أظهر شريط مصور نشرته "الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال – فلسطين" أمس، أن الفتيين نديم صيام نوارة (17 عاماً) ومحمد محمود عودة أبو ظاهر (16 عاماً) قتلا بدم بارد برصاص قناصة جيش الاحتلال، ودون ان يشكلا أي خطر او تهديد على حياة أي من جنوده. ويتضح من شريط الفيديو الذي جرى التقاطه من كاميرا مراقبة تابعة لأحد منازل المواطنين في المنطقة ان الشهيدين نوارة وأبو ظاهر سقطا في عملية قنص واضحة ومن مسافة بعيدة في وقت شهدت المنطقة تراجعاً واضحاً في حدة المواجهات بين الشبان وقوات الاحتلال المتمركزة في محيط سجن عوفر غرب رام الله. وكان الفتيان استشهدا واصيب ثمانية آخرون برصاص جنود الاحتلال خلال المواجهات التي شهدها محيط السجن سيئ الصيت عقب الفعاليات التي شهدتها مدينة رام الله إحياء للذكرى السادسة والستين للنكبة وتضامناً مع الاسرى المضربين عن الطعام. وقال مدير عام "الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال – فلسطين"، رفعت قسيس في بيان صحافي أمس الثلاثاء "إن شريط الفيديو يظهر أنه جرى قتل الطفلين نديم ومحمد ضمن عمليات القتل غير القانونية، وأنهما لم يشكلا تهديداً مباشراً وفورياً على حياة الجنود وقت إطلاق النار". وأكد قسيس أن أربعة عيارات حية سمعت، ثلاثة منها أصابت ثلاثة متظاهرين وهم الشهيدان نوارة وأبو ظاهر والفتى محمد العزة، الذي أصيب في الصدر وهو الآن يتماثل للشفاء في مجمع فلسطين الطبي برام الله. وأضاف قسيس "هذه الأفعال من قبل الجنود الإسرائيليين قد ترقى إلى جرائم حرب، ويجب على السلطات الإسرائيلية إجراء تحقيقات جدية ونزيهة وشاملة لمحاسبة المسؤولين". وقال قسيس إن قوات الاحتلال "تواصل اللجوء لاستخدام القوة المفرطة والاستخدام العشوائي للذخيرة الحيّة والرصاص المعدني والمطاطي ضد المتظاهرين العزل، بمن فيهم الأطفال، وقتلهم مع الإفلات من العقاب، وفي الوقت الذي تدّعي فيه (إسرائيل) فتح تحقيقات بمثل هذه الحوادث، إلا أن مثل هذه التحقيقات تفتقر للشفافية أو الاستقلالية، ونادراً جداً ما تؤدي إلى مساءلة ومحاسبة أي من جنودها". يشار الى أن تعليمات جيش الاحتلال المعلنة تنص على "استخدام الذخيرة الحية فقط في ظروف توحي بوقوع خطر موت حقيقي". ومع ذلك لا يتم إنفاذ وتطبيق هذه الأنظمة وكثيراً ما يتم تجاهلها من قبل الجنود الإسرائيليين، وفقا لبحث أجرته الحركة وتقرير صدر مؤخرا عن منظمة "بتسيلم" الإسرائيلية لحقوق الإنسان. وقالت الحركة إنه باستشهاد الطفلين نوارة وأبو ظاهر، يرتفع عدد الأطفال الفلسطينيين الذين قتلتهم قوات الاحتلال منذ بداية العام الجاري إلى أربعة، علما أن ما يزيد على 1400 طفل استشهدوا على يد جيش الاحتلال والمستوطنين في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة منذ العام 2000.