لم يحدث في الوسط الرياضي أن أقدمت إدارة ناد على تحويل ملف استمرار مدرب من عدمه إلى أعضاء الشرف، لأن الإدارات هي من يقيم العمل ويصدر القرارات كونها الأقرب إلى الفريق واللاعبين كما أنها الأقرب إلى الجهاز الفني. إدارة الهلال الحالية برئاسة الأمير عبدالرحمن بن مساعد تعّد من أكثر الإدارات التي تخبطت في هذا الملف خصوصاً، إذ أشرف على الفريق في عهدها مايقارب ال11 مدرباً، وفي كل تلك التعاقدات لم يحدث الدعوة لمثل هذا الاجتماع "التاريخي" الغريب في توقيتة وأهدافه وعلم عنه القاصي والداني وتم الإعلان عنه في جميع الوسائل الإعلامية!. الأمير عبدالرحمن بن مساعد قال بأنه يؤيد استمرار الجابر على رأس الجهاز الفني نظراً لما قدّمه خلال الموسم المنصرم من عمل جبّار على حد قوله وجلوسه في النادي ساعات طويلة يومياً، وعندما أعاد أعضاء الشرف الذين صوتوا فيما بينهم حول استمرار سامي موضوع بقاء المدرب من عدمه إلى الإدارة بادر الرئيس بإعلان تأجيل القرار وكأن من خرج وصرح برغبة استمرار الجهاز الفني شخص آخر. رئيس الهلال جدد فترة رئاسته لفترة ثانية بالتزكية، وهذا يعني أنه حاز على ثقة مسيّري "زعيم القارة" وهو مايعني الثقة بقدرته على اتخاذ قرارات مهمة دون الرجوع إلى "استفتاء" يحبس أنفاس الجماهير ويسهرهم حتى الصباح، وهذا مالم يحدث من إدارات هلالية سابقة طوال تاريخ النادي والتي تبين جلياً أنها غير قادرة على إصدار قرارات مهمة لأسباب يعلمها رئيس الهلال. - شرفي يقيّم فنياً! الجميع يعلم المجلس الشرفي الهلالي مكون من رجال أصحاب سمو ومعالي ورجال أعمال ليس بينهم أي شخص فني عدا مدرب الأهلي الإماراتي كوزمين أولاريو الذي لم يحضر الاجتماع وربما لايعلم عن كل مادار فيه، لكن الغريب في الأمر أن المقيمين الذين ربما لايعرف بعضهم إلا خطة (4-4-2) التي لعب بها الهلال مواسم عدة وحقق بها الكثير من الألقاب والإنجازات. المنطق يقول إن تقييم الجهاز الفني يكون من أشخاص فنيين قادرين على تقييم العمل طوال الموسم المنصرم بكل تفاصيله واستشارة كبار اللاعبين الذين أصبحوا مدربين أو محلليين وهم كثر ويملكون الخبرة والدراية وتدربوا وزاملوا العديد من المدربين العالميين. هل شعبية الجابر وغياب الأضواء عن البعض خلف ماحدث؟ -الاستقرار الفني جميع الفرق العالمية والتي يديرها خبراء ومختصون تحرص كل الحرص على استقرار الجهاز الفني، لأنه هو من يبني شخصية الفريق، علماً بأن الإدارة الجيدة هي من تعطي الجهاز التدريبي فترته الكافية ولا تصدر أحكامها من أول موسم والذي يكون لإعداد الفريق واكتشاف الأخطاء والوقوف على مستويات اللاعبين وتطويعهم لتكتيك المدرب، ليبدأ في المواسم التالية حصد الذهب والألقاب ولنا في الكثير من المدربين العالميين أمثلة، ولا يعتبر موسم سامي الجابر سيئاً أو دون المتوسط نظراً لما قدّمه الفريق من مستويات في النصف الآخر من الموسم وتصاعد المستوى من مباراة إلى أخرى وتطور الهجوم من خلال كمية الأهداف والفرص الهلالية، ومن خلال استثمار الفريق "الأزرق" للمرتدات وسرعتها وهو مالم نعتده من قبل، انتهاءً بتطور المدافعين المذهل، إذ لم يدخل مرمى الهلال أي هدف في المواجهات الأربع الأخيرة. -الاجتماع التاريخي لم يكن رئيس الهلال مطالباً بالإعلان عن الاجتماع مع أعضاء الشرف لمناقشة استمرار الجابر والتصويت عليه، إذ كان من المفترض أن يتم الاجتماع بطريقة سريّة وإعلان القرار بطريقة حضارية تحفظ تاريخ الجابر وتعيد اعتباره وتقدر إخلاصه وجماهيريته التي تفوق إنجازات "المستفتين" جميعاً، فالإدارة بهذه الطريقة لم تحترمه ولم تحترم تاريخه، على الرغم من أن الإدارة والشرفيين هم من يجب أن يكونوا أشد الحريصين على سامي بعيداً عن الشخصنة والانتصار للرأي ومحاولة الإساءة لأسطورة الفريق. أيهما أولى بالنقاش عمل المدرب الناجح أم الإخفاق الإداري بشكل عام؟ -التحكيم حرم الهلال من التتويج! تحدث الأمير عبدالرحمن بن مساعد في مناسبات عدة أن التحكيم السعودي هو من ساعد النصر في الظفر بلقب الدوري وأن الهلال تضرر كثيراً من التحكيم مستشهداً بتصريح عمر الغامدي بعد مواجهة النصر والشباب حين قال: "واجهنا قوة مايعلم بها إلا الله"، ووضح جلياً أن رئيس الهلال مؤمن تماماً بأن هناك مؤامرة أسقطت فريقه وأبعدته عن البطولات حتى أنه قال: "مادون الحلق إلا اليدين"، إضافة إلى أن ما تعرّض له الهلال هذا الموسم من تجاوزات وقرارات من بعض لجان الاتحاد السعودي لكرة القدم، وخصوصاً لجنتي الحكام والانضباط كان أحد أهم محاور الاجتماعي الشرفي التاريخي، وإذا كان رئيس الهلال مقتنعاً بهذا كله فليس لسامي ذنب في هذه التخبطات، ويعتبر من حزمة المتضررين من التخبطات. -الشرفيون غير الداعمين من المفارقات العجيبة والغريبة في ملف الهلال أن من يأمر ويحل ويربط ويضغط على الإدارة لإقالة الجابر والتحكم في مستقبل الهلال هم من أعضاء الشرف الذين لايدعمون، أو بالأصح (قليلي الدعم)، وأن من يؤيد بقاء الجابر هم الداعمون الرئيسيون للفريق والذي دفع أقلهم مايقارب ال15 مليوناً في الموسم المنصرم. - ماذا عن رأي الجماهير؟! ضربت الإدارة الهلالية وأعضاء الشرف رغبة الداعم الهلالي الأول (الجماهير) عرض الحائط، إذ بقي عشاق الهلال يطالبون ببقاء سامي الجابر حتى ساعات الصباح الأولى من يوم الاجتماع، وهو مالم يضعه صناع القرار في البيت "الأزرق" في الحسبان، وهو ما ينذر بخلو المدرج "الأزرق" من الحضور في حال رحيل "أسطورتهم" سامي الجابر بالقرار الذين وصفوه ب"الجائر" وغير الحكيم في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، وهم الذين أبدعوا وأمتعوا في الموسم المنصرم وضربوا أروع الأمثلة من خلال المدرج الأزرق فلذا كان من الطبيعي أن ينتفض المدرج الأزرق الكبير ويصب جام غضبه على الرئيس وأعضاء الشرف ويهدد بأشد العقوبات. المدرج «الأزرق» يحق له أن ينتفض وعلى المقررين تحمل تبعات غضبه! -تكتل المعارضة! على الإدارة الهلالية وأعضاء الشرف أن يتحلوا بالشجاعة ويعلنوا الأسماء التي رفضت استمرار الجابر حتى تحاسبهم الجماهير مستقبلاً عندما يتضح للجميع أن القرار كان خاطئاً، أما طريقة "بقول رأيي بس لاتعلمون أحد" ليست احترافية، ولو أن من صوت على عدم استمرار الجابر واثقاً من رأيه لأعلنه على الملأ، لكن ربما الخوف من تحمل القرار جعلهم يتهربون من المواجهة. أخيراً.. كيف ستستقبل الجماهير الهلالية رئيس ناديهم بعد كل ماعمله تجاه سامي الجابر؟! هل يعتقد رئيس الهلال أن تأخذه الجماهير بالأحضان وتهتف باسمه في المدرج؟! هل سيتزين المدرج "الأزرق" بالجماهير الهلالية كعادتهم حينما يمتلئ المدرج عن بكرة أبيه بالعشاق؟ وأخيرا وليس آخرا هل يفسر هذا القرار أو الأحداث الأخيرة من قبل الرئيس وأعضاء الشرف بأنه غيرة لا أقل ولا أكثر من جماهيرية سامي وشعبيته التي أكلت الرطب واليابس إذ لاحديث إلا عن سامي ولا تصفيق وإشادة إلا لسامي لذا وجب التخلص منه بأي طريقة وكأننا لسنا في زمن العولمة والجماهير الهلالية على وعي وثقافة عالية وإدراك لما يحدث حولها وأنه في قرارة نفسها تحفظ الود لكل الاطراف الادارة وأعضاء الشرف وسامي لكن الأهم هو سامي، وإقصاؤه مرفوض حتى ولو رحلت الادارة وبعض أعضاء الشرف المعارضين إذ الهلال طوال تاريخه لاتعصف به الظروف ولايتوقف على دعم كائن من كان. رئيس الهلال رمى الكرة في ملعب أعضاء الشرف