تألمت كثيراً برحيل شاعرنا المحبوب عبدالله بن شايق - رحمه الله - الذي عرفته رجلاً كريم الأخلاق، وشريف المبادئ، وحسن المعشر.. أدهش الجميع بشعره الرائع في مجال النظم والمحاورة، وكان كالحصان الأصيل الذي يأخذ بالسبق كلما طال المسار. لقد آلمنا فقد ابن شايق الشاعر المتواضع الذي عرف بالجزالة، وقوّة سبك وحبك البيت، وجمال الأسلوب، وكثيراً ما يدخل البسمة على القلوب، والبشاشة على الجمهور، وكم.. وكم صفقت له الأيادي إعجاباً واحتراماً وتقديراً.. اليوم انهمرت عيوننا بالدموع، وخيّم الحزن على القلوب حين سماع نبأ الخبر المفجع وفاة شاعرنا المحبوب عبدالله بن شايق.. الذي كان منذ بدايته الشّعرية في تصاعد سريع نحو النجومية، والإبداع، ويشهد بذلك ساحات المحاورة التي صال وجال فيها بإبداعاته، ونجاحه المتواصل، وكان -رحمه الله- يتجنّب الكثير من المضايقات، والمهاترات، ويحرص كل الحرص على مبادئ الرجولة والشرف والسمعة العطرة، والاتزان في مجالس الرجال كما يقول: أنا ما أتكلم لين أشوف الرجال سكوت على شان كلٍ ينتبه لي .. ويوحيني ولا أوصّف إلا وصف شيٍ عليه ثبوت من العاقل اللي كنّي أشوفه بعيني ولاني بأحب أسمر على طقة البيلوت ولاقلت قوموا خلّو الدور ياتيني ولا همّني صن أربعميه مع كبوت ولا قمت أفل سراي في جنب خمسيني وبرحيل ابن شايق يفقد شعر المحاورة والنظم علماً من أعلامه، وركناً من أركانه.. ويصعب أن نجد من يحل مكانه، فالكل يشهد له بالصفات الحميدة، والسجايا النبيلة، ولا غرابة أن نلمس هذا الحب الكبير لابن شايق فهو من الشعراء الذين ندرَ وجودهم في هذا الزمان. لقد فقد الوطن والشّعر نجماً لامعاً في سماء الإبداع والتميز، وسوف يظل في قلوبنا.. ومهما طال الزمان لن ننساك يا عبدالله، ولك منّا جميعاً صادق الدعاء بالرحمة والمغفرة، ونسأل المولى أن يسكنك فسيح جناته، وأن يلهم أهلك وأحبابك الصبر والسلوان.