لم يكن الرياضيون السعوديون في منأى بعيد عن اهتمام خادم الحرمين الشريفين في يوم من الأيام، بل نالوا كغيرهم من أبناء الوطن الكثير من الاهتمام والرعاية، وما الأمر الملكي الجديد بإنشاء أحد عشر استاداً رياضياً على أعلى المواصفات والمعايير العالمية على غرار ما تم إنجازه في مدينة الملك عبدالله الرياضية في مدينة جدة إلا دليل واضح على ما يجده الرياضيون من اهتمام ورعاية من لدن والد الجميع الملك عبدالله بن عبدالعزيز. هذه اللفتة الكريمة وغير المستغربة جاءت لتعكس اهتمام القيادة بقطاع الرياضة والرياضيين، وجاءت أيضا لتؤكد أن رياضيي المملكة في جميع أنحاء البلاد المترامية هم في دائرة الاهتمام الملكي، وأن شباب المناطق كلهم يحظون بالرعاية ذاتها التي ينالها أبناء المدن الرئيسية. لم يكد يجف حبر الإشادة بافتتاح مدينة الملك عبدالله الرياضية في مدينة جدة (الجوهرة) إلا ويعلن الملك مكرمة جديدة للرياضة والرياضيين، تتمثل في هذا العدد الكبير في عدد الاستادات التي سيتم استحداثها وبسعة جماهيرية تبلغ 45 ألف متفرج، بل إن الأمر الملكي الكريم لم يقتصر على تحديد عدد المتفرجين بل إنه قرر أن هذه المشاريع ستحظى بمتابعة خادم الحرمين الشريفين، وهذا سيجعل العمل يسير برتم سريع وفعال لجعل هذا القرار حدثا مشاهدا على أرض الواقع. لن يكون للجهة المسؤولة عن الرياضة لدينا وهي الرئاسة العامة لرعاية الشباب والاتحاد السعودي لكرة القدم أي عذر جديد يتمثل في أننا لا نملك البنية التحتية التي تخولنا لتنظيم تظاهرات رياضية إقليمية وقارية وعالمية، بل ولم يعد أيضا للجميع حجة في الشكوى من جديد من عدم وجود ملاعب رياضية تستضيف الشباب السعودي. لايمكن أن يتم تجاوز هذا اليوم التاريخي للرياضيين من دون الإشادة بهذا القرار الملكي الكريم الذي سيجعل كل الرياضيين يتباهون بوجود قيادة مخلصة لهذا الوطن وأبنائه جعلت مطالبهم قيد التنفيذ، وأنهم يحظون برعاية خاصة، ولا يمكن تجاوز هذا القرار التاريخي من دون أن يتم إرجاع الفضل لخادم الحرمين الشريفين الذي أسس بهذا القرار لحقبة رياضية جديدة ستجعل الرياضيين السعوديين يتناغمون مع النتائج المرجوة من هذا القرار التاريخي. نعم الرياضة السعودية مقبلة على نهضة متوقعة، والكرة الآن في ملعب الجهات التنفيذية المسؤولة عن الرياضة وشؤونها للتماهي مع أهداف المرحلة الجديدة، والكرة كذلك ستكون في ملعب الشباب السعودي المطالب حالياً بأن يبحث عن الإبداع والعمل بجد لأن يجعل نفسه في مصاف أبناء الدول المتقدمة رياضياً، بعد أن توفرت عوامل النجاح بوجود هذه الاستادات الرياضية الضخمة. بالفعل أكملت هذه المكرمة الرياضية سلسلة الهدايا الرياضية التي قدمها خادم الحرمين الشريفين ولايزال يقدمها، وكلنا نتذكر في هذا الإطار دعمه للفروسية بإنشاء صندوق خاص لدعم رياضة الأباء والأجداد ما مكنها من الفوز بميدالية أولمبية، ولا يمكن تجاوز الإنجازات الرياضية التي حققتها منتخبات ذوي الاحتياجات الخاصة التي حققت كأس العالم مرتين متتاليين وحظوا بتقدير خاص من الملك، ولا يمكن تجاوز الدعم غير المسبوق لمنتخبات كرة القدم والألعاب المختلفة. نتمنى أن يأتي اليوم الذي يرد فيه أبناء الوطن الدين لوالدهم برفع علم هذه البلاد في سماء البطولات وبشتى الألعاب، وأن يقدموا الذهب خالصاً لخادم الحرمين الشريفين تقديراً لاهتمامه بهم.