يتجه المصريون اليوم وغدا إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في استفتاء على دستور جديد يرى مراقبون أن الرجل القوى اليوم في مصر عبد الفتاح السيسي يريد أن يكون مبايعة شعبية له. وكان السيسي قد صرح السبت بأنه سيترشح للانتخابات الرئاسية إذا طلب الشعب منه ذلك وإذا أيد الجيش مطلبه. جاء ذلك بحسب تقرير "فرانس 24" التالي: يتوجه الناخبون المصريون الى صناديق الاقتراع اليوم الثلاثاء وغدا الاربعاء للإدلاء بأصواتهم في استفتاء على الدستور الجديد والذي يريده عبد الفتاح السيسي، القائد العام للقوات المسلحة والرجل القوي في البلاد منذ عزل الرئيس الاسلامي محمد مرسي، مبايعة علنية له.. السيسي يترشح للانتخابات الرئاسية "إذا طلب منه الشعب ذلك" ------------------------------ كان الفريق أول عبد الفتاح السيسي قد صرح السبت خلال خطاب بأنه سيترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة "إذا طلب الشعب" منه ذلك وإذا ما أيد الجيش ترشحه، وذلك بعد ستة أشهر من قيامه بعزل مرسي الذي كان أول رئيس مدني منتخب ديموقراطيا في مصر. ومنذ ذلك الحين واستنادا إلى دعم أغلبية كبيرة من المصريين، قامت الحكومة التي شكلها الجيش بقمع انصار مرسي وخصوصا أعضاء جماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي اليها. ويقول الخبراء إن السلطة الجديدة ترى في هذا الاقتراع وسيلة للحصول على مبايعة شعبية. الاستفتاء على الدستور هو مبايعة علنية للسيسي بحسب خبراء يقول اندرو هاموند الخبير في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية "إنهم بحاجة إلى اقتراع شعبي بالثقة يتيح للفريق أول السيسي الترشح للرئاسة اذا ما قرر ذلك". ويؤكد اسندر عمراني مدير إدارة شمال افريقيا في مجموعة الأزمات الدولية أن الاستفتاء "اختبار لنظام ما بعد مرسي أي للنظام الجديد القائم". واشار إلى ان استفتاء الثلاثاء والاربعاء "يتم تقديمه بوضوح بهذه الطريقة من قبل النخبة الحاكمة". عبد الفتاح السيسي يتمتع اليوم بشعبية واسعة في مصر --------------------------------------------- ويتمتع الفريق أول عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع والنائب الأول لرئيس الوزراء إضافة إلى كونه قائد الجيش بشعبية كبرى في مصر الآن وصوره معلقة في الشوارع وعلى أبواب المحلات وفي بعض الإدارات. ولكنه العدو اللدود للاسلاميين المؤيدين لمرسي الذين يتهمونه بانه دبر "انقلابا عسكريا" ويدعون لمقاطعة الاستفتاء. السيسي: "الجيش والشعب يد واحدة" - 2013/10/07 ------------------------------------------ وكان السيسي هو الذي اعلن في الثالث من تموز/يوليو اقالة مرسي وعين في اليوم نفسه رئيسا انتقاليا وتلا امام الكاميرات خريطة الطريق التي تقضي باجراء انتخابات "حرة" في النصف الاول من العام 2014. ولم يتردد السيسي في خطابه السبت في الربط بوضوح بين دعوته للمصريين للمشاركة بكثافة في الاستفتاء والتصويت ب "نعم" للدستور وبين مستقبله السياسي. وقال قبل يومين من الاستفتاء انه سيترشح للرئاسة "اذا طلب الشعب". مشروع الدستور الجديد وسع صلاحيات الجيش ----------------------------------------------- ومشروع الدستور الجديد تمت تنقيته من المواد التي كانت تسمح بأكثر التفسيرات تشددا للإسلام والتي كانت أضيفت إلى دستور أعد تحت حكم مرسي ولكنه وسع صلاحيات الجيش. ويقول هاموند إن "المصريين ليسوا مدعوين في الحقيقة إلى الاقتراع على نص ولكن المطلوب منهم منح دعمهم لنظام تموز/يوليو". وفي تصريحاته السبت، بدا السيسي كأنه يؤكد ما قاله خبراء ومسؤولون لفرانس برس بأن الاستفتاء سيكون أشبه بمبايعة اذ انه لا تغييرات كبيرة في مشروع الدستور الجديد مقارنة بالدستور السابق فالسلطات الرئيسية تظل في يد الرئيس المقبل ويبقى الجيش العمود الفقري للنظام. رابط فيديو: http://youtu.be/QQ25sxCSHN4