باتت نهاية مشوار لاعب وسط الاتحاد أحمد الفريدي مع فريقه وشيكة، بعد أن صادق على الأنباء التي أشارت إلى قرب رحيله من الفريق الجداوي العريق، بعد فترة قضاها لم تصل العام والنصف، إذ لم يتوقع أكثر المتشائمين من أنصار الاتحاد أن تكون نهاية مشوار الفريدي سريعة بهذا الشكل. ولم يقدم الفريدي نفسه بالشكل التي انتظره منه الاتحاديون بعد انتقاله إلى الفريق (الأصفر) قادماً من الرياض حيث معقل فريقه السابق الهلال، إذ ظهر بمستويات باهتة في فترات ومتذبذبة في أوقات أخرى، على رغم الصخب الذي أحدثه انتقاله إلى الاتحاد. والفريدي المولود في ال 29 من يناير من العام 1988، قدم إلى الهلال عبر بوابة نادي الأنصار في العام 2004 ليمثل فريق درجة الشباب، حتى وصل إلى الفريق الهلالي الأول، ليقدم مستويات مبهرة طيلة السنوات الخمس التي قضاها والتي شهدت حصول الهلال على 8 ألقاب محلية، واختار الفريدي الرحيل عن الهلال لأسباب مالية كما يقول كثير من المتابعين، على رغم تأكيداته على أن رحيله "مرتبط بعدم القدرة على تقديم أي جديد للهلال". وفضل الفريدي التوقيع للاتحاد الذي كان حريصاً على ضمه في خضم الأزمة المالية الطاحنة التي عصفت بإدارات ومدربين عدة، ووقع عقده مع الاتحاد في ال 14 من نوفمبر في عام 2012 في مكةالمكرمة بحضور وكيل أعماله سلطان البلوي ونائب رئيس الاتحاد حينها عادل جمجوم، قبل أن يصل اللاعب إلى جدة في ال 29 من يناير من العام الماضي، وسط استقبال جماهيري كبير وُصف ب "استقبال الأبطال". وراهن الفريدي على نجاحه مع الاتحاد، خصوصاً مع رغبته في إثبات ذاته، بالتزامن مع فتور ملحوظ شاب علاقته مع الهلال قبل توقيعه مع الاتحاد، فضلاً عن فترة التفاوض الطويلة مع إدارة (الزعيم) التي أعلنت لأنصار الفريق عن عدم قدرتها على الإبقاء على اللاعب، فيما طفا خلاف على السطح تسبب في ترك الفريدي لتدريبات الهلال إثر غيابه عن التدريبات بعد إحدى مباريات الفريق في موسم 2011-2012، ليزيد من التكهنات بشأن مستقبل اللاعب مع الهلال. وبعد انتقاله إلى الاتحاد، شارك الفريدي على مستوى مباريات الدوري في ثماني مباريات من الموسم ما قبل الماضي على مستوى الدوري، منها خمس مباريات خاضها الفريدي كلاعب أساسي، ولم يسهم في صناعة أو تسجيل أي هدف للفريق الاتحادي، بعد أن كان سجل هدفاً وحيداً مع الهلال قبل انتقاله للاتحاد، وفي هذا الموسم شارك الفريدي في 10 مباريات فقط على مستوى الدوري، منها 8 مباريات في الدور الأول، قبل أن يسجل غياباً طويلاً بين الجولتين العاشرة وال 22، إذ غادر الفريدي إلى فرنسا للخضوع إلى برنامج لياقي وتأهيلي لإنقاص وزنه، وبرر الفريدي سفره حينها إلى شعوره بالحاجة لإعادة التأهيل وعدم استعداده للموسم بالشكل الملائم، وبحسب موقع "إحصائيات الدوري السعودي"، لم يلعب الفريدي لمدة 90 دقيقة سوى في مباراة واحدة كانت أمام التعاون في الجولة الخامسة. وبعد العودة، شارك الفريدي في لقاءين فقط بدءاً من الجولة ال 22 من عمر الدوري ليغيب من جديد بسبب الإصابة قبل أن يظهر في الجولة الأخيرة من الدوري في لقاء الاتحاد أمام نجران، والذي خاضه الاتحاد بعد أن فقد الفرصة في المنافسة على المراكز المتقدمة، لينهي الفريدي مشواره مع فريقه في الدوري الذي لم يكن أجمل من مسيرته مع الفريق في بقية استحقاقات الموسم.وبحسب مقربين من اللاعب، فإن الفريدي لم يحصل على مبالغ مالية كبيرة تتمثل بدفعات مالية من قيمة عقده مع (العميد) الذي يعاني من أزمة مالية كبيرة ساهمت في خروج عدد من عناصر الفريق وضعف النتائج في المواسم الثلاثة الأخيرة. وتدور أنباء عن أن رحيل اللاعب بات مسألة وقت، إذ تلقى وكيله عرضاً من بطل الدوري وكأس ولي العهد النصر، ويسعى اللاعب للتخلص من عقده الذي يمتد لخمس سنوات لم يمضِ منها سوى أقل من عام ونصف، وتبلغ قيمته أكثر من 35 مليون ريال. وعلى رغم حديث الفريدي بعد مباراة فريقه أمام الأهلي أول من أمس في إياب نصف نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين والتي انتهت بخسارة الاتحاد 2-3، عن عدم ندمه على ترك الهلال والانتقال إلى الاتحاد، إلا أن محبي الهلال سخروا من حديثه مؤكدين أن الفريدي خسر الكثير بعد رحيله عن (الزعيم) وأنه لم يعد ذلك النجم الذي تتسابق عليه الأندية مثلما كان عليه الحال حين مثل الهلال، مرددين المثل الشعبي الذي يقول "من طلع من داره، قل مقداره".