ما إن تضع قدمك على مدريد العاصمة الأسبانية يلفت انتباهك السيطرة المشعة للنادي الملكي "ريال مدريد"، فهذا النادي الأول في أوروبا فعدد البطولات الأوروبية "أبطال أوروبا 9 مرات" والأول من حيث البطولات المحلية وأيضاً شعبية كبيرة، هذه المدينة إن لم تكن أسبانيا ككل ومعها النادي المنافس الكاتلوني برشلونة، يسيطرون على "أسبانيا" فقد اصبحت هي مصدر "جذب" للسياح، فهي ليست مسألة رياضة فقط، بل تحولت لمصدر مال وثروة وسمعة وتسويق، لن تجد أحداً لا يعرف من هو "ريال مدريد أو برشلونة" في العالم كبير وصغير. في مدريد وفي ملعب السانتياغو برنابيو، تستغرب موقعه بوسط المدينة "السنتر" لا تجد مواقف كثيرة فالجميع يأتي من محطات القطارات خلال دقائق يمتلئ الملعب. عمدة مدريد رفض نقل الملعب وأصر على بقائه وعدم بيع الأرض فهو مصدر اشعاع لمدريد رغم أن المدينة الرياضية بجانب مطار مدريد تحتوي كل شيء يحتاجة النادي الملكي، فلا لبيع ملعب السانتياغو. والنادي تأسس منذ ما يقارب مئة سنة وأكثر ومن يشاهد المتحف يشاهد الكثير. لست بصدد التعريف والحديث عن ريال مدريد، فالكل يعرف ويقرأ ويسهل عليه الإطلاع، ولكن محور حديثي هنا هو "استثمار كل شيء" فالنادي الملكي يستثمر كل سنتمتر من الملعب، ومن كل لاعب، ومن كل منتجاته، ومن كل زاوية، قيل لي ان الريال يحظى برعاية تتجاوز 23 شركة، والملعب نفسه مقسم فئات "من عادية إلى في آي بي وغيره" وتباع المقاعد بمئات الآلاف لفئة النخبة، بل إن بعض المقاعد معروفة لمن "مثال نادال لاعب التنس" له مكان مخصص بقيمته وليس لأنه مشهور، ولن تجد مقعداً شاغراً لفئة النخبة وتباع بنقل قدم وإجراءات طويلة جداً. حسب ومرافقي كم معدل من يزور النادي يومياً كسياح قال ما يقارب 1000 والصيف 2000 شخصاً بقيمة تذكرة زيارة 19 يورو، بحسبة بسيطة بالسنة تصل ما يقارب 35 مليون ريال. فقط زيارة للنادي ومعالمه. ريال مدريد يستثمر كل شيء "كأندية العالمية كبرشلونة وما نشستر يونايتد وتشلسي وغيره" لا مجال للحديث عن شيء ضائع لم يستفد منه، حتى دورات المياه تباع كرعاية، الجوارب، العشب بالملعب لمن وممن، كل محيط الملعب، السيارات الخاصة والعامة للنادي، غرفة المؤتمرات الصحفية، الجدران، الأنوار، كل شيء لا يحضر بلا ثمن. رياضة تعني صناعة، وبدون المال المجزي لن توجد الرياضة، ونشاط التشغيلي للنادي هو من يقوده ويستمر، فلا تعتمد على شخص أو أشخاص أبداً، والقيمة للماركة "براند" للنادي تأتي من قوته ومنجزاته ولاعبيه المميزين، الذي هم من يرفع قيمة النادي، وهذا كله يحتاج منظومة عمل كبيرة "محترفة" و"متخصصة" وشركات متخصصة تدير كل هذا العمل، لا يمكن أن يدار كل ذلك من نسج خيال وعشوائية، حين نعلم عمر هذه الأندية كم لها، وماذا تحقق على مر السنين، سنعرف ماذا يعملون بكل احترام وتخصص وعلم وانضباط والتزام.