اشار تقرير حديث إلى أن القطاع العقاري قاد مرحلة تعزيز عوامل المنافسة لدول المنطقة على المستوى العالمي وأصبح لدول ومدن المنطقة أهمية على خارطة الاستثمار العقاري والتجاري والسياحي، وكان للقطاع العقاري الدور الاكبر في تحول دول المنطقة إلى وجهات استثمارية هامة، على المستوى العالمي نتيجة التطور الكبير الذي يسجله القطاع العقاري وقدرته على جذب المستثمرين من كافة دول العالم، ومن الواضح أن المدن العربية قد دخلت حيز المنافسة على مستوى القدرة على جذب الاستثمارات الخارجية، هذا وتتصدر كل من دبيوأبوظبي والدوحة قائمة المدن العربية الاعلى على مستوى الاستثمارات العقارية المولدة للثروات، نظرا لما تتمتع به من ارتفاع على وتيرة نشاطها المالي والاقتصادي وارتفاع جودة الحياة لديها، بالإضافة إلى الاستقرار السياسي والاقتصادي، فيما تفوقت دبي على باقي المدن كونها من المدن الرئيسية للأفراد أصحاب الثروات الضخمة لتستحوذ على المرتبة السابعة خلال العام 2013، ويتوقع أن تأتي في المرتبة الثامنة في نهاية العام 2014. ويقول تقرير المزايا أن الفرص الاستثمارية التي يفرزها النشاط العقاري لدى دول العالم تتسع لكافة المستثمرين من كافة دول العالم، رغم تنوع أهدافهم واختلاف غاياتهم من وراء تلك الاستثمارات، فهي ذات جدوى طويلة الامد للراغبين في إيجاد ملاذات آمنة وناجحة، وللمحافظة على قيمها إلى فترات طويلة وجاذبة من الناحية الاستثمارية إذا ما تمت الصفقات اعتمادا على قوة الحراك والطلب على المنتجات العقارية، وبالتالي إمكانية تحقيق أرباح متزايدة جراء الامتلاك والبيع عند ارتفاع الاسعار، هذا وحافظت العاصمة البريطانية لندن على جاذبيتها الاستثمارية على القطاع العقاري بالتحديد، وضمنت تواصل اقبال الاستثمارات العربية والخليجية، ذلك أن بريطانيا لازالت تحافظ على جاذبيتها الاستثمارية كإحدى الوجهات المفضلة للاستثمار، وتشير إحصائيات السوق العقاري البريطاني إلى ارتفاع الاستثمارات العقارية بنسبة وصلت إلى 47% في لندن في نهاية العام 2013، فيما ارتفع حجم الاستثمارات الموجهة نحو القطاع العقاري التجاري ليصل إلى ما يزيد على 33 مليار دولار، وتصنف الاستثمارات العقارية لدى السوق العقاري البريطاني ضمن الاستثمارات التي تحقق أهداف الملاذات الآمنة، بالإضافة إلى قدرتها على توليد العوائد والارباح الرأسمالية نظرا لما يسجله السوق العقاري في لندن من انتعاش متواصل، بالإضافة إلى القدرة على توفير فرص استثمارية متنوعة في مجال العقارات. وتستمر المنافسة، بحسب تقرير المزايا، حيث واصلت العقارات السكنية الصينية ارتفاعها دون توقف حتى نهاية العام 2013، وسجلت أسعار العقارات السكنية ارتفاعا وصل إلى 7% لدى أكثر من 100 مدينة، وتمثل هذه الارتفاعات ميزة تنافسية لجذب الاستثمارات الخارجية على أكثر القطاعات نموا وأكثرها أمانا، ولا يزال القطاع العقاري الصيني يحتل المرتبة الاولى من حيث الوجهات الاستثمارية الافضل، نظرا لما تتمتع السوق من توفر للسيولة وانتهاج سياسة نقدية مرنة، الأمر الذي يدفع كافة شرائح المجتمع الصيني نحو شراء الشقق بهدف التحوط من التضخم، وتشير مؤشرات السوق العقاري الصيني إلى أن العام 2014 سيكون جيدا لقطاع العقارات السكنية، فيما يتوقع أن ترتفع مستويات السيولة لدى السوق وبالتالي يتوقع استمرار ارتفاع الاسعار وارتفاع الجدوى الاستثمارية للقطاع، في المقابل تدخل إسطنبول على خط المنافسة والجاذبية الاستثمارية لدى قطاعها العقاري لتستحوذ على مواقع متقدمة من حيث فرص الاستثمار العقاري، ويأتي ذلك نظرا لتسجيل نمو ملحوظ للاقتصاد، وارتفاع الانفاق الاستهلاكي وتزايد عدد السكان والذي يقدر ب 15 مليون نسمة، بالإضافة إلى التعديلات الحاصل على قوانين الاستثمار العقاري مؤخرا والتي لعبت دورا كبيرا في زيادة عدد وقيم الاستثمارات العقارية، يذكر هنا أن ما يقارب 60% من الاستثمار الاجنبي للعقارات يأتي من الشرق الاوسط و20% من المستثمرين من اوروبا والولايات المتحدة، الامر الذي أوجد سوقا عقارية قوية وجاذبية استثمارية متواصلة. وتطرق تقرير المزايا إلى النجاحات التي حققتها دول المنطقة على هذا الصعيد، حيث ساهم النمو الاقتصادي المتواصل لدول المنطقة، في الوصول إلى المستوى الرفيع من المنافسة، هذا وتفوقت دولة الامارات على صعيد إيجاد مناخ الاعمال المستقر والمتنامي وتعزيز جاذبية الدولة للاستثمار ورفع قدرتها على المنافسة على المستوى العالمي لتنجح في منافسة الصين والعديد من الدول الاوروبية في صدارة الوجهات الاستثمارية المفضلة، ومع تزايد مستويات الثقة والتفاؤل بالأوضاع الاقتصادية لدى دول المنطقة واستمرار ارتفاع حجم الانفاق على مشاريع البنية التحتية، استطاعت إمارة دبي أن تكون ضمن أفضل 25 وجهة للاستثمار العقاري في العالم، وذلك وفقا لتقرير صادر عن الفايننشال تايمز مؤخرا، على مستوى السكن أو الاستثمار، فيما تأتي التوقعات بتحقيق ارتفاعات كبيرة على أسعار العقارات الفاخرة لدى الامارة كأهم العوامل التي تجعلها متفوقة على مثيلاتها من دول العالم، إلى ذلك تشير وتيرة النشاط الاستثماري لدى إمارة أبو ظبي أنها باتت أقرب ما يكون إلى التحول إلى أهم وجهة عالمية للسياحة الترفيهية والثقافية والرياضية وبشكل خاص المشاريع التي يتم إنجازها في جزيرة السعديات والتي ستكون أهم الوجهات السياحية والثقافية ذات بعد عالمي بافتتاح متحف اللوفر في العام 2015، يذكر هنا أن الدولة تمتلك من المقومات السياحية ما يفوق المستويات العالمية، الامر الذي يؤهلها لتكون لاعبا أساسيا في القطاع على المستوى العالمي.