تشهد مالي أزمة بعد سيطرة المتمردين الطوارق على مدينتين في شمال البلاد إحداهما معقلهم كيدال، إثر هزيمة نكراء منيت بها الحكومة التي اضطرت إلى الدعوة إلى "وقف فوري لإطلاق النار". وصرح وزير الدفاع المالي سوميلو بوبايه مايغا للتلفزيون الرسمي أن عشرين جنديا ماليا قتلوا وجرح ثلاثون في المعارك. وتحدث الناطق باسم متمردي طوارق الحركة الوطنية لتحرير الأزواد، موسى اغ الطاهر عن مقتل نحو أربعين عسكري مالي وجرح خمسين آخرين واسر سبعين منذ بداية المواجهات السبت الماضي مؤكدا أن حركته غنمت عتادا كبيرا قدره بنحو "خمسين سيارة رباعية الدفع جديدة تخلى عليها الجيش المالي و12 دبابة وأطنان من الذخيرة والأسلحة". وأعلنت الأممالمتحدة انه فضلا عن كيدال، سيطر مقاتلو الحركة الوطنية لتحرير الأزواد على مدينة ميناكا التي تعد عشرين ألف نسمة قرب الحدود النيجيرية في شرق مالي على مسافة 660 كلم جنوب طرق كيدال ما يدل على حجم الهجوم الطرقي على الجيش، غير ان وزير الدفاع نفى سيطرتهم على ميناكا. وأقرت الحكومة المالية بهزيمة الجيش في كيدال ودعت إلى "وقف فوري لإطلاق النار". وأعلن الرئيس إبراهيم ابو بكر كيتا "اننا دائما منفتحون على الحوار وتبادل الآراء مع أشقائنا". وكثف المجتمع الدولي الدعوات إلى الحوار لحل الأزمة. وخلال زيارة قصيرة الى باماكو دعا الرئيس الموريتاني محمد ولد عبدالعزيز الذي يتولى حاليا رئاسة الاتحاد الافريقي إلى "تجاوز الصعوبات عبر الحوار". واعتبرت باريس التي ما زالت تنشر 1600 جنديا في مالي ان "الأهم هو ان تتوقف الأعمال العدائية وتبدأ المباحثات". كما دعا قائد عمليات حفظ السلام للأمم المتحدة ارفيه لادسو إلى "وقف إطلاق النار" والعودة إلى "الوضع السابق". ويطالب المتمردون الطوارق منذ زمن طويل بالاستقلال أو الحكم الذاتي لمناطق واسعة وصحراوية من شمال مالي وقد شنوا عدة هجمات منذ الستينات.