سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
انتقادات لتمديد الانتخابات المصرية.. وتدني نسبة المشاركة رغم الحشد الإعلامي صباحي سحب مندوبي حملته من كافة اللجان الانتخابية احتجاجاً على "عدم ضمان سلامتهم"
أقفلت مساء أمس صنادق الاقتراع في انتخابات الرئاسة المصرية، بعد تمديدها يوماً ثالثاً لرفع نسبة المشاركة التي جاءت أقل من المتوقع، في وقت كان وزير الدفاع السابق عبد الفتاح السيسي يريد تأييداً كاسحاً يمنحه شرعية لا مجال للمنازعة فيها. أما منافسه الوحيد حمدين صباحي فأعلن استمراره في السباق رغم "الانتهاكات" العديدة. وفي بيان أصدره فجر أمس بعد اجتماعات استمرت ساعات طويلة مع أعضاء حملته الذين طالبوه بالانسحاب من الانتخابات معتبرين ان قرار تمديد الاقتراع يفقدها أي صدقية، أعلن صباحي انه سيواصل المعركة "ايماناً بحقنا في شق مجرى ديموقراطي ننتزع فيه حق المصريين في الديموقراطية رغماً عن ارادة الاستبداد". وأكد صباحي انه رغم كل "التجاوزات والانتهاكات" التي شابت العملية الانتخابية فان "هذه اللحظات التي يمر بها الوطن تشهد تهديداً حقيقياً من قوى التطرف والارهاب ولا نرتضي لأنفسنا أبداً أن نتخذ موقفاً يستغلونه لخدمة مصالحهم على حساب الوطن"، في إشارة الى جماعة الاخوان المسلمين والمجموعات المسلحة التي تشن هجمات شبه يومية على قوات الجيش والشرطة رداً على حملة قمع تشنها السلطات على الاسلاميين منذ اطاح السيسي الرئيس السابق محمد مرسي. ولكن صباحي أوضح في بيانه انه قرر "سحب كافة مندوبي حملته من كافة اللجان الانتخابية" بسبب "عدم ضمان أمن وسلامة مندوبي حملته وما تعرضوا له من اعتداء واعتقال، وهو ما وصل الى إحالة بعضهم الى النيابة العسكرية". وانتقدت بعثة مراقبة منظمة "الديموقراطية الدولية" والتي نشرت 86 مراقباً في الانتخابات قرار تمديد التصويت ليوم اضافي معتبرة انه "يثير شكوكاً حول استقلال لجنة الانتخابات وحياد الحكومة ونزاهة عملية الانتخابات في مصر"، ومشيرة الى أن بعثتها في مصر لم ترصد أي معوقات تستدعي تمديد الاقتراع. وقال رئيس البعثة ايريك بيورنلوند ان "قراراً مثل تمديد الاقتراع ليوم اضافي يجب فقط ان يتخذ في ظروف استثنائية". وقال هشام هيلر الباحث بالمعهد الملكي للخدمات المتحدة في لندن ل(فرانس برس) "على مستوى وطني، الدولة دفعت بأن خارطة الطريق (التي أعلنها الجيش في اعقاب الاطاحة بمرسي) مدعومة من أغلبية الشعب المصري"، مشيرا الى خطة الحكومة لاعادة مصر لحكم رئيس منتخب. واضاف هيلر ان الاقبال الضعيف "سيجعل الموقف الدولي لمصر صعباً". من جانبها، ذكرت منظمة "هيومن رايتس ووتش" ان الانتخابات تأتي وسط حالة من "القمع السياسي" وأن "استكمال المرحلة الثانية من خارطة الطريق فشل في اعطاء أي دلالات على توطيد الديموقراطية". وقالت سارة ليا ويتسون مديرة قسم الشرق الاوسط في بيان للمنظمة ان "الاعتقالات الجماعية للمعارضين السياسيين، سواء كانوا اسلاميين أو علمانيين، أغلقت الساحة السياسية وجردت الانتخابات من معناها الحقيقي" واضافت "الانتخابات الرئاسية لا يمكن ان تحجب القمع (...)المستمر على المعارضة السلمية". وقالت حركة "6 إبريل" أبرز الحركات المعارضة لنظام مبارك والتي جرى حظر أنشطتها قبل شهر في مؤتمر صحافي في القاهرة ان "قرار مد الانتخابات ليوم ثالث دون مبرر ما هو الا حلقة جديدة من حلقات العملية الانتخابية غير الديموقراطية التي بدأت بدعم حزب الجيش المصري لمرشح الثورة المضادة".-على حد تعبيرها- وكانت جماعة الإخوان دعت الى مقاطعة انتخابات الرئاسة التي كان السيسي يأمل في أن تثبت عبر صناديق الاقتراع تمتعه بشعبية كاسحة وبالتالي بشرعية سياسية لا مجال للتشكيك فيها. ورفع السيسي نفسه سقف التوقعات بشأن نسبة المشاركة التي أرادها كاسحة لتعطيه شرعية لا مجال للمنازعة فيها خصوصا من قبل الاسلاميين. وطلب من المصريين التصويت بكثافة قائلاً في مقابلة تلفزيونية "عليكم النزول الآن أكثر من أي وقت مضى في تاريخ البلاد. انزلوا واظهروا للعالم كله انكم 40 او 45 (مليوناً) وحتى أكثر" في حين يبلغ اجمالي عدد المسجلين في اللوائح الانتخابية في مصر 53 مليونا يصوت عادة أقل من نصفهم. واعلنت لجنة الانتخابات الرئاسية مساء الثلاثاء أن نسبة المشاركة بلغت نحو 37% وبررت تمديدها الاقتراع ليوم ثالث ب"موجة الحر الشديد التي تجتاح البلاد". وبلغت نسبة المشاركة في الجولة الثانية من انتخابات 2012 التي فاز فيها مرسي أكثر من 50% وهي نسبة كان السيسي يأمل، بحسب سياسيين مصريين، في تجاوزها. ولكن المقاطعة لم تكن موقف جماعة الإخوان وحدها، وانما كذلك قطاعات من الشباب أيدت اطاحة مرسي الا انها غاضبة من القمع وتخشى العودة الى حكم استبدادي على غرار نظام حسني مبارك فضلاً عن اقتناعها بان نتيجة الانتخابات محسومة سلفاً للسيسي. وقال ضياء حسين وهو مهندس في التاسعة والعشرين من عمره كان يجلس في مقهى على بعد بضعة امتار من لجنة اقتراع انه لن يشارك في الاقتراع لان "السيسي سينجح في كل الحالات وهي مجرد مسرحية". وكانت قنوات التلفزيون المحلية قامت بحملة تعبئة قبيل وأثناء الانتخابات لتحفيز الناخبين على المشاركة في الاقتراع الا انها لم تؤت الثمار المأمولة من السلطات. ورأى المراقبون في قرار تمديد الاقتراع دليلاً على ان شعبية السيسي مبالغ فيها ونظامه ليس كفوءا. وقال شادي حامد الباحث في مركز (بروكينغز) في واشنطن ان "النظام قدم صورة معينة للسيسي ولكن هذه الصورة أصبحت مخدوشة الآن". وتابع "هناك مبالغة في حجم الدعم الذي يتمتع به السيسي، بلا شك لديه قاعدة شعبية تؤيده ولكن جزءاً من المجتمع يعارضه وهو ما نراه الآن". ورأى حامد أن تمديد الاقتراع على نحو مفاجئ ليوم ثالث بعد شكاوى الإعلام من انخفاض نسبة المشاركة "يوحي بأن النظام غير كفؤ". ناخب بعكازين حرص على أداء واجبه الإنتخابي... وسط حراسة أمنية مشددة.