تكللت بالنجاح أمس عملية فصل التوأم السيامي السوداني (ممدوح ومحمود) بعد عملية جراحية معقدة استغرقت 13 ساعة بمدينة الملك عبدالعزيز الطبية بالحرس الوطني في الرياض.. وبفضل الله ثم بمهارة الفريق الطبي الذي نجح في العملية رقم 34 اذ تم اختصار مدة العملية من 17 ساعة إلى 13 ساعة.. وبهذه المناسبة رفع الفريق الطبي الجراحي السعودي التهنئة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز.. وفي تصريح ل"الرياض" فور انتهاء العملية، قال الدكتور عبدالله الربيعة، المستشار بالديوان الملكي، رئيس الفريق الطبي والجراحي لعلميات فصل التوائم السيامية: "باسم زملائي أعضاء الفريق الطبي الجراحي أرفع اسمى آيات الشكر والتقدير والعرفان والتهنئة لمقام خادم الحرمين الشريفين، الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله -، ولولي العهد الأمين، وولي ولي العهد، وإلى سمو الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالله بن عبدالعزيز، وزير الحرس.. والتهنئة إلى والدي التوأم، وإلى الشعب السعودي والسوداني الشقيق. وقال الدكتور الربيعة في تصريحه:"أثمن أدوار زملائي في الفريق وجهودهم، وما قاموا به من عمل دؤوب لإنجاح هذه العملية المعقدة، التي تمت على 9 مراحل، واستغرت 13 ساعة متواصلة، ولله الحمد تكللت بالنجاح.. ونسأل الله أن يكشف ضر هذين الطفلين بعد انتقالهما إلى غرفة العناية المركزة.. كما دعا الله أن تستمر عطاءات المملكة وانجازاتها".. من جانبه رفع حسن مأمون والد التوأم (مدوح ومحمود) شكره وشكر الأسرة لخادم الحرمين الشريفين، الملك عبدالله بن عبدالعزيز، داعيا أن يجعله باستمرار ذخراً للأمة الإسلامية كافة، ومواقفه الإنسانية معروفة، وقال: "أما نحن فألسنتنا تلهج بالشكر لله ثم لهذا الكرم الكبير الذي تفضل بها الملك عبدالله، وأهلنا الشعب السعودي المضياف. كما شكر الطاقم الطبي على الجهود الضخمة التي بذلوه، بعد ما عرفه هو والأسرة عن مدى خطورة العملية، حيث أن نسبة النجاح كانت 30 % لمحمود و50% لممدوح، ولكن ثقتنا بالله كبيرة.. وأوضح حسن أن كل الأمور كانت ميسرة منذ أن صدرت أوامر خادم الحرمين الشريفين بعلاج الطفلين في مدينة الملك عبدالعزيز الطبية.. وهذا أيضاً ما أكده والد حسن، الذي أوضح أن المفاجأة كانت كبيرة عندما علموا أن الطفلين ملتصقين، ولكن كل ذلك الجزع الذي أصابنا في السودان قد خف عندما تابعت الأمر هنا حتى صدر أمر الملك، حفظه الله، أما خال والد الطفلين فقد أعرب عن التقدير الكبير للمملكة قيادة وشعباً، منوهاً بالمعاملة الطيبة التي يلقاها السودانيون في المملكة، وهذا الذي تم للتوأم ممدوح ومحمود هو نموذج لإنسانية المملكة وقيادتها، أعزها الله.. أسرة التوأم: خادم الحرمين ذخر الأمة الإسلامية وكان من المقرر أن يستغرق الفصل بين التوأمين محمود وممدوح 17 ساعة، في عملية وصفت بأنها شديدة الدقة والتعقيد، كون الحالة نادرة، والتصاق الطفلين كامل في الصدر والحوض والبطن.. غير أن جهود الفريق الطبي تكللت بالنجاح وتم اختصار الوقت إلى 13 ساعة، وتم تجاوز المراحل الصعبة، خاصة مرحلة التخدير، ويقول الدكتور نزار الزغيبي، استشاري التخدير: "إن هذه المرحلة تم اختصارها من ساعتين ونصف الساعة إلى ساعة ونصف، على الرغم من ان أحد الطفلين (محمود) يعاني ضعفاً في القلب.. ولكن بعون الله لم نواجه أي مشاكل تذكر أثناء العملية. ومن التعقيدات التي اتصفت بها العملية الجزيئة الخاصة بالمسالك البولية، فقد قال الدكتور أحمد الشمري استشاري جراحة المسالك البولية خلال شرح لهذه المرحلة من العملية، بوجود جهاز تناسلي واحد مع جهاز بولي سفلي واحد ويتكون من مجرى البول، وجود مثانة واحدة.. وقال إن التوأم محمود سيحتاج عملية ترميمية في هذا الجزء في المستقبل.. وتعد عملية "ممدوح ومحمود" عملية الفصل الثالثة لأطفال سودانيين حيث تمت العملية الأولى للتوأم "سماح وهبة" عام 1992، وقد تمت ولادتهما بالتصاق بمنطقة أسفل الصدر والبطن والحوض.. وقد تم الفصل في مستشفى الملك فيصل التخصصي، وقام بالفصل فريق طبي قاده الدكتور عبدالله الربيعة. واستغرقت العملية 18 ساعة متواصلة. وعملية الفصل الثانية كانت للسودانيتين "نجلاء ونسيبة" عام 2002، واستغرقت 9 ساعات، وكان الالتصاق عند الكبد والقلب مع وجود تشوه لأحد القلبين من جهة البطين. الربيعة ود. سعد الجدعان قبل إجراء العملية حسين مأمون والد التوأم يهنئ الربيعة بنجاح العملية التوأم على طاولة العمليات من مراحل العملية جهد كبير قام به الفريق الجراحي الفريق الطبي والجراحي في لقطة جماعية الربيعة قاد الفريق الطبي في هذه العملية