أكد وزير الأوقاف المصري الدكتور محمد مختار جمعة أن مقاومة ظاهرة التحرش واجب شرعي ووطني وأخلاقي. وشدد جمعة على أن من مات دون عرضه أو عرض غيره فهو شهيد، وأن من وقف موقفا سلبيا عند هتك الأعراض أو التعرض لها لاحقته الخسّة في الدنيا ولعنة الله ورسوله والمؤمنين في الدنيا والآخرة. ووصف وزير الاوقاف فى بيان أمس ظاهرة التحرش بأنها خسّة ودناءة غريبة على مجتمعنا وقيمنا وأخلاقنا، ويجب التصدى لها من الجميع. واشار إلى ضرورة تعاون المجتمع بكل أطيافه للتصدى لتلك الظاهرة الغريبة. إلى ذلك، استنكر الدكتور احمد الطيب شيخ الأزهر الشريف الحادث التي تعرضت له فتاة بميدان التحرير مؤخرا ووصفه ب"الحادث الحيواني البَشِع" الذي ارتكبه بعض الشباب الفاسد في ميدان التحرير دون حياء أو خجل أو مراعاة لحرمات الله والمجتمع كما ناشد شيخ الأزهر في بيان صحفي له كل المسؤولين والجهات المعنية سرعة تقديم هؤلاء المجرمين لمحاكمة عادلة حتى يكونوا عبرة لكل من تسول له نفسه ارتكاب مثل هذا الفعل الشنيع. كما أكد الشيخ عبدالحميد الأطرش، رئيس لجنة الفتوى السابق بالأزهر الشريف على أن ظاهرة التحرش في المجتمع أصبحت مقلقة للغاية مطالبا بوجود قوانين رادعة لمحاربة هذه الظاهرة مشيرا إلى أن مكافحة ظاهرة التحرش لابد أن تبدأ من المنزل والأسرة والتربية على الأخلاق الدينية، مؤكدا أنه إذا تم تربية الصبي على أن الفتاة التي تمر أمامه هي بمثابة أخته وإذا فعل شئ لإيذائها سيأتي في يوماً ما على أهل بيته، "كما تدين تدان". وأضاف الأطرش إلى ضرورة إظهار وتنفيذ قانون عقوبات التحرش على المتحرشين في العلن حتى تكون رادعا لكل من تسول له نفسه الاقدام على هذا الفعل، كما أكد أن التوعية الدينية في المنزل من الصغر للصبي وللفتاة هي الأساس. من جانب آخر، قال اللواء هاني عبداللطيف مساعد وزير الداخلية المصري للإعلام إن قوات الأمن واجهت 5 حالات تحرش بالفتيات في ميدان التحرير، أحدهم في الرابع من يونيو وقبل إعلان نتيجة الانتخابات الرئاسية والبقية في التاسع من يونيو الجاري. وأضاف اللواء عبداللطيف أن قوات الأمن تمكنت من ضبط العناصر المشاركة في حالات التحرش الخمسة، حيث تم ضبط ثلاثة عناصر في واقعة التحرش الأولى وتتراوح أعمار "المتحرشين" من 17 إلى 27 عاما. وكشف عن ضبط 7 عناصر مشاركة في حالات التحرش الأربعة يوم 9 يونيو، مشيرا إلى أن أعمار المشاركين في حالات التحرش تتراوح ما بين 13 إلى 49 عاما. وأضاف اللواء عبداللطيف أن وزارة الداخلية تقوم بالتحقيق مع تلك العناصر لمعرفة ما إذا كانت فعلتهم كان لها خلفية سياسية أم هي مجرد جريمة من جرائم المجتمع، مؤكدا أنه سيتم الإعلان عن نتيجة التحقيق قريبا ليعلم الجميع حقيقة الأمر. من ناحية أخرى، اعتبرت حركة "انتى أقوى" المصرية المناهضة للتحرش والعنف ضد المرأة، ما حدث فى ميدان التحرير والتحرش بفتاة وتجريدها من ملابسها جريمة ضد كل المصريين، ورفضت قانون التحرش، ووصفت التعديلات بأنها غير جوهرية وغير رادعة. وأعلنت الحركة النسوية عن تكثيف نشاطها فى الفترة القادمة والاستمرار فى إقامة تدريبات الدفاع عن النفس للفتيات وتدعيم مهاراتهن القتالية لمواجهة تلك الظاهرة بعدد كبير من المحافظات. وأبدت الحركة دهشتها من قانون التحرش الجديد الذى يعاقب بموجبه المتحرش بالسجن عاماً واحداً فقط، واعتبرت أنه لا يتناسب إطلاقاً مع قسوة الجرم المرتكب.