قال الناقد عالي القرشي: إن التجارب الإبداعية الجديدة بالسعودية فاجأت المتلقي والنقاد على السواء وذلك لتطرقها في إطار التحولات التي يعرفها المشهد الثقافي بالمملكة والعالم العربي لمواضيع المهمش والمقصي. وتابع القرشي في ندوة حول "الأدب السعودي" نظمت أول من أمس في إطار المعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء، أن المنجز النقدي السعودي استطاع أن يواكب نصا أدبيا مختلفا عن النص القديم المؤسس للأدب بالمملكة، الذي كان رائده بدون منازع كتاب "أدب الحجاز"، وذلك وفق منظور متجدد ساهم فيه أكاديميون عرب من بينهم لطفي عبدالبديع وأحمد كمال زكي. وأوضح القرشي، أستاذ النقد بجامعة الطائف، أن المنجز النقدي السعودي قارب النص الإبداعي، وبدأ يستنفد ويتفاعل مع طاقته التي تتحرك داخله، أو كما سماها "جدلية النص والنقد"، فالنص في حركة نشطة فاعلة، مما يستدعي من النقد حراكا متجددا ودائما، معتمدا في نظرة شمولية تستنطق رموز النصوص وتعيد بذلك بنائه تشكيليا. وأضاف أن هناك تجارب مبكرة في التحول بالإبداع الشعري من بنية القصيدة العمودية إلى النص المنثور (تجارب حسن عبدالله القرشي وطاهر زمخشري...)، الأمر الذي نتجت عنه "أسئلة متحركة" في الإبداع تحولت إلى سجال منذ أواخر السبعينات انتهى بولادة أطروحات جديدة. من جهة أخرى، عرج القرشي في إطار تطرقه لعلاقة الأدب السعودي بالتحولات إلى سؤال الهوية والعلاقة مع الآخر، وهو السؤال الذي قال: إنه ليس وليد اليوم، بل يعود إلى البدايات الأولى للأدب بالمملكة مع كتابي (أدب الحجاز) الذي جمعه ونشره محمد سرور الصبان، وتضمن نصوصا شعرية ونثرية لجيل من الأدباء الشباب في تلك الفترة (عهد الملك عبدالعزيز)، وكذا مع صدور كتاب (خواطر مصرحة) لمحمد حسن عواد.