مصابٍ بفرقا عين من ليس مثلها عندي ولا حيٍ يجاري خطيبها هي نور عيني ثم روحي ونعشتي وهي النفس واسقام حالي وطيبها وهي الرجا والخير في شوف من عسى ربي بعلم اسرار لطفه يجيبها ويأذن بجمعا لامها لي على الرجا بحسن الرضا معنا عسى اليوم طيبها يضفي علينا عن غلطها بتيهه منها على غير القدا وارتجي بها تسمح لحيد قط ما داس زله فيها وهي تدري بجاري نديبها منهو لها مثلي الى خش ما نظر بالبيت غير أمه وجا يحتضي بها عن من ربي عنده بلطفٍ الى حكى معها وهي ابلود ما ينصخي بها عندي ولو تنسام في موسم الغلا وتحكم بغالي الروح حيث اشتري بها لو كنت من عقب الغلا شفت قيمتي رخصة وقدري صار ما ينتهي بها لو سيم عندي امي بصاع من الذي به ماكل الحبة ولا شرهتي بها تنصى فتىً ماهوب لأمه صميدع وراعي المروه والصخا قد جفي بها عطى القفا والوجه صار للذي ما هو مقرٍ ليت ما يشتقي بها إلا حفيٍ عاد مثلي الى غدت على سن عمرٍ فيه ترجي غبيبها حناها الكبر عنده وصارت لكنها كما فخ حبالٍ بالأيدي حنيبها يدخل يحب الرأس والعين واليدا وإلى ظهر للسوق ماشٍ يريبها مع ذا يوادعها بلطفٍ كمنها مأمونةٍ بسدود من يصطفي بها ولا هو كثيرٍ عاد مني ولو جرا هذا وهو من طيب صافي حليبها فيا عين لا تبكين مالٍ ولو غدا عني ولا تبكين حلوا قضي بها فيا طال ما يمناي قد حاشت الغنى وسرت بتفريق العطايا قريبها ويا طال ما نفسي بجود الى لفت من غيبةٍ بالجود قد سرني بها وغضي نظير الطرف عنها كرامه وكسري جناح للذي خوفي حسيبها حيثه على حث الرضا قال من بغا يرضين يرضي والده وارتضي بها ولي جنة بالفوز للناس بابها وباقدام والد حي من يحتضي بها فالله بحق البيت والحل والحرم وبحق رسله والنبي والذي بها له جاه قدرٍ عند ملاه والذي انزل على طه لمن يهتدي بها بهذا جناب امي عن الغيض بعدما نحتني بلام البعد وأنا التوي بها وابرم دواليب الرضا حيث قصرت حرفات نفسي عن ملاقى ثويبها وقد صار في قلبي من الوجد ما ثنى عزمي ونار الوجد يسعر لهيبها بجاشٍ غدا للدوب يا عين منتهى فيا عين ابكي عين من ينبكي بها ابكي على من شرف الله قدرها بالدمع دمٍ ثم هلي سكيبها هلي دموعٍ مهملاتٍ على الجفا لو قرحت من طول هيامي صبيبها عينٍ يجاري دمعها حين ما هما على الخد وابكى طول فرقا لبيبها وابكي على عد الفراسخ الى هوت رجلي ولا شفتي بداري خبيبها من عبرة ياعين بالقلب كنها ودق الحيا أو زج طامي غبيبها تزايد بلاجي مهجتي حين ما هوت في دار غيري نور شمسٍ اغدي بها أمي سراج البيت يا عين بالكرى تلفي نجومٍ قاصداتٍ مغيبها سهرٍ ولا للنوم يا عين رغبه عندي ونفسي بالرجات ترعوي بها دوم ترد الرأس واليأس ما هوا في جاش قلبي والمربي ربيبها ربيت وربتني على طول ما بقى وعند التناهي صرت فيها حريبها والله قسم ثم والله ما سدا علي بأكود من فراقي جنيبها ولكن ذا أمرٍ من الله كاتبه على العبد وارجي من آلهي يجيبها وأرجي بتسخير الولي سامك السما بلطفه يسخرها لمن يقتدي بها وصلوا بنا يا حاضرين على النبي ما غنت الورقا بعالي عسيبها الشاعر: اسمه الكليف ويسميه البعض الجليف وربما يكون هذا لقباً اشتهر به،وهو من شعراء القرن العاشر الهجري بدلالة ممدوحه مقرن بن زامل بن أجود، وهناك من يقول إن الممدوح هو مقرن بن قضيب بن زامل بن هلال والذي مدحه ونصحه بقصيدة مطولة مطلعها: زهت الديار بحسنها وجمالها واستبشرت بالعز روس رجالها مناسبة النص: جاء في تقديم النص"يتحرق على والدته بعد خروجها من بيته إلى بيت أخيه الصغير" دراسة النص: نستكمل بقية النص البالغ سبعة وستين بيتاً والذي يتألم فيه الشاعر متحسراً على خروج والدته من منزله إلى منزل أخيه الصغير ،حيث يذكر أن ما أصابه من ألم وحزن هو بسبب فراق من ليس يوازي منزلتها أحد في نفس الشاعر، يعني أمه، فهي بمثابة نور العين والروح وهي سر السعادة والشقاء للشاعر ويدعو الله أن يلطف به ويعيده إليه وان تسامحه ولو أنه لا يذكر أن قد بدر منه خطأ أو تقصير في حقها،فقد كان إذا دخل البيت لا يرى غير أمه أحق بحبه واهتمامه،فيتودد إليها ويلاطفها في الحديث،ثم يبين منزلتها الرفيعة من نفسه ولكنه شعر بأن قدره نقص لديها عندما تركته وذهبت إلى من هو أصغر منه ولا يهتم بأمه ،بينما صاحب المروءة والبذل والعطاء يترك ويهجر،و لن يصلح للأم إذا تقدمت في السن إلا الابن الصالح مثله الذي يعامل الأم باهتمام وحفاوة بالغة ويرعاها عندما يتقوس ظهرها وتصبح كأنها الفخ المقوسة أعواده على بعض،فعندما يدخل عليها البيت يقبل رأسها وعينيها ويدها وعند خروجه من البيت لا يجعلها تشعر بتضايقه بل يودعها بلطف ويخبرها بما هو ذاهب لأجله ويجعلها تشعر بأنها مستودع أسراره،ليؤكد أن كل هذا ليس بكثير من الابن في حق والدته وقد رضع ذلك من حليبها الطيب الصافي،ثم يخاطب عينه بأن لا تبكي لخسارة المال ولا الملاذ التي صرف فيها فكثيراً ما كان يكسب الأموال الطائلة ثم يرى سرور والدته في إنفاقها وبذلها الأعطيات لأقربائها ويغض طرفه متغافلاً عنها إكراماً لها ويتذلل لها خوفاً وامتثالاً لأمر الله تعالى الذي قرن رضاه برضا الوالدين،وطمعاً في الفوز بالجنة التي هي تحت أقدام الأمهات،ثم يقسم بأن أمه قد تركته وهو مازال متشبثاً بأمل عودتها ويدعو الله أن يلين قلبها وترضى عنه ،ويأمر عينه أن تنهمر دموعها دماً على أمه وقد جعل الله للأم منزلة عظيمة،وأن تبكي عينه كلما ولج إلى البيت ولم ير أمه فيه،ليؤكد أن الأم هي السراج الذي يشع النور في البيت ،ويصف الشاعر حالة الأرق والسهر الذي يعانيه بعد فراق أمه ويقسم أنه لم يمر عليه مصيبة أعظم من فقدانه النوم إلى جانبها ولكنه قضاء الله وقدره ويدعو الله أن يعيدها إليه.