أصداء رحيل الجهيمان قدم الأديب عبدالكريم الجهيمان 1330 – 1433ه قرابة ما يمثل قرناً من الثقافة المتنوعة، توزعت بين الصحافة، والأدب، والرحلة، والسيرة الذاتية، والأدب الشفاهي، حيث ارتبط اسمه بالأخير كثيراً، حتى عد مرجعاً هاماً فيه، وركنا ركيناً من أركان الأدب الشعبي، بوصف الجهيمان موسوعيا في هذا الباب، فلا يذكر هذا اللون إلا ويذكر الجهيمان، ذلك للسنوات الطويلة التي صرفها من عمره متفانياً لخدمة هذا الجانب الثقافي. وعند رحيل شيخنا الجهيمان، رثته الصحف وبكته الأقلام وتسابق الكُتّاب في تأبينه، لدوره الكبير في مشهدنا الثقافي الذي أفناه بين أوراقه وكتبه، واليوم تحسن "خمسية الجاسر" صنعاً بجمع ما دبجته الأقلام عند رحيله وضمه في كتاب يحمل عنوان "عبدالكريم الجهيمان.. أصداء الرحيل". ومما جاء في مقدمة الكتاب التي خطتها إدارة المركز: إن مركز حمد الجاسر الثقافي، اعتزم جمع أبرز ما قيل في هذه المناسبة الأليمة عن الجهيمان وإنجازاته وسجاياه، فكان هذا الكتاب الذي يضم بين دفتيه ما نشرته الصحافة من كلمات مريديه وتلامذته ومحبيه وبعض أفراد أسرته، حيث جاء هذا الجهد إيماناً من المركز بأهمية الدور الذي اضطلع به الفقيد، وأهمية الوفاء لذكراه وجزءاً من حقه علينا وحفاظاً على نهج تكريم العلماء والأدباء والمثقفين، والاحتفاء بهم، ليحقق المركز الهدف الذي تأسس من أجله وهو خدمة مسيرة العمل الثقافي الهادف. القرشي يسائل القصيدة الجديدة أزعم أن من أبرز الأصوات النقدية التي حاورت القصيدة المحلية هو الناقد الدكتور عالي بن سرحان القرشي، فعلى مدى ثلاثة عقود جال بين أبياتها واستكنه قوافيها وتبصّر في آفاقها ولامس صورها وقرأ مفرداتها، وهو اسم ما زال دؤوباً في عالم البحث والنقد، ومرجعا هاما في تفاصيل حركة الشعر السعودي ولا ريب في ذلك. واليوم يأتي بكتاب جديد يؤكد فيه دوره البارز، بعنوان «أسئلة القصيدة الجديدة» الصادر مؤخراً عن نادي الطائف الأدبي ومؤسسة الانتشار العربي، الذي يقول عنه القرشي في معرض تقديمه لهذا الإصدار: جاءت أطروحات هذا الكتاب، نتأمل نص هذه التجربة ونعاود النظر في تشكيله من خلال أسئلة التكوين ومن خلال التلقي الذي يتأول ويستحضر الذات وهي تتشكل وتتأول، فجاء التوقف عن سؤال الحكاية بوصفها روح الوجود الإنساني، يستظل به الإنسان من جهرة الشمس ويستدفئ به من صقيع العالم، وقد مارست أطروحات الكتاب تماهياً مع نص القصيدة الجديدة أسئلة الجدوى والاحتمال والتشكيل، فساءلت الرمز والتشكيل وحاولت أن تستدفئ بحرارة الأسئلة النابعة من النص، كما أن الكتاب لم يهمل خصوصية التجارب والنصوص الشعرية، فجاء الكتاب متداخلاً مع عدد من النصوص في تشظيها والتئامها ومراودتها للهامش ومساءلتها للمستقر والمتسلط. كما يطرح القرشي في مستهل كتابه مهاداً عن تجربتنا الشعرية الجديدة، عبر بحثه سؤال الحكاية والتأويل، مستنطقا أسئلة القصيدة الجديدة من خلال الشكل والتكوين والرمز، في قصائد سعد الحميدين، وإبراهيم زولي، ويوسف العارف، وإبراهيم صعابي، وعبدالله الزيد، وعلي الأمير. ويمضي القرشي في إصداره عارضاً لطائفة من التجارب الشعرية الجديدة، كأدونيس، ونزار قباني، وممدوح السقاف، ليقدم قراءة في التجربة الشعرية الجديدة في المملكة، ويعض بعض تجارب المبدعين، كلطيفة قاري، وحمد الفقيه، ومحمد الثبيتي، وأحمد الصالح، وطلال الطويرقي، معرجا على تجربة الأنثى في خارجة الشعر السعودي، فيقف عند غيداء المنفي، وفوزية أبو خالد، ولولو بقشان، وثريا العريض وزينب غاصب، وخديجة العمري، وأشجان هندي.