كأس الفراغ مُرّة على اللبنانيين.. هذا ما يتبدّى يوما بعد يوم منذ وقوع الشغور الرئاسي في 25 مايو الفائت. وتتمثل أبرز المشكلات في صلاحيات مجلس الوزراء الذي انتقلت اليه ايضا صلاحيات رئيس الجمهورية اللبنانية بحكم الدستور اللبناني، ويدخل مجلس الوزراء بدءا من اليوم الخميس في جدال طويل حول موضوع الصلاحيات حيث تمثل أمام رئيس الحكومة تمّام سلام عدّة أسئلة: كيف يمكن لمجلس الوزراء مجتمعا أن يمارس صلاحيات رئاسة الجمهورية؟ هل يمكن للرئيس سلام لوحده أن يضع جدول الأعمال ويوزعه على الوزراء وهل يحق للوزراء إضافة بنود على جدول الأعمال وهي صلاحية منوطة أصلا برئيس الجمهورية؟ وماذا عن المراسيم وهل يحق للوزراء توقيعها أو ردّها؟ ويبدي الرئيس سلام الكثير من المرونة في مقاربة هذا الموضوع الحساس وخصوصا لدى "تكتّل التغيير والإصلاح" الذي يحذر من التطاول على صلاحيات الرئاسة الأولى ومثله بقية الأحزاب المسيحية مع ليونة أكثر. ويفتح هذا الجدال باب النقاش حول إمكانية أن يدخل البلد في فراغ حكومي إذا قررت بعض الكتل السياسية مقاطعة الحكومة، فضلا عن مخاوف من مقاطعة للبرلمان بسبب اعتباره من قبل البعض بأنه فقد حق التشريع ما إن دخل في الشغور الرئاسي بحيث تحوّل الى هيئة ناخبة. وسط هذه المعمعة الدستورية التي تلتقطها حكمة بعض الشخصيات يسجّل أنه لا يوجد أيّ تصوّر دستوري مكتوب لدى أي من السياسيين الذين يكتفون بالاعتراض الصوتي لا أكثر ولا أقل. في هذا الإطار تبدي أوساط دبلوماسية غربية خشيتها من تحوّل هذا الصراع السياسي الى توتر أمني مذكرة بما آلت إليه الأمور عام 2008 حين غادر الرئيس إميل لحود الحكم من دون خلف له وتولت حكومة الرئيس فؤاد السنيورة صلاحيات الرئيس وما لبث الاشتباك الداخلي أن تحوّل الى صدام أمني تمثل بحوادث 7 ايار 2008 التي انتهت الى تسوية الدوحة وانتخاب الرئيس ميشال سليمان في 25 ايار (مايو) من ذلك العام. لكنّ الواضح من خلال المناخ الإقليمي الراهن ألا أحد من الدول الإقليمية مستعدّة للاهتمام الخاص بلبنان وهي جميعها منشغلة بصياغة حلول للأزمة السورية. وفي حركة الانتخابات سجّلت أمس زيارة مفاجئة للنائب هنري حلو لرئيس تكتّل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون في الرابية، وحلو هو المرشح الذي طرحه النائب وليد جنبلاط بديلا من المرشحين الاثنين: ميشال عون وسمير جعجع. وقالت أوساط سياسية مطلعة ل"الرياض" بأنّ استقبال عون لحلو جاء في إطار الانفتاح العوني على خيارات وليد جنبلاط وذلك بعد نصيحة بذلك تلقاها من رئيس المجلس النيابي نبيه بري أثناء زيارته له في الأسبوع الفائت.