عندما دلفت إلى أروقة الجمعية الوطنية للمتقاعدين قبل عامين أحسست أن ثمة بيئة مثالية ستعينني على تقديم بعض من زكاة عمري وتأهيلي وحتى علاقاتي لهذا الكيان وهي التي تمثل في نظري اهم جمعيات النفع العام وأثمن مؤسسات المجتمع المدني، واستمررت متطوعاً لعدة أشهر حتى تعرفت على الجمعية عن قرب ومهامها، وأهدافها ورؤيتها و رسالتها التي تسعى لتحقيقها لمصلحة المتقاعد الذي تتجاذبه آمال عراض بهذه الجمعية وقدرتها على ايصال صوته المبحوح للمجتمع وللمسؤولين عن احتياجاته وما تعرض له من نكران وجحود لحقوقه وعطاءاته بصورة مؤذية لكرامته ولمكانته ولدوره الريادي في مسيرة بناء الوطن ونهضته المباركة. وتقدمت بجهد المقل حينها بخطة عمل تمثل ما يزيد عن 30 مقترحاً لتنهض بالعمل ولتدفع به الى الامام ولتحقيق شيء من الحضور المجتمعي الغائب بالكلية سعياً لتحقيق الأهداف بكفاءة وفاعلية يشعر ويتأثر بها المتقاعد إيجاباً واستودعتها الله، وكلما بعدت عنها شعرت بشيء ما يشدني نحوها ربما لإحساسي بأن لدي ما استطيع تقديمه لهذا الكيان، فتعمق لها ولائي وانتمائي فهي نهاية كل موظف مدني او عسكري حكومي او اهلي، وبعد ان تجذر حبي لهذا الكيان ازدادت علاقاتي برجال قمم ينتسبون لها وأيقنت أن هناك كفاءات معطلة لا زال لديهم الكثير لخير هذا الوطن وهي تملك روح الشباب وتطلعات الخبراء وأماني الرجال المفعمين بالوطنية والمنتمين الى الايجابية، وتنامت رغبتي في خدمة هذا الكيان بالنصح ومحاولة لم الشمل، رغبة في تعديل الصورة السلبية التي أُخذت عنها في الفترة الماضية لأنها لم تستطع ترجمة ما توصلت له الهيئة الاستشارية من مشروعات استثمارية للمتقاعدين بسبب افتقادها إلى الأدوات وعدم مقدرتها على استقطاب الكفاءات المتخصصة ولم تنجح الجمعية في تحقيق فكرة المشروع الرائد لمراكز الأمير نايف من عبدالعزيز الاجتماعية للمتقاعدين الذي يتضمن حزمة من المزايا للمتقاعدين كانت ستحول التقاعد إلى واحة غناء بدلاً من الشبح المخيف حالياً، ولم تنجح الجمعية في تحقيق آمال وتطلعات المتقاعدين لأسباب يطول شرحها، نقدر جهود القائمين على الجمعية ونلتمس العذر لهم فليس كل مجتهد مصيب. وبعد أن أُعلن الترشح لدورة ثالثة لعضوية مجلس إدارة الجمعية، ولشعوري بأنه يوجد لدي ما استطيع تقديمه، تقدمت بترشيحي وقدمت برنامج انتخابي، كنت أراه متحققاً قبل تقديمه وبتوفيق من الله نلت شرف تمثيل زملائي المتقاعدين في المجلس الذي اعتبره أمنية وأمانة ومسؤولية، ومن حسن حظ الجمعية أنه ترشح عدد من الإخوة والأخوات أصحاب العقول النيرة والفكر المتدفق الشاب الطموح الراغب في الانجاز والعمل الجاد. وحمل أعضاء المجلس الجُدد تحديدًا لواء التغيير والإصلاح وتصحح المسار الجمعية نحو تحقيق الأهداف، وكما هو معلوم لكل تغيير أعداء ومحاربون فتعثر اجتماع المجلس الأول بسبب البيروقراطية ومبادئ الإدارة القديمة المركزية. واستمر الحال على ما هو عليه دون تقدم خلال جلسة المجلس الثانية بل حصل مزيد من الانشقاق بسبب عدم المقدرة على تقبل روح وأسلوب العمل الجديد الذي ندعو إليه المتمثل في المرونة والتحول نحو مأسسة الجمعية، وتوزيع الأدوار بين الأعضاء وتكوين اللجان ومنحها صلاحية العمل بمرونة وسهولة، والسعي نحو تحقيق الاهداف فعلاً وليس قولاً، فالقرار يجب أن يأخذ حقه من الدراسة والتقصي والبحث فهو للمجموعة وليس للفرد، فلا يمكن للحاضر والمستقبل أن يُدار بأدوات وعقليات الماضي، لكن مع الأسف استمر الخلاف، ما اضطرنا للعمل بجهد مضاعف لتلافي تلك السلبيات وبذلنا الكثير من الجهود زملائي وأنا من أعضاء الجمعية، وسعينا لتوقيع ميثاق شرف يضمن الالتزام بنظام الجمعية ولوائحها. ولازالت عجلة الخلاف تدور وقد يكون التدخل الرسمي هو الحل الأنسب للتصحيح. ختاماً اخي المتقاعد.. لأن صوتك أمانة ومسؤولية فقد مضت الآن أربعة أشهر لم يتحقق شيء مما وعدناك به، ولكن تأكد أنني لن أدخر شيئاً من معرفة أو علم أو تجربة أو خبرة في سبيل تحقيق ما وعدتك به في البرنامج الانتخابي فهذا من حقك.