يهتم العرب في عرض الدراما التلفزيونية والبرامج في الشهر الكريم، هي عادة بدأت بعد أن دخل التلفزيون على العرب بالتوالي، يقولون إن هذا الشهر الفضيل مراثون درامي يتميز من يجتهد ويسقط الرديء. السعوديون تعودوا على "طاش ما طاش" أكثر من عشرين عاماً ظل الثنائي عبدالله السدحان وناصر القصبي يقدمان اعمالهما سنوياً دون كلل وملل، حتى بعد دخول مسلسل "عيال قرية" الممتع والعودة لطاش 18، اصبح الثنائي الأطول على المستوى العربي والأجمل في مناقشة الأوضاع الاجتماعية وحتى السياسية، "طاش ما طاش" نقطة تحول غيرت معالم الدراما المحلية التي كانت تقليدية مملة إلى حد ما، حتى جاء الفرج وتحول التلفزيون السعودي الأكثر مشاهدة على مستوى الخليج العربي بفضل تمكن عبدالله السدحان وناصر القصبي والقيمة التي يحملها هذا الثنائي في تقديم عملهم الساخر. حتى بات الجميع في الخليج العربي مقلداً ل "طاش ما طاش" في الرؤيا والهم. لم يحسن التلفزيون السعودي بعد أن تعملق "طاش ما طاش" في تكملة المشوار معه، حاول أن يضيق عليه ويقلل المورد المالي، لتستغل "MBC" عدم اتفاق الاثنين ويتحول العمل إلى شاشتها، ويأخذ مساحة أفضل للحرية والتميز ويصعد أكثر للمتابعة العربية. التلفزيون السعودي بات محتكراً للأعمال التي تقلد "طاش ما طاش"، سيقدم في هذا العام عدة أعمال سعودية لكنها في سياق "طاش"، هناك يأمل الكل أن يأتي عمل يأخذ نفس النهج والتميز الذي أخذه "طاش ما طاش" لكن لا حياة لمن تنادي.!، الجميع يقلد.! يحاول أن يكون كوميديان يحاولون أن يغرقوا في القضايا الاجتماعية دون فهم لحقيقتها، لا يعرفون أن الكوميديا هي شيء روحي يخلق في الإنسان يصنع منه أشياء جميلة تجذب المشاهد وتجعله مقنعاً للعقول. استنزف "طاش ما طاش" الجميع رغم توقفه للعام الثالث على التوالي، الكل يتذكره إن كان المشاهد أو صناع الدراما أو حتى لجنة التلفزيون السعودي المتأملة في تقديم عمل يليق بشاشتها. كان التلفزيون المصري يقدم برنامج الفوازير التي قدمته نيللي ثم شيريهان، لكنهم هناك يصنعون العمل الآخر دون تقليد، يعرفون أن مثل هذه الأعمال الاستثنائية لا تقلد، يصنعون أعمالا اخرى ربما تتناسب مع طوح المشاهد. ليس في مصر وحدها، حتى في سورية، صنعوا "بقعة ضوء" منذ سنوات وما زال هذا الضزء مشعاً في الشاشة، نحن ننتظر من يصنع الدراما الحقيقية ولا يقف تحت ظل "طاش ما طاش". رمضان المقبل سيكون مفترق طريق لمسؤولي التلفزيون السعودي، من فتحوا المجال لصناع الدراما السعودية لتقديم اعمالهم دون محاذير أو تأخير في التعاميد، لعلهم يقدمون للمشاهد شيئاً يرضي طموحهم، بعضهم يقول إن التلفزيون لا يتغير أبداً!.