تعكف الإدارة العامة لصحة البيئة في أمانة الأحساء على إعداد دراسة حول مادة جديدة وآمنة صحياً تستخدم لنقل وتغليف المواد الغذائية الساخنة في المطاعم والبوفيهات، وذلك بعدما ثبت علمياً ما لمواد البلاستيك والفلين والقصدير من أضرار خطيرة على صحة الإنسان جراء استخدامها مع المأكولات الساخنة. وأوضح الدكتور حسن بن إبراهيم الخرس مدير إدارة صحة البيئة في الأمانة في تصريح خص به (الرياض) أنهم في الأمانة وبمتابعة من أمين الأحساء المهندس عادل بن محمد الملحم يعملون مع مجموعة من المصانع المحلية في الأحساء لإنتاج المنتجات الجديدة وبأحجام مختلفة، مشيراً إلى أنه سيتم إن شاء الله إطلاق مشروع التحول من استخدام البلاستيك والفلين والقصدير في المطاعم إلى استخدام المادة الجديدة عقب الندوة التي ستقيمها أمانة الأحساء بعد شهر رمضان المبارك المقبل للتعريف بالمنتج الجديد، مضيفاً أنه سيصاحب الندوة معرض تشارك فيه الشركات المنتجة لمواد التغليف الجديدة، مما سيمكن أصحاب المطاعم والبوفيهات والكفتيريا حضور هذه الندوة للتعرف على هذه المواد التي تمنع هجرة المواد الضارة إلى المواد الغذائية، وأشار إلى أنه تم الاتفاق مع أصحاب هذه المصانع لتصنيع كمية محددة من المنتجات تحمل شعار الأمانة وعبارة (من أجل صحتك تم التحول إلى المادة الجديدة). د. حسن الخرس وطمأن د. الخرس على أن أسعار المواد الجديدة وفقاً للدراسة التي أعدتها الأمانة لن تكون أغلى من السعر السابق، بل إن المادة الجديدة ستكون أرخص من بعض المواد المستخدمة حالياً، وشدد على أنه ولأهمية حماية الصحة العامة فإن هذه المادة وعقب إقرارها من وزارة الشؤون البلدية والقروية ستفرض على جميع المطاعم والكفتيريات في الأحساء، لافتاً إلى أن صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور منصور بن متعب بن عبدالعزيز وزير الشؤون البلدية والقروية مشكوراً يدعم دائماً أي جهود تقوم بها البلديات أو الأمانات التي تهدف للصالح العام وصحة الإنسان، بل إنه يعمل على تعميمه على جميع مناطق المملكة في حال تأكدت الجهة المعنية في الوزارة من الفائدة التي ستعود على الصحة العامة. وأرجع د. حسن سبب فرض هذه المادة إلى نتائج الكشف الطبي الأخير الذي كشفت عنه الدراسات العلمية الأخيرة التي أجريت في الولاياتالمتحدةالأمريكية والتي تفيد بأن القصدير والأواني القصديرية التي تستخدم لتغليف وحفظ الأطعمة الساخنة تطلق عنصر الألمنيوم، وأثبتت تلك الدراسات أن عنصر الألمنيوم أحد مسببات مرض الزهايمر لدى الناس، وكشفت ذات الدراسة التي أجريت على مجموعة من المصابين بالزهايمر المتوفين وجود ترسبات كبيرة من الألمنيوم في أدمغتهم، ولذلك صدرت من هيئات سلامة الأغذية في أمريكا وأوروبا تحذيرات من استخدام القصدير في التغليف أو ملاصقة المواد الغذائية الساخنة. ولفت د. حسن إلى أن المادة الجديدة قابلة للتحلل في الطبيعة، بحيث في حال طمرت في المطامر فإنها تتحلل بشكل عادي دون ضرر على البيئة، إضافة إلى إمكانية توفير أجهزة خاصة تقوم بتفتيت هذه المادة إلى أليافها الأساسية وبالتالي التخلص منها عن طريق الصرف الصحي من غير أي ضرر على الصرف الصحي أو المنزل. وحذر مدير صحة البيئة في أمانة الأحساء من هجرة المواد الكيميائية من مواد التغليف إلى المادة الغذائية، داعياً الجميع إلى ملاحظة القصدير بعد رفعه عن المشويات أو المواد الساخنة فإنه سيلحظ أن لون القصدير من الداخل والملاصق للسخونة قد تبدل لونه إلى الداكن أو بقع سوداء، مشدداً على أن هذا دلالة واضحة على وجود تفكك من المادة وهجرتها إلى المادة الغذائية، مضيفاً أن البلاستيك والفلين كذلك تنطلق منهما مواد أخرى ضارة كثيرة إلى المواد الغذائية، ناصحاً باستخدام المواد الورقية مع المواد الساخنة، وأشار إلى أنه في حال رغبة ربة المنازل لتغليف المواد الساخنة فإن هناك مادة السليفون التي وصفها بأنها آمنة وتتحمل درجة حرارة تصل إلى 260 درجة مئوية، والتي يمكن معها أن تلف المواد الساخنة بهذه المادة ثم القصدير في حال الرغبة باستخدام القصدير ليكون السليفون عازلا بين المادتين، واستدرك الخرس مبيناً إمكانية استخدام البلاستيك والفلين والقصدير مع المواد الباردة فقط.