أبُوي عشّى أبُوك بالوقت ياذيب في ليله عذرا وصلف ٍسحابه يوم العفون مكبّرين المشاعيب كلٍ يصيح ويستديرن كلابه هل ثمة ما هو أكبر من هذا التعايش.. ذئب مفترس يكاد أن يقتله الجوع في ليلة ماطرة.. وإنسان يشترك معه في نفس الظروف.. لكنه يأبى إلا أن يشاركه اللقمة؟!!. إن البحث في طبيعة العلاقة مابين الصحراء ومفرداتها.. هو بحث بالغ التعقيد والغرابة.. خاصة تلك العلاقة التي يكون طرفاها الإنسان وتلك السباع المفترسة.. والتي عادةً ما تقوم على الصراع.. من أجل البقاء.. حيث تبدو والمسألة كما لو كانت حرٍب تصفيّة.. لكنها ماتلبث أن تتحوّل إلى الجانب الآخر.. أو الضد تماماً.. حينما تتشابه الظروف ويقف الجوع وحده في الطرف الآخر.. وفي مقابل الجميع. قد تتذكرون الذي آخى (الذيب سرحان):- تخاويت أنا والذيب سِرحان دعيته بأمان الله وْجاني خَويٍ خَويٍ ماله أمثال وِإلى أشرف على المرقب شِفاني إنها صلة من نوع خاص.. ولغة من نوع خاص.. لا يتقنها سوى أولئك الذين عاشوا حياة الصحراء وفيا فيها.. وأغمضوا عيونهم في مفازاتها على عواء الذئاب.. وعاقروا الخوف والجوع.. مثلما عاقروا الشجاعة والأمل بالغد الأفضل! إن دعوة ذئب مفترس للعشاء.. على مائدة خصمه الإنسان.. هي دعوة اسطورية.. لايمكن أن تنضج إلا حينما يكون المكان هو الصحراء.. والظروف.. هي تلك التي اشترك فيها الإنسان وكل دواب بيئته.. وهي في النهاية جزء من شخصية الحياة ونمطيتها الخاصة التي ولدت آنذاك لتكون كذلك فقط!!.