رحّلت السلطات المغربية الاثنين، نشطاء إسبانيين ينتمون إلى جمعيات مؤيدة لجبهة "البوليساريو" التي تطالب بانفصال إقليم الصحراء عن المغرب، بحسب ما كشفت عن ذلك وكالة الأنباء الإسبانية. وأفاد المصدر ذاته أن النشطاء الإسبانيين عقدوا لقاءات سرية بمدينة مراكش مع مؤيدين لأطروحة الانفصال، وهو ما دفع سلطات الرباط إلى إصدار قرار بترحيلهم عن الأراضي المغربي فورا. وقالت مصادر متطابقة إن الإسبانيين المرحلين ناقشوا مع الانفصاليين خططا لإشعال فتنة في الأقاليم الصحراوية الجنوبية، بهدف إظهار هذه المنطقة وكأنها تعيش اضطرابات دائمة وغير مستقرة. وأضافت أن الخطة كانت ترمي كذلك إلى التأثير على الرأي العام الدولي في فترة سيتم فيها التصويت داخل مجلس الأمن على توصية وردت في تقرير الأمين العام الأممي، بان كي مون، بتوسيع مهمة بعثة الأممالمتحدة في المنطقة (مينورسو) لتشمل مراقبة حقوق الإنسان. وقرر المغرب منع دخول عدد من النشطاء الإسبانيين إلى المدن الصحراوية، وهو القرار الذي أخبرت به، أخيرا، وزارة الخارجية الإسبانية الجمعيات المتضامنة مع "البوليساريو" لأخذه بعين الاعتبار، بحسب وكالة الأنباء "إيفي". ونبهت الخارجية الإسبانية مواطنيها المتضامنين مع البوليساريو بأخذ الإجراءات المغربية بعين الاعتبار، خاصة في هذا الظرف الذي تدخل فيه قضية الصحراء منعطفا حساساً ويسعى المغرب إلى تأكيد سيادته عليها أمام الرأي العام الدولي. يشار أن إسبانيا كانت تحتل المناطق الصحراوية إلى حدود سنة 1975، حيث استرجعتها المغرب بعد مسيرة شعبية سلمية أطلق عليها اسم "المسيرة الخضراء". وصلة بموضوع الصحراء، كشفت المصادر أن ممثل فرنسابالأممالمتحدة أكد لمجموعة أصدقاء الصحراء في اجتماعها الأخير حول ملف الصحراء أن المغرب جاد في تهديداته بإنهاء مهام بعثة "المينورسو"، في حال صوت مجلس الأمن لصالح توسيع مهمة هذه البعثة لتشمل مراقبة حقوق الإنسان في المنطقة. وأخبرت الرباط أمين عام الأممالمتحدة، بان كي مون، رفضها المطلق لأي تغيير في طبيعة الملف، وقالت مصادر دبلوماسية إنها قد تذهب إلى حد مطالبة الأممالمتحدة بسحب قوات "المينورسو" من الصحراء واعتبار المنطقة أراضي مغربية لا تخضع للتفاوض.