لقد قيض الله لبلادنا الحبيبة قيادة حكيمة نذرت نفسها ووقتها في سبيل خدمة الوطن والمواطن، والعمل على توفير أرضية خصبة للنجاح والتميز، وأجواء مفعمة بالتفوق والتألق والإبداع والابتكار، ومجال رحب لأوجه البر وأعمال الخير.وفي ظل هذه المعطيات نمت وترعرعت جائزة الشيخ محمد بن صالح بن سلطان للتفوق العلمي والإبداع في التربية الخاصة، وتطورت كماً ونوعاً في برامجها ونشاطاتها وفعالياتها، واستطاعت أن تجسد ثمرات الأعمال الجليلة التي قام بها الشيخ محمد بن صالح بن سلطان - يرحمه الله - فقد كان علماً من أعلام الخير والعطاء ورمزاً من رموز المحبة والوفاء، وإنموذجاً من نماذج التفاني والإخلاص والإباء، وبذلك كله نال مراتب التكريم في بلاده، ودخل التاريخ من أوسع أبوابه.وإن نظرة تتبعية لمسيرة الجائزة خلال السنوات العشر الماضية تظهر - بكل وضوح وجلاء - أن الجائزة ولدت قوية، ثم أخذت تزداد قوة إلى قوتها عاماً بعد آخر حتى غدت معلماً حضارياً متميزاً يشار إليه بالبنان، وصرحاً إنسانياً شامخاً يبلغ من السماء العنان، ودوحة وارفة الظلال ينعم بها المتفوقون والمبدعون والمتفوقات والمبدعات من التلاميذ والتلميذات ذوي الاحتياجات التربوية الخاصة في معاهد وبرامج التربية الخاصة التابعة لوزارة التربية والتعليم. ففي كل عام تمنح الجائزة لأربعين فائزا وفائزة في فروعها الثلاثة، وهي:. حفظ القرآن الكريم وتجويده. التفوق الدراسي.. الإبداع، ويشمل: (أ) الإبداع العلمي. (ب) الإبداع الأدبي.(ج) الإبداع الفني. هذا وقد تركت الجائزة عبر سنينها العشر أثراً عميقاً في نفوس ذوي الاحتياجات التربوية الخاصة وذويهم والعاملين معهم، وأحيت فيهم الطموح والرغبة في التغلب على كثير من التحديات التي تواجههم في الحياة، وأذكت فيهم روح المنافسة والحماس في كافة مجالات الإبداع والابتكار. وتعد سنابل الجائزة التي أخذت تتضاعف عاماً بعد آخر امتداداً طبيعياً للجائزة العلمية، وتختتم الجائزة نشاطاتها وفعالياتها في كل عام بإقامة حفل يعد تتويجاً لجميع فعاليات الجائزة، وحفل الجائزة يتشرف هذا العام برعاية كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن بندر بن عبدالعزيز، أمير منطقة الرياض نشكره من الأعماق على قبوله دعوة الجائزة، وبمناسبة مرور عقد كامل من الزمان على إنشاء هذه الجائزة، فإنه يطيب لي - أصالة عن نفسي ونيابة عن جميع منسوبي الجائزة - أن نرفع أحر التهاني وأجمل التبريكات ونقدم من الشكر أجزله، ومن التقدير أعمقه، ومن الامتنان أعظمه، ومن العرفان أطيبه لهذه الأسرة المباركة على استمرارها في دعم هذه الجائزة، ونخص بالشكر والتقدير الشيخ سلطان بن محمد بن صالح بن سلطان، ورئيس عام الجائزة الأستاذة جواهر بنت محمد بن صالح بن سلطان اللذين نذرا نفسيهما ووقتهما في سبيل دعم وتطوير الجائزة كما لا يفوتني أن أعرب عن شكري وتقديري وامتناني لجميع اللجان العاملة بهذه الجائزة بقسميها الرجالي والنسائي الذين عملوا ليل نهار من أجل إخراج الجائزة بالصورة التي تليق بمكانتها.وإنني أرفع أكف الضراعة إلى الله تعالى أن يسكن الشيخ محمد بن صالح بن سلطان وفقيد الأسرة الشيخ خالد بن محمد بن سلطان الفردوس الأعلى من الجنة، وأن يجعل التوفيق والنجاح حليف أبنائه وبناته البررة كي يواصلوا مسيرة الخير والعطاء التي بدأها والدهم يرحمه الله. * المشرف العام على الجائزة