نادى رئيس المركز السعودي لزراعة الأعضاء الدكتور فيصل شاهين بزيادة التبرع بالأعضاء في المملكة، بعد انخفاض حالات التبرع العام الماضي. وأرجع شاهين السبب إلى أن العنايات المركزة لا تبلغ عن كل الحالات التي تدخل إليها كوفاة دماغية، لأسباب متعددة منها تقاعس الفريق الطبي وخلافاته، فيما حل الإشكال مبدئياً بالإلزام بالإبلاغ عن الحالات المتوفية دماغياً في كل مستشفيات المملكة. وقال شاهين ل"الرياض": "إجمالا موضوع التبرع يدخل فيه عوامل كثيرة منها داخلية تنظيمية او عالمية يكون فيه تذبذب، هذا معروف وليس له تفسير علمي، ولكن هناك أسباب تؤدي إلى ذلك منها تنظيمية مثل تقاعس العاملين او يكون التبليغ قليلا". وأضاف: "وبالنسبة لنا نسبة الزراعة الناجحة هي نفسها مثل السنوات السابقة إن لم يكن أعلى، لكن التبليغ كان أقل، وانخفض من أكثر من 600 إلى نحو ال500 حالة، وكان يرجع هذا الانخفاض إلى أن العنايات المركزة لا تبلغ عن كل الحالات التي تدخل إليها كوفاة دماغية". وقد بلغ عدد حالات التبليغ عن الوفاة الدماغية في المملكة حتى العام الفائت أكثر من عشرة آلاف حالة، كان نصيب الذكور ثلاثة مقابل واحد بالنسبة للإناث، وبمعدل 606 حالات في العام الواحد. وكانت النسبة العظمى من المتوفين دماغياً هم من الشباب أقل من 40 عماً بنسبة 63 في المئة، وشكلت حوادث الطرق 36 في المئة من أسباب الوفاة الدماغية لمجموع المتبلغين. وعزا انخفاض التبليغ في غرف العمليات في المملكة إلى أسباب محددة، عددها قائلاً: "السبب الأول الذي يدعو إلى عدم التبليغ هو التقاعس، إضافة إلى انه لا يوجد وسيلة عقاب لمن لم يقم بالتبليغ، أو حتى المحاسبة، كما أنه لا يوجد دعم إداري من الأهالي للمستشفيات، إضافة إلى انه في منطقة الرياض والقصيم توجد مشاكل في الفريق المعالج بين بعضهم". وحلاً لهذه القضية، قال: حاولنا تخطي هذه النقطة بان أدخلنا في برنامج الاعتراف للمستشفيات أن أي حالة وفاة دماغية لا بد من التبليغ عنها، فلذلك الأعداد هذه السنة زادت بشكل كثير بعد الإلزام". ونفى شاهين أن يكون للفتوى الدينية سبب في انخفاض التبليغ: "اعتقد أنه لا يوجد أي تغيير من الناحية الدينية فالموضوع محلل بفتاوى معتمدة من هيئة كبار العلماء والمجمع الفقهي، ولم نتبين أنه كان سبباً في قلة التبليغ". وزاد: "طالبنا أن تكون لنا مكاتب إقليمية للتنسيق في كل مناطق المملكة لزيادة التبرع، وفي هذه السنة أصبحت لنا مكاتب في الدمام والمنطقة الغربية فلذلك زادت الأعداد قليلا هذا العام لتوزع الحالات حول المملكة". وأكد أن من اسباب قلة التبرع من دول الخليج العام الماضي كان يعود إلى خلاف إداري ما بين المركز السعودي والحالات الكويتية التي يستفاد منها وأوقفت حل هذه الإشكالية، وكانت المشكلة من أهالي المتبرعين لأسباب معينة، وعادوا بانتهاء هذه المشكلة". د. فيصل شاهين