لقد دأبت بلادنا الحبيبة منذ تأسيسها على يد الملك الموحد عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود - طيب الله ثراه - حتى عهدنا الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - أدام الله عزه - وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، الرئيس الأعلى لمؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية - يحفظه الله - على توفير بيئة تعليمية خصبة ثرية تشجع على الدرس والتحصيل، وتحث على التفوق والإبداع، وتدعم النجاح والتميز، وفي إطار هذه البيئة أضحت جائزة الشيخ محمد بن صالح بن سلطان للتفوق العلمي والإبداع في التربية الخاصة صرحاً من صروح الدعم المادي والمعنوي، ورافداً من روافد التفوق والإبداع، وينبوعاً من ينابيع الخير والعطاء، ودوحة يتفيأ ظلالها المتفوقون والمبدعون والمتفوقات والمبدعات من ذوي الاحتياجات التربوية الخاصة. ففي كل عام تتوج الجائزة نشاطاتها بحفل بهيج يغمر قلوبنا فرحة، ويملأ نفوسنا بهجة، ويفعم خواطرنا سعادة، إن هذا هو شعور كل المنتمين لحقل التربية الخاصة طلاباً وطالبات، وأولياء أمور، ومعلمين ومعلمات، بل هو شعور المجتمع عموماً، وكيف لا ونحن نشهد نجاحات الجائزة التي طفقت تتواصل عاماً بعد آخر. ومما يزيد هذه الجائزة وهجاً وتألقاً أن حفلها السنوي يحظى برعاية كريمة من أصحاب السمو الملكي وأصحاب السمو الأمراء النبلاء الذين نذروا أنفسهم، وأوقاتهم، وجهودهم في سبيل خدمة وطنهم ومواطنيهم على اختلاف فئاتهم، إذ إنها تتشرف هذا العام برعاية صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز، مساعد وزير البترول والثروة المعدنية لشؤون البترول، الأمير الإنسان ابن الأمير الإنسان - وفق الله الجميع وسدد على دروب الخير خطاهم -. وهذا العام تشهد الجائزة في دورتها الرابعة تكريم (40) فائزاً وفائزة، أو موهوباً وموهوبة ومبدعاً ومبدعة من جميع فئات التربية الخاصة بمختلف مناطق ومحافظات مملكتنا الحبيبة تم ترشيحهم من قبل اللجنة العلمية للجائزة لينضموا إلى (120) موهوباً وموهوبة ومبدعاً ومبدعة سبقوهم في الدورات الثلاث السابقة للجائزة. وتعد هذه الجائزة المباركة إضافة متميزة في مجال التفوق والإبداع، فعلاوة على التكريم والدعم الذي تقدمه للفائزين والفائزات، فإنها تقدم لنا جميعاً حكمة يجب أن لا ندعها تمر مرور الكرام، بل يجب أن نعيها ويعيها المجتمع بكافة أطيافه، وهي أن الإعاقة ليست عجزاً وفاقة، ولكنها إبداع وطاقة، وأن التفوق والإبداع ليسا حكراً على الطلاب الأسوياء فقط، كما أنهما لا يقتصران على فئة دون أخرى من فئات ذوي الاحتياجات التربوية الخاصة، بل إنهما يشملان جميع فئات التربية الخاصة دون استثناء. ومما يبعث على الغبطة والسرور أن سنابل الجائزة الممتدة ما زالت تواصل نماءها وعطاءها، كما تواصل عملها الدؤوب، وبحثها المستمر عن كل متميز أو محتاج من ذوي الاحتياجات التربوية الخاصة أو مشروع من مشروعات الخير يمكن أن تصله ثمارها، ويمتد إليه عطاؤها. وبهذه المناسبة لا يسعني إلا أن أتقدم بخالص الشكر، ووافر التقدير، وعظيم الامتنان لجميع اللجان العاملة بهذه الجائزة بقسميها الرجالي والنسائي الذين بذلوا الكثير من وقتهم وجهدهم، وواصلوا العمل ليل نهار من أجل إخراجها بالصورة الرائعة التي تليق بمكانتها. وفي الختام.. أدعو الله - سبحانه وتعالى- أن يسكن صاحب الجائزة الشيخ محمد بن صالح بن سلطان الفردوس الأعلى من الجنة، وأن يجعل التوفيق والنجاح حليف أبنائه وبناته البررة ليواصلوا مسيرة الخير والعطاء والنماء. *المشرف العام على الجائزة