في 29 أكتوبر 2013 م كتبت مقالاً تحت عنوان "لماذا ننفق 25 % من الميزانية على التعليم ولا زلنا الأسوأ؟" وكان ذلك قبل حوالي 210 أيام وهو نفس الرقم الذي خصصته الدولة لقطاع التعليم في ميزانية 2014م إذ تم تخصيص 210 مليارات ريال بزيادة قدرها 2.9% عن العام السابق وتشكل نسبة الإنفاق على التعليم حوالي 24.56% من إجمالي الميزانية للمملكة البالغة 855 مليار ريال أي إن ربع الميزانية يتجه للتعليم، وقد تساءلت آنذاك لماذا هذا الانفاق الضخم على التعليم ومركزنا في المؤشرات الدوليه 43 عالمياً وفي التنمية البشرية عموماً 56 وهي مراكز متأخرة مقارنة بالضخ الكبير في الإنفاق على القطاع، وحاولت أن أجد إجابة شافية ولم أتمكن وتركنا الأمر للزمن فهو كفيل بحل الإجابات المستعصية، الآن ماذا حدث؟ وما هو الجديد؟. عندما تقلد الأمير خالد الفيصل صاحب الشخصية القيادية والخبرة الإدارية الطويلة مهام وزارة التربية والتعليم وهي المهمة الشاقة والحساسة التي ترتبط ببناء الإنسان وتغيير منهج الفكر والأسلوب التعليمي فإن أول خطوة قام بها هي وضع خطة لمدة خمس سنوات لإيجاد نقلة في 4 محاور مهمة هي تنمية الطالب والمعلم والتنظيم الإداري وبيئة المباني وهي المحددات الرئيسيه لنجاح التعليم وبالتأكيد تطوير المناهج وأساليب التعليم الحديثه جزء رئيس من هذه المنظومة، وكعادة خادم الحرمين الشريفين أيده الله في كل ما من شأنه تنمية الوطن والمواطن وافق على دعم مشروع تطوير التعليم العام ب 80 مليار ريال ستضاف إلى المخصصات السابقة وقدرها 210 مليارات لتصبح المملكة في مصاف دول العالم وأولها في دعم التعليم وهذا امتداد لمشروع الملك عبدالله لتطوير التعليم وكلاهما سوف يحدثان التغيير المنشود في القطاع. نحن نعلم أن التحدي كبير فوجود حوالي 5 ملايين طالب وطالبة وحوالي 750 ألف موظف وموظفة من ضمنهم المعلمون والمعلمات الذين تشكل رواتبهم حوالي 86% من ميزانية الوزارة وهناك تحديات إنشاء 465 مدرسة جديدة بمواصفات متميزة وكذلك متطلبات استحداث 3500 وظيفة تعليمية لمواجهة تزايد الطلب كلها سوف تكون محل النظر في هذا المشروع، لكن الذي لفت الأنظار هو تضمين المشروع الجديد ابتعاث حوالي 25 ألف معلم ومعلمة 5000 سنوياً للخارج لمدة خمس سنوات لتطوير قدراتهم التعليمية وهي خطوة رائعة لإحداث التغيير مع أنهم لا يشكلون إلا أقل من 4% من إجمالي عدد المعلمين والمعلمات، وهناك 96% أيضاً في الوزارة يحتاجون مواكبة المستجدات التعليمية، وكما تضمن المشروع الاهتمام بإنشاء 1500 روضة أطفال بمواصفات حديثة كلها سوف تركز على النشأة السليمة بمواصفات عصريه لبناء الإنسان السعودي، لا مناص من مواكبة العصر وإحداث التغيير بدءاً من مرحلة البناء والتأسيس والتربيه بأفضل الممارسات والأساليب، فهي الطريق لمجتمع حضري منتج يؤمن العيش الكريم والرفاهية المنشودة ولا ينسى حقوق الأجيال القادمة.