أصبح الشارع المصري مليئاً بحالات التحرش الجنسي، حيث شهد في الآونة الأخيرة ازدياداً وارتفاعاً في عدد الحالات لاسيما التي تتم بأشكال جماعية، ففي كل ثانية تتعرض أغلب الفتيات إلى تحرشات تكاد تصل إلى اللمس بالأيدي وأمام الجميع، ومع زيادة الانقلات الأمني لم يجد المتحرش من يتصدى له. وقد أرجع علماء الاجتماع والخبراء النفسيين انتشار هذه الظاهرة إلى إنحدار القيم الأخلاقية والدينية في الشارع المصري، الأمر الذي أدى إلى الانحلال الأخلاقي الذي أصاب المجتمع، بالإضافة إلى ضعف الردع من جهة السلطات، كما أن هناك عوامل اقتصادية كثيرة يمكن أن تؤدي إلى التحرش ومنها الفقر، فساد الزواج وزواج المصلحة، تدهور وتفاقم الأوضاع الاقتصادية، ازدياد معدلات الطلاق، الكبت الجنسي في المجتمع، عدم التعمق في القيم الدينية وقلة الوعي الديني، غياب الحياء، انهيار التقاليد والأعراف، وغياب القيم الاجتماعية، وغياب دور الأسرة وسوء التنشئة الأسرية، والبطالة، بث بعض وسائل الإعلام مواد إباحية، وعدم وجود قانون واضح وفعال يجرم التحرش في المجتمع المصري، كما نصح العديد من أخصائيي الطب النفسي بضرورة حث الشباب على الدفاع عن أي فتاة تتعرض للتحرش وضرورة معاقبة من يرتكب مثل هذه الجرائم. وعلى الرغم من ذلك يجب أيضاً عدم التعامل مع البلطجية أو مرتكبي جرائم التحرش بالعنف والضرب والحرق كما انتشر في الآونة الأخيرة من حرق جثث من يتحرش بالفتيات، فالمعاقبة بالقانون هي الرادع الأمثل لهؤلاء المجرمين. ونتيجة ازدياد حالات التحرش فى الشارع المصري، قامت في محافظة القاهرة عدة حملات من أجل التصدي لتلك الظاهرة، ومن بينها حملة "امسك متحرش" التي تم تنسيقها خلال أيام العيد عن طريق تشكيل دوريات من لجان شعبية لحماية الفتيات، وهذه اللجان قامت بحماية الفتيات بمترو الأنفاق وتصدوا كدروع بشرية لمواجهة هذا التحرش، وتختلف هذه الظاهرة في جوهرها عن حوادث المعاكسات الفردية. من جانبه أكد الدكتور سالم عبد الجليل، وكيل وزارة الأوقاف لشئون الدعوى، أنه نتيجة لانتشار التحرش الجنسي في مصر والخوف المتزايد من قبل الفتيات وعدم نزولهن إلى الشارع بمفردهن، أصدر مجمع البحوث بالتعاون مع الأزهر الشريف كتاباً يوضح أسباب التحرش الجنسي وطرق الوقاية منه، وقد أشار إلى أن من ضمن هذه الأسباب التدين المغشوش والذي يعني ارتداء الفتيات للحجاب على الرغم من سلوكهن وأخلاقهن الغير حسنة، وانفلات سلوك بعض الشباب الذين تأخر سن زواجهم أو نشأوا نشأة غير سليمة داخل أسرهم.