لم يهدأ الوسط الرياضي طيلة اليومين الماضيين على الرغم من انتهاء الموسم، وتوجهت أعين الرياضيين إلى نادي الهلال والاجتماعات التي عقدت لتحديد مستقبل مدرب الفريق سامي الجابر في تصرف كشف بما لا يدع مجالاً للشك أن الخلل في الهلال إدارياً وأن ما وصل إليه الفريق من وصافة الدوري والكأس والتأهل إلى دور ال8 آسيوياً نجاح كبير يسجل لسامي ولاعبي الفريق، وكأن الهلال يسير بلا إدارة بدليل عدم الحضور القوي لها في الواجهة طوال الموسم الرياضي فكان الصوت الأزرق أضعف الأصوات في الأندية وإن حضر يأتي على استحياء في الدفاع عن مسيرة ناديه، فرئيس النادي لم يسجل تواجده مع الفريق إلا بلقاءات لا تكاد أن تذكر بعكس باقي الرؤساء والذين يرافقون فريقهم في كل مكان، وما حدث بعد نهاية الموسم يؤكد ضعف الإدارة. والغريب أنها عندما أبعدت كومبواريه وزلاتكو والألماني توماس دول والتشيكي هاشيك لم تعقد اجتماعاً مع الشرفيين! وحين قررت الإبقاء على غيريتس على الرغم من الأصوات التي تؤكد اتفاقه مع مسؤولي منتخب المغرب على الرغم من سريان عقده في الهلال لم تعقد اجتماعاً مع اعضاء الشرف! لماذا الآن يعقد اجتماع شرفي لتحديد مستقبل الجابر في تدريب الفريق وتصوير أن الهلال أنهى الموسم معه في مركز متأخر وخسر التأهل إلى آسيا؟. الجابر في موسمه الأول قاد الهلال إلى مراكز جيدة وإن كانت ليست بطموح جماهيره لكنها جيدة عطفاً على كونها السنة الأولى له إلى جانب عدم وجود لاعب أجنبي يحدث الفارق في التشكيلة عدا البرازيلي نيفيز والبقية مستوياتهم متفاوتة، فعلى سبيل المثال حين كان البلجيكي غيريتس مدرباً للهلال دعمته الإدارة بأربعة أجانب على مستوى مميز مثل البرازيلي نيفيز والسويدي فليلهمسون والروماني رادوي والكوري لي يونج بيو فكان رباعياً قوياً ومميزاً، وعلى الرغم من ذلك أخفق غيريتس من تحقيق بطولة آسيا ولم نشاهد مثل هذه الاجتماعات بل رأينا دفاعاً مستميتاً من الإدارة الهلالية لإخفاق غيريتس على الرغم من توفير جميع أدوات النجاح له، وفي موسم الجابر لم تقدم له دعماً كافياً على سبيل اللاعبين الأجانب ولا حتى بالتصاريح فظل وحيداً يعمل على الأصعدة كافة، وبعد نهاية موسمه ونجاحه من الوصول إلى دور الثمانية آسيوياً كان ينتظر من أعضاء الشرف اجتماعاً يقدمون فيه تكفلهم بلاعبين أجانب مميزين لدعم الفريق في مشواره الآسيوي وليس اجتماعا بهذه الطريقة وعدم احترام تاريخ الجابر في البيت الأزرق والذي خدمه لاعباً وإدارياً والآن مدرباً. لسنا ضد إقالة الجابر فلا يوجد مدرب نجا من قرار الإقالات كونها جزءاً لا يتجزأ من عمله في الأندية لكننا ضد الطريقة التي تدار فيها محاولات إبعاد الجابر من تدريب الهلال، فالقرار لم يتخذ من إدارة النادي بل إن إدارة النادي وفقاً لتصاريح سابقة لرئيس النادي الأمير عبدالرحمن بن مساعد كانت تشيد بما قدمه الجابر من عمل، والآن تقبل الجلوس في اجتماعات لتقييم عمله وتحديد مستقبله في تناقضات غريبة وحتى مشاورات أعضاء الشرف في اتخاذ القرارات أمراً جيداً في الأندية لكن الأمر غير الجيد أن أعضاء الشرف يقررون اجتماعا بالإدارة لتحديد مصير مدرب. ما يحدث اليوم في الساحة الرياضية من تفاوت أخبار حول بقاء أو رحيل سامي هو إساءة في المقام الأول لإدارة الهلال وإثبات ضعفها الإداري ونكران لما قدمه الجابر في الهلال والأمر ربما يكون مجرد تصفية حسابات شرفية مع الجابر بعيدة عن مصلحة الفريق كون تقييم عمله جاء خالياً من المختصين في الأمور الفنية، والعمل في الأندية يحتاج أكثر من موسم لتقديم الفريق النجاحات وقيادته إلى البطولات فعلى سبيل المثال ليفربول في الموسم الماضي خرج بمستوى ضعيف مع المدرب براندن رودجرز في موسمه الأول، وحين استمر نجح في قيادة الفريق إلى المركز الثاني في الدوري الإنجليزي والمنافسة على اللقب حتى الجولة الأخيرة. أخيراً فإن سامي الجابر قدم عملاً جيداً حتى الآن في تدريب الهلال ويستحق أن تمد له أيادي المساندة والدعم من خلال توفير لاعبين أجانب قبل الدخول في المعترك الآسيوي وليس بحاجة الاجتماعات التي تسعى لإبعاده في خطوة لن تكون في صالح الهلال لاسيما في الوقت الحالي، كون الفريق سيبدأ الموسم ببطولة مهمة يترقبها الهلاليون منذ أعوام.