أكد سفير أستراليا لدى المملكة نيل هوكينز، متانة العلاقات الاقتصادية المتنامية بين المملكة وبلاده، وقال إن المملكة تشهد حراكاً تنموياً هائلاً واستثماراً ضخماً في الشباب وفي المستقبل، وفضلاً عن ذلك للمملكة دور عالمي مميز اقتصاديا، ودينياً، ودورها في حوار الأديان مقدر. السعودية زاخرة بالإمكانات السياحية.. ونأمل تسهيل التأشيرات وقال في حوار مع "الرياض" إن الطلاب السعوديين الذين يتلقون تعليمهم في الجامعات الأسترالية، وهم 10 آلاف طالب وطالبة، و6 آلاف من الأسر، يمثلون بلدهم خير تمثيل. وأشار إلى أن هناك تماثلا كبيرا وتشابها بين المملكة وأستراليا في البيئة والمناخ، كما أن البلدين من أكبر الدول المنتجة للطاقة. انفتاح وتسامح وأوضح السفير نيل هوكينز أن أستراليا تملك مكانة مرموقة في مجال التعليم الجامعي، وأن خمساً من جامعات استراليا ضمن أفضل مئة جامعة في العالم، كما أنها بلد متعدد الثقافات والأعراق، وبها جالية مسلمة نحو نصف مليون نسمة، وهناك 30 مدرسة إسلامية، مدعومة من الحكومة، واكد أن استراليا منفتحة ومتسامحة مع كل الأديان بدليل أن لا مشكلة لديها مع حجاب المسلمات أو النقاب. تقديرنا كبير لدور المملكة في حوار الأديان نمو هائل وعن رؤيته للحراك التنموي في المملكة قال السفير الأسترالي، السعودية فريدة في العالم من حيث النمو، إنه حراك هائل، ففي الغرب على سبيل المثال الحكومات تستثمر ما بين 23% من الميزانية في البنى التحتية "التربية"، أما في المملكة فهذه الاستثمارات تبلغ 25% من الميزانية، وهذا استثمار ضخم في الشباب. وأكد أن المملكة أهم شريك اقتصادي لأستراليا في الخليج، والصادرات إليها تتمثل في القمح والشعير، واللحوم، وحجم التجارة بين البلدين يقدر بنحو مليارين ونصف المليار دولار. ويعيش في المملكة 5 آلاف استرالي وهم مرتاحون جداً للحياة، والمجتمع السعودي يحيطهم بالاحترام، مشيراً إلى أن تعداد سكان أستراليا 23 مليون ولكنه ينتجون غذاء لستين مليون ولذلك الأغذية تتصدر قائمة الصادرات. تصدير المواشي وأوضح أن الصادرات الاسترالية من اللحوم المبردة والمجمدة إلى المملكة زادت 400% خلال سنة، بعد حظر المملكة اللحوم البرازيلية. وأستراليا لا تصدر مواشي حية إلى المملكة، وقفت منذ عام، نظراً لأن لدى استراليا برنامج في هذا الخصوص وهو أن المصدر مسؤول عن المواشي حتى يتم الذبح، وهذا البرنامج متعذر تطبيقه في المملكة، لأن المواشي لا تنتهي إلى مكان واحد، كما في بعض دول الخليج مثل قطر والكويت والبحرين، بل في المملكة تتوزع على أكثر من منطقة، وهنا نقاش بين البلدين حول هذا الموضوع لإيجاد حلول، والدكتور بلغنيم، وزير الزراعة مهتم بهذا الأمر، وناقش ذلك خلال زيارته الأخيرة لأستراليا وكذلك اثناء زيارة وزير الزراعة الاسترالي بارنبي جويس الى المملكة الشهر الماضي. استثمارات سعودية أما الاستثمارات السعودية في أستراليا فتتراوح بين 4 و5 مليارات دولار، ومعظمها في الفنادق والزراعة، وأستراليا تستثمر ما بين مليارين وثلاثة في الخدمات والبنى التحتية وفي المعادن. أما في مجال التعليم فليس للجامعات الأسترالية فروع في المملكة، ولكن هناك توأمة بين الجامعات، وتعاون في مجال المناهج، خاصة مع جامعة الأميرة نورة، وجامعة الملك سعود، والبعض في المجال الصحي. وفي ما يختص بالصادرات السعودية لأستراليا قال إنها تبلغ نحو 400 مليون دولار، وهي تتشكل من الأسمدة الزراعية وبعض النفط. وعن العلاقات مع منطقة الخليج قال السفير نيل هوكينز: "الخليج كمنظومة تأتي في المرتبة 11 عالمياً من حيث قوة الاقتصاد، وأستراليا حريصة على إتمام اتفاقية التجارة مع هذه القوة المهمة، وهذا الموضوع كان في أجندة وزير التجارة والاستثمار لدى زيارته الأخيرة للمنطقة". حوار الأديان وعلى المستوى السياسي قال إن البلدين بينهما تنسيق في الأممالمتحدة وفي مجموعة العشرين، وأستراليا تثمن عالياً دور المملكة في هذين التجمعين الدوليين، وفضلاً عن ذلك فللملكة دور عالمي مميز اقتصاديا، ودينياً، ودورها في حوار الأديان مقدر، وقال إن أستراليا تعتبر نفسها جسراً إلى آسيا، وأسيا مهمة بالنسبة للمملكة ويمكن أن نعمل سوياً، وكذلك في الشرق الأوسط. وقال السفير نيل هوكينز إنه متفائل بمستقبل علاقات البلدين مشيراً إلى أنه خلال زيارة وزير التجارة والاستثمار تم الاتفاق على تفعيل مجلس الاعمال السعودي الاسترالي، وأن لجنة الصداقة في مجلس الشورى ستزور أستراليا قريباً، وهذه الزيارة من شأنها تعزيز العلاقات. مضيفاً أن نحو 3500 حاج استرالي يأتون إلى الحج سنوياً وهؤلاء ركيزة أخرى لتطور العلاقات. إمكانات سياحية وعن العلاقات في مجال السياحة قال السفير نيل هوكينز: "المملكة لديها إمكانات سياحية كبيرة، وأنا زرت مناطق كثيرة، وكل منطقة من مناطق المملكة لها شخصية تميزها، ولديها جذب سياحي". ولقد تناول لقاء وزير التجارة والاستثمار مع الأمير سلطان بن سلمان، رئيس الهيئة العامة للسياحة، تطوير التعاون بين البلدين في مجال السياحة، فأستراليا لديها خبرة في معاهد السياحة والتدريب. وأعرب عن أمله في أن تعامل المملكة الأستراليين بالمثل في موضوع تأشيرات السياحة، وقال: "هناك تسهيلات كبيرة للسعوديين للسفر إلى أستراليا، فالتأشيرة يمكن أن تستخرج من المنزل أو المكتب بدون الذهاب إلى السفارة، وخلال48 ساعة تأخذ رقم وتذهب إلى المطار، وتسافر بلا أي تعقيدات، ومعظم السعوديين الذين يسافرون إلى استراليا بغرض السياحة يحبذون "قولد كوست". وحوالي20 ألف سعودي يزورون البلاد كل عام، وبعضهم يحبذ قضاء شهر رمضان هناك لأن رمضان يكون هناك شتاء، ولو فتحت فرص للأستراليين فسيأتي كثيرون بغرض السياحة.