حين يفوز الهلال تنام القارة بهدوء.. وحين يخسر .. تقرع الطبول ويسود الضجيج كل الدنيا..!! الهلال حالة استثنائية في منظومة الرياضة.. مذهل في كل حالاته.. فالمركز الثاني حين يحققه في أي بطولة يعد كارثة ويصبح الهلال مصدراً للتهكم من الآخرين لأن الجميع يعلم أن الهلال ولد في منزل المركز الأول.. وهو الذي يليق به أن يغني ما قاله خالد الفيصل: ما أحب أنا المركز التالي الأول أموت وأحيا به والهلال الزعيم على الرغم ان كل ما تعرض له في هذا الموسم العجيب بالتحديد إلا أنه يظل مثل الجبل بمجده وعزته وشموخه مردداً أبيات مساعد الرشيدي: ينجرح قلب لكن ترتفع هامة والله أني لأموت ولا أنحنى راسي لو رماني زماني وسط دوامة العواصف شديدة والجبل راسي لدى الهلال جمهور واع ومستيقظ.. نشأ في بيت عز.. جدرانه من الذهب الخالص ولهذا هو دائم التواجد في كل القرارات الهلالية.. من السهل أن تقنع العالم بقضية ولكم من الصعب أن تقنع الهلالي بغير البطولة تحت أي مبرر كان..!! ولهذا تعرض "أسطورة الرياضة السعودية" وأحد أهم رموز الهلال سامي الجابر لهجوم عنيف من المحبين قبل الآخرين لأنه لم يتمكن من تحقيق بطولة بل وطالبوا برأسه حياً كان أم ميتاً ليس كرها في نجمهم الكبير ولكن حباً بهلالهم الزعيم.. جمهور الهلال ليس كغيره من الجماهير فأصل الانتماء للكيان مع الوفاء لمن يخدمه .. الشيء المزعج في "بعض" المحبين للهلال سواء من الجماهير أو في قلة من الإعلاميين المتحمسين هي اللغة الحادة مع من لا يتفق مع آرائهم.. لهذا ظهرت على السطح كلمات لا تنتمي للغة الهلاليين .. فمثلاً من الممكن أن نقوم بإيصال رسالتنا لشخص ما في الهلال بأنه لا يعجبنا.. بكل خلق وبدون شتم وبدون تجريح وبدون مسح لتاريخه..!! ومن هنا سأدلي "برأيي" حول مسيرة الهلال في هذا الموسم ورؤيتي للموسم المقبل وفق وضع الهلال الحالي .. حصن الإدارة عبدالرحمن بن مساعد.. ليس رئيس نادي الهلال فقط .. إنه أحد العشاق العظماء في كتاب الزعيم .. أشفق على هذا القائد الهلالي البار من كل شيء.. ومن كل طرف شاعر خلوق أوجعوه بالكلمات والمؤامرات والدسائس والتهم.. ومع ذلك كان وجع ذوي القربى أعظم لأن ما عداه يظل متوقعاً في مجتمع رياضي انحرفت عجلاته وهو في أقصى سرعة ..!! رئيس الهلال يتعرض لظلم كبير من بعض المحبين .. ولا يمكن لأي بشر كان أن يكون عظيماً ويحقق الإنجازات ما لم يجد الدعم بكافة حالاته .. الأخطاء واردة وها نحن نساهم في تشخيصها ولكن الشخصنة تؤذي ولا تخدم إلا من يقتات على مثل هذه الطرق ..!! للهلال أخطاء إدارية فاضحة منها ما اعترف به الرئيس مثل فشل اختيار بعض التعاقدات المحلية والخارجية ومنها ما هو معلوم لهم ويسعون لعلاجه ولكن من أهم الأخطاء المتكررة في كل مواسم الرئيس أن حسن النية "ودى الهلال بداهية" فكل صفقات الهلال مخترقة وأخباره مشاعة بل وحتى تفاصيل العمل الصغيرة تذاع في كل مكان .. أدرك صعوبة السيطرة على كل شيء ولكن كثير من الأمور المفصلية تحتاج إلى مراوغة لتشتيت سارقي الأخبار لكي لا تضيع الصفقة .. المفاوضات يجب أن تدار باحترافية في وسط رياضي لا يهتم بهذه الاحترافية وهذا ما يجب أن تسعى إليه إدارة الهلال .. يؤخذ على الرئيس غيابه الطويل عن الفريق وحول هده النقطة يقول عبدالرحمن بن مساعد في تصريح له بعد تجديد عقود الشلهوب والقحطاني أن تواجد الرئيس مع الفريق هي ثقافة سعودية وليست في قاموس أندية العالم.. وهو محق بهذا ولكن مشكلة الخصوصية لا تقف عند هذا الحد فهي في تفاصيل حياتنا غير أننا لا نستطيع تجاهلها خاصة إذا كانت هذه الثقافة تحقق أمورا ايجابية لعملك وتستخدم بكافة صورها لخدمة فريق أو آخر ..!! شبيه الريح يحتاج أن يسمع من الهلاليين المخلصين وما أكثرهم.. عليه أن يشارك من نتوسم فيهم الخير لتقديم الرأي والمشورة في كافة التفاصيل الإدارية والفنية وغيرها.. على إدارة الهلال أن تحسن الإصغاء لمن يعشقون الهلال ويملكون الرأي الحكيم.. والخروج من "الحصن" الدي عزلهم عن العالم..!! ثم على إدارة الهلال أن "تصارح" الهلاليين المؤثرين من أعضاء الشرف بوجوب "تكاتف" الجهود لتحقيق كل ما يصبو إليه الزعيم وتفعيل أدوارهم المعنوية والإعلامية بالشكل الذي يحفظ للهلال استقراره وتحقيق أهدافه وآمال ملايين العشاق. مغامرة سامي لم أكن منذ أن سمعت عن فكرة تدريب الكابتن سامي الجابر للهلال متحمساً للقرار ليس عدم ثقة في إمكانيات الذيب ولكن إشفاقا على الهلال وعليه من مجتمع لا يرحم وجمهور هلالي لا يقبل أنصاف الحلول.. تدريب سامي للهلال شق الصف لدرجة أنه وجد هجوماً من بعض الهلاليين حتى قبل أن يقدم ما لديه وهذه هي الخطورة في تدريب سامي للهلال .. ومع ذلك ساهمت أحداث كثيرة في ارتفاع مؤشر الهجوم الهلالي على مدربهم بدءاً بعدم التوفق بالتعاقد مع محترفين أجانب على مستوى عال ومروراً بالأخطاء الفردية القاتلة من بعض عناصر الفريق وانتهاء بما حدث من أحداث غير طبيعية في الموسم الرياضي..!! ويضاف إلى ذلك كله ظهور سامي الإعلامي والذي استدرج فيه ليتحدث عن أمور ليس من المنطق التحدث فيها في هذه المرحلة وربما ليس من المنطق التحدث فيها في أي وسيلة إعلامية في أي مرحلة .. وكذلك بعض الأخطاء الفنية التي كلفت الهلال نقاطاً مهمة وعلى سبيل المثال مباراة الذهاب مع السد في الدوحة .. لكن وبعد كل ما ذكر أرى أن تجربة السامي كانت ناجحة إلى حد كبير ويكفي منها أنه أعاد تأهيل نجوم الفريق وبسط الانضباط الفني وغيره على لاعبيه ليعيد ياسر القحطاني في أبهى حلة ويصبح سالم الدوسري أحد أهم اللاعبين في خارطة الكرة السعودية ثم يعيد اكتشاف السديري، غير تقديم عدد من العناصر التي تبشر بالخير ومنهم الدعيع والكعبي .. يحسب لسامي الذي أخفق في عدد من الصفقات أنه عراب صفقتي تياقو والشمراني.. الشيء الجدير بالذكر الآن أن المتابع لفريق الهلال منذ ثلاثة مواسم يدرك أن المستوى الفني للفريق ارتفع بنسبة كبيرة جداً والنتائج الضخمة تؤكد هذه الحقيقة ومشيئة الله أرادت أن لا يحقق الهلال بطولات ولكن عدم تحقيقها لايلغي تميز الهلال رغم كل ما حدث من ظروف لا تخفى عن الجميع .. وأيضا برأيي الشخصي أرى أن يستمر سامي الجابر على الأقل لكون دور الثمانية في أسيا بعد شهرين من الآن وسيكون من الصعب جداً تسليم الفريق لمدرب يبدأ معه من الصفر في مرحلة حرجة كهذه .. ولو لم يتأهل الهلال لهذه المرحلة لناديت بالبحث عن مدرب آخر ليس كما قلت عدم ثقة في قدرات سامي ولكن رفقاً بكل شيء في مجتمع لا يميز بين العمل والشخصنة ..!! وعلى سامي إذا رأت إدارة الهلال استمراره أن يبحث عن أسلحة لا تخذله في المواقف الحاسمة سواء على المستوى المحلي أو الأجنبي .. هلاليات - كبير الهلاليين مهد الذهب الأزرق الأمير بندر بن محمد حين يحضر.. يحضر الفرح.. إذا تحدث أصاب وإذا قرر أصاب وله تجربة حية في عام 1419ه أتمنى أن يقدم خلاصة تجربته لهلاله وكيف عاد من غياب البطولات في ذلك العام إلى تحقيق ست بطولات دفعة واحدة.. - في الهلال هذا الموسم بالتحديد أحداث ومواقف مرت بمسيرة الكيان يجب أن لا تمر مرور الكرام وأهل مكة أدرى بشعابها..!! - التسامح سمة رائعة ولكن في العمل الرياضي وفي الهلال تحديداً تسبب التسامح مع أخطاء الغير في التطاول على الكيان ورجالاته من منطلق من أمن العقوبة وعلى إدارة الهلال ملاحقة حقوقها بعيداً عن "حب الخشوم"..!! - أنا مع تفرغ الإدارة للعمل وترك الكلام ولكن الثقافة السعودية تحتم وجود جيش من المحامين عن حقوق الزعيم في وسائل الإعلام وفي الجهات المعنية بمسيرة الهلال تحت غطاء الإدارة فقد أثبت الموسم المنتهي أن الرياضة تحولت إلى حرب وخطط خارج ساحات النزال..!! - رغم ارتفاع أسعار الصفقات الرياضية إلا أن الهلال ليس الفريق الذي يعاني مالياً خاصة مع المستقبل الذي عملت عليه إدارة الهلال في هذا الشأن لذا فلا لوم على سوء الاختيار في قادم الأيام. - أسيا قريبة بإذن الله ولكنها تحتاج إلى مهر وعمل استثنائي. - محمد الحميداني أحد مكاسب الهلال الكبيرة هذا الموسم أعانه الله على المهمة الصعبة. - أسماء بارزة ومخلصة وموهوبة كطارق التويجري وحمد الدوسري لا يجب أن تغيب عن العمل في نادي الهلال ولو بالرأي. - مجلس الجمهور الهلالي رسم الهلال في عيون العالم .. رجال عشاق يعملون لإسعاد الملايين وتظل رسوماتهم محفورة في القلوب فلهم من كل هلالي وافر الشكر والامتنان. - ياسر الطلاسي وسعود السبيعي ثنائي مبهر في عمل الزعيم كثر الله من أمثالهم. - جمهور الهلال كفريقهم حين يتحدث يصمت الجميع. ضوء أخير على الهلاليين أن يتذكروا جيداً ما قاله أبو فراس الحمداني قبل منازلات أسيا وبقية منافسات الموسم المقبل .. تهون علينا في المعالي نفوسنا ومن يخطب الحسناء لم يغلها المهر