قتل ثلاثون شخصاً وجرح عشرات آخرون أمس في انفجار وقع في سوق للسلاح بمدينة الميادين الواقعة في ريف دير الزور شرق سورية والقريبة من الحدود العراقية. وتبعد الميادين حوالي سبعين كيلومتراً عن الحدود العراقية. وقال مصدر من المعارضة في المنطقة لوكالة "فرانس برس" "إن أكثر من 15 مدنياً قتلوا في انفجار سيارة مفخخة قام به تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش) الذي يقوم بعملياته في سورية والعراق. وتسيطر "جبهة النصرة" وكتائب معارضة على مدينة الميادين وبلدة الشحيل في ريف دير الزور، فيما يسيطر مقاتلو "داعش" على بلدة البصيرة الاستراتيجية في المحافظة والقريبة من حقول النفط والميادين. ويسعى تنظيم "الدولة الاسلامية في العراق والشام" اكثر التنظيمات المسلحة تشدداً الى اقامة "دولته" في المنطقة الممتدة من الرقة شمالاً الى الحدود السورية العراقية في الشرق لاقامة تواصل مع عناصر التنظيم نفسه داخل العراق، بحسب ما يقول خبراء ومعارضون. ويشهد العراق المجاور لسورية منذ مساء الاثنين هجوماً كبيراً لعناصر تنظيم "الدولة الاسلامية في العراق والشام" وجماعات مسلحة أخرى الى جانب عناصر في حزب البعث المنحل، تمكنوا خلاله من السيطرة على مناطق واسعة من شمال البلاد منها الموصل ونينوى. وأعلن تنظيم "الدولة الاسلامية في العراق والشام" في سورية ولاءه لتنظيم "القاعدة"، الا ان "القاعدة" اعلن على لسان زعيمه الإرهابي ايمن الظواهري تبرؤه منه، ودعاه الى تركيز جهده على العراق حيث يعتبر ذراعه الرسمي، بينما ذراعه الرسمي في سورية هو جبهة النصرة التي تقاتل "داعش" الى جانب فصائل المعارضة السورية الاخرى منذ كانون الثاني/يناير. وظهر التنظيم في سورية في ربيع 2013، وقوبل بداية باستحسان معارضي الرئيس بشار الاسد الباحثين عن أي مساعدة في قتالهم ضد قوات النظام. الا ان هذه النظرة سرعان ما تبدلت مع ارتكاب التنظيم تجاوزات واسعة الى التفرد بالسيطرة. وتتهم فئات واسعة من المعارضة المسلحة "داعش" بالعمل لصالح النظام. كما تأخذ عليه تطرفه في تطبيق الشريعة الاسلامية كاصدار فتاوى تكفير عشوائياً وقيامه بعمليات خطف واعدام طالت العديد من المقاتلين. وتدور في دير الزور الحدودية مع العراق معارك ضارية بين "الدولة الاسلامية" وفصائل في المعارضة السورية بينها "النصرة"، تسببت خلال أربعين يوما بمقتل حوالي 640 شخصاً غالبيتهم مقاتلون من الطرفين.