رفعت السلطات المغربية تأهبها إلى الدرجة القصوى بعد تحريض جبهة البوليساريو الانفصالية أنصارها على "تفجير" الأوضاع في الأقاليم الصحراوية. وعززت قوات الأمن من تواجدها في عدد من المدن الصحراوية تحسبا لأي تصعيد قد يأتي من صحراويين مؤيدين للأطروحة الانفصالية. وبمناسبة الذكرى ال41 لتأسيس البوليساريو (يصادف اليوم السبت 10 مايو)، دعت الجبهة، التي تطالب باستقلال الأقاليم الصحراوية عن المغرب، أنصارها إلى "التصعيد في مواجهة الاحتلال". وأفادت مصادر مسؤولة "الرياض" أن الرباط تأخذ على محمل الجد هذا النداء، رغم قلة عدد المؤيدين لأطروحة البوليساريو بالأقاليم الصحراوية، حيث يتركز أنصارها في المخيمات التي تقيمها بتندوف جنوبالجزائر. غير أن التجارب السابقة، توضح المصادر ذاتها، أثبتت أن بعض أنصار البوليساريو ينجحون في التسلل إلى المدن الصحراوية والعمل على إشعال الفتنة بافتعال مواجهات مع رجال الأمن. وتأتي هذه التحركات أياما قليلة بعد مصادقة مجلس الأمن على قرار يقضي بتمديد مهمة بعثة الأممالمتحدة (مينورسو) في الصحراء سنة أخرى إضافية. وصلة بالموضوع، كشفت يومية "الخبر" أن أربع عائلات استفادت من برنامج تبادل الزيارات بين الصحراويين في الأقاليم الجنوبية المغربية ومخيمات تندوف، والذي تشرف عليه المنظمة السامية لغوث اللاجئين، رفضت العودة إلى المخيمات. وأوضحت اليومية المغربية أن عدد الذين رفضوا العودة إلى تندوف بلغ 19 شخصا، اختاروا البقاء ببلدهم الأم المغرب والتخلي عن أطروحة الانفصال، مشيرة إلى أنهم قد تقدموا، بطلب في الموضوع إلى منظمة غوث اللاجئين. من جهة أخرى، أعلن "منتدى دعم مؤيدي الحكم الذاتي بمخيمات تندوف" أن عددا من الصحراويين بالمخيمات يتداولون اقتراحا غير مسبوق يتعلق بتنظيم استفتاء شعبي للجماهير الصحراوية، لقياس حجم الشرعية التي تتوفر عليها البوليساريو. ويرفض هذا المنتدى، المعروف اختصارا ب"فورساتين"، أن تبقى البوليساريو الممثل الوحيد للصحراويين في المخيمات. وأفاد بيان صادر عن المنتدى أن عددا من صحراويي المخيمات باتوا يخشون "انعدام أفق الحل في المستقبل القريب، وعدم قدرة البوليساريو على بلورة حل أو اتفاق ينهي اللجوء الأبدي للصحراويين فوق التراب الجزائري". وأعلن المنتدى أن أكبر ما يهدد مستقبل الصحراويين هو "المبالغة الإعلامية في تصوير البوليساريو ممثلا وحيدا للصحراويين، رغم أن الواقع يعكس غير ذلك، نتيجة تغير المعطيات المصاحبة لنشأة نزاع الصحراء، التي أصبحت متجاوزة في الوقت الراهن، وانتفت كل مقوماتها في ظل عهد جديد وعالم منفتح على كل الآراء والتوجهات، بعيدا عن نظام الحزب الواحد".