لا يمر مونديال كأس العالم على محبي وعشاق كرة القدم إلا والاستعدادات له تضاهي استعدادات الفيفا، حيث تنصب الشاشات في الشوارع أو المقاهي ويصبح مصدر دخل للكثير من الشركات أو الافراد في تلك الفترة، فوكالات الأزياء العالمية الرياضية وغيرها لها النصيب الأكبر من الكعكة في السوق، ويصبح موسماً إبداعياً لكيفية عرض الملابس الرياضية والمأكولات وكل ما يخص الرياضة، ولكن على مستوى الأفراد والمشجعين لكل منا طريقته في استقباله، فالبعض منا ينطلق للأراضي التي تقام فيها البطولة ليتسمتع بحفل الافتتاح ومن ثم برؤية فريقة الذي يفضله أمامه يستمتع بفنه واستعراضة لقدراته أمام جمهوره، والبعض يفضل أن يقضيه في بلده ليكون فرصة للالتقاء بالأصدقاء وإشعال نار الحوار والمنافسة. وجمال هذا الكرنفال العالمي في أنه يجمع البشر تحت هدف واحد وهو حب الكرة، وهذا الحب فيه الكثير من المتعة والدهشة، حدث يقلب الموازين ويحبس أنفاسنا ثلاثين يوماً، فمع إطلالة شمس كل يوم تبدأ متعة التوقعات والانتظار والترقب. ولكن هناك من لا يعلم أن أول كأس للعالم أقيم بالأرغواي كان في عام 1930 وفيها رفضت الكثير من دول أوربا التحول إلى الأرغواي بسبب بعد المسافة التي كانت تستغرق رحلة أسبوعين على ظهر السفينة لكن رئيس الاتحاد الدولي في ذلك الوقت نجح في إقناع 4 دول أوربية بالمشاركة فأرسلت بلجيكا ويوغوسلافيا وفرنسا منتخباتها بينما أرسلت رومانيا فريقاً تشكل من عمال أحد المصانع ليمثلها في بطولة كأس العالم الاولى ومن بعدها بدأت دورة كأس العالم، إلا أنه ولظروف الحرب العالمية الأولى والثانية لم تقم البطولة وتم إلغاؤها في عام 1942م و1946م. وبطولة كأس العالم من أكثر الأحداث الرياضية مشاهدة على مستوى العالم، حيث قدر عدد متابعي البطولة في عام 2006م والتي أقيمت في المانيا ب715 مليون شخص، وهذا الرقم يدل على ما تتمتع به هذه البطولة من شعبية جارفة في أنحاء العالم. إلا أن عشاق المستديرة كان لهم موعد آخر في مونديال 2014م مع الدهشة والغرابة والكثير من الحزن، حيث أقيم المونديال على أرض البرازيل للمرة الثانية، فالأولى كانت في عام 1950م، والثانية هذا العام والتي حملت الحالم والمحلوم به، ازدهت بالفرح وتوهجت بالفن والغناء والجمال، والبرازيل التي لطالما عشقت الكرة وأمتعت العالم تعيش الآن ظروفاً اقتصادية سيئة مما جعل المظاهرات تندلع رفضاً وتنديداً لاستضافة كأس العالم على أراضيهم فمن وجهة نظر السكان أن هناك أولويات يجب على الدولة أن تقوم بها قبل أن تستضيف مونديال كأس العالم، وهذه المظاهرات رفعت حرارة البرازيل حتى نافست حرارة الصيف، ولازالت التكهنات توحي بسوداوية لأحداث غير متوقعة قد تحدث أثناء إقامة المونديال، وعلى عكس آراء الخبراء، لا يزال عشاق المستديرة يحلمون بالمزيد من المتعة والتطلعات لمنتخباتهم، فعالم الكرة مليء بالقصص والذكريات والأحلام والمواقف الطريفة فلن ننسى جميعنا الأخطبوط بول الذي ولد سنة 2008، وتوفي في 26 أكتوبر 2010 وهو أخطبوط لقي اهتمامًا إعلاميًا كبيرًا على المستوى العالمي نظرًا لتوقعه الصحيح للفائزين في مباريات كرة القدم، خصوصًا التي يكون منتخب ألمانيا لكرة القدم طرفًا فيها. ولد في إنجلترا، ثم نقل إلى أحواض الحياة البحرية بمدينة أوبرهاوزن الألمانية. ولا نعلم من سيكون البطل هذا المونديال هل هي رقصة السامبا؟.. ربما.. لنرى..!!