في الكثير من دول العالم تغلق الأسواق والمحلات التجارية في وقت مبكر ما بين 6 - 9 مساء حيث ينطلق الناس إما لبيوتهم للراحة أو الذهاب للترفية عن النفس وهناك مئات الخيارات من سينما ومسارح ومسطحات خضراء وشواطئ رائعة والجلوس في الهواء الطلق حيث الأجواء مشجعة على ذلك، لكن هنا لدينا في السعودية حيث لا متنفس للعائلة إلا الأسواق فقط من حيث التبضع منها، ومن ثم الجلوس في كوفيهات السوق ومطاعمها حتى الساعة 12 أو الساعة الثانية بعد منتصف الليل في نهاية الأسبوع. لكن عندما تغلق الأسواق الساعة التاسعة مساء في بيئة صحراوية جافة، تصل درجة الحرارة فيها خلال الصيف إلى قرابة 50 درجة، فإلى أين تذهب العائلة حيث لا وجود لأماكن ترفيهية، وكما هو معلوم في الأجواء الصيفية استحالة الجلوس خارجاً بدون تكييف، فأجواؤنا الصحراوية لا تشجع على ذلك. وماذا بعد إغلاق الأسواق الساعة التاسعة مساء؟ أين يذهب الشباب من الجنسين...؟ هل سيهيمون في الشوارع والدوران بها وما يتبع ذلك من ازعاجات للمارة وخطورة التفحيط والمطاردات، بل أنه أيضاً سينفتح باب للتجمعات السيئة الخطيرة. ثقافتنا السعودية نشأت من بيئتنا الحارة وأجوائنا الصحراوية، فبيئتنا ليست باردة أو حتى معتدلة أي أن أغلب حياتنا ومناسباتنا مسائية، بينما لو كانت بيئتنا على العكس منطقة باردة أو معتدلة لأصبحت جميع أمور حياتنا من مناسبات... وإلخ وقت النهار. أخيراً: أتمنى أن ينظر في هذا القرار لمصلحة الوطن أو المواطن وعلى المدى البعيد سواء النفسي أو الاجتماعي. ولابد.. ولكي ينجح أي قرار يمس الوطن والمواطن، لا بد من دراسته نفسياً واجتماعياً وسياسياً من قبل مختصين ومعرفة مدى تأثيره على الفرد والمجتمع.