن نريد ان نعرف قوانينها ضد عنصرية العالم الاول التي اسقطت كل احترام عن منجزات حضارتهم، نعرف ايضا تدخلهم بالمناهج التعليمية في بلاد المسلمين ومنعهم لبعض وسائل الاعلام في العالم الثالث بسبب دعاوى التحريض على العنف، ولم نسمع انتقادا وليس منعا لمدرسة او صحفية غربية علمت العنصرية والكراهية للثقافات والاديان المختلفة معهم، فالاستخدام السيئ للاعلام تعلمه ابناء العالم الثالث من إعلام الدول المتحضرة وليس من عقائدهم وثقافاتهم، فأدوات ثقافة العالم الأول لا ترقى لانتاج صورة الكراهية لو لم تتعلمها من اصحاب السبق في الحضارة والكراهية.. ناهد شهيدة بإذن الله والشهداء أحياء عند ربهم يرزقون..