أعلن المنشق الصحراوي مصطفى ولد سلمى، أول من أمس، عزمه على العودة إلى مخيمات تندوف للاجتماع بعائلته وذويه. وأوضح قائد الشرطة السابق لدى جبهة «بوليساريو» أن إقامته الحالية في موريتانيا ليست دائمة، وإنما نتجت من اتفاق مع مفوضية شؤون اللاجئين يقضي بمنحه اللجوء السياسي بعد الإفراج عنه. وكشف المسؤول الصحراوي للمرة الأولى تفاصيل استجوابه من جانب «بوليساريو» التي وجهت إليه اتهامات ب «العمالة للمغرب» مؤكداً أنه نفى أي علاقة له بالسلطات المغربية، وأنه اختار العودة الى مخيمات تندوف بمحض إرادته بعدما قضى فترة في مدينة السمارة، مسقط رأسه، التي كان حل بها ضمن خطة تبادل الزيارات بين الأهالي الصحراويين التي ترعاها مفوضية اللاجئين لأهداف إنسانية تتعلق بإعادة بناء الثقة بين الصحراويين في المحافظات الخاضعة للحكم المغربي ومخيمات «بوليساريو» في الجزائر. وقال ولد سلمى إنه ماضٍ في طريقه «مهما كانت الصعوبات والحواجز» التي وصلت إلى حد تهديده بالقتل. وأضاف أنه ليس من حق الجزائر منعه من زيارة عائلته وذويه في مخيمات تندوف، الواقعة جنوب غربي البلاد، متهماً الجزائر بأنها «حظرت زيارة والدي أثناء فترة اعتقالي». وعرض إلى ظروف اعتقاله قبل بضعة أشهر، وقال: «تم توقيفي من جانب أربعة أشخاص يرتدون زياً عسكرياً، كانوا على متن أربع سيارات للدفع الرباعي»، موضحاً أن مدير الاستخبارات العسكرية في جبهة «بوليساريو» كان يشرف على استجوابه، وأن «كل الأسئلة دارت حول علاقاتي بأجهزة الأمن المغربية». وقال إنه كان يرد «أنا صحراوي، لديّ وجهة نظر تتعلق بمصيري الشخصي»، في إشارة إلى دعمه خيار الحكم الذاتي الذي يقترحه المغرب كمرجعية لمفاوضات الصحراء. وأضاف: «عرضوا عليّ العمل معهم كمخبر في مقابل إطلاق سراحي، لكني رفضت المساومة». وشدد على أن اتفاقاً حصل بينه والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين بالتزام الصمت وعدم الإدلاء بأي تصريحات. وقال إن الوقت حان للحديث عن وضعه، مؤكداً أن نقله إلى موريتانيا تم في هذا السياق، وأنه يرغب الآن في لفت اهتمام الرأي العام الدولي إلى قضيته التي تطاول حرية التعبير عن أفكاره وصلة الرحم مع ذويه في مخيمات تندوف. وتوقعت مصادر قريبة إلى سلمى أن يكون خروجه عن صمته مقدمة لمسار جديد في الصراع الذي يخوضه، خصوصاً أنه كان تلقى وعوداً بترحيله إلى بلد أوروبي ومنحه اللجوء السياسي، ما يرجح احتمالات أن يعود مرة ثانية إلى مخيمات تندوف في حال تعذّر تنفيذ تلك الالتزامات. وكان المدير السابق في الشرطة لدى «جبهة بوليساريو» عاد الى السمارة، العاصمة الروحية للمحافظات الصحراوية، حيث يقيم والده. وأعلن من هناك عزمه العودة الى مخيمات تندوف. لكنه تعرض للاعتقال من جانب «بوليساريو» التي أفرجت عنه بعد تدخل المفوضية السامية لشؤون اللاجئين.