لقد كان قرار اختيار سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود – أعزه الله وأيده بنصره -، وسيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع – يحفظه الله- لسيدي صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز آل سعود – سلمه الله- وليا لولي العهد وبموافقة أغلبية أعضاء هيئة البيعة قراراً في محله، مَثل مُنعطفاً مهماً لضمان الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي لمملكتنا الحبيبة. ولم يكن اختيار الأمير مقرن بن عبدالعزيز آل سعود، مستغرباً في ظل الصفات والسمات التي يتمتع بها والخبرات التي اكتسبها سموه طوال مسيرته الحافلة بالنجاحات والمنجزات التي ترك فيها بصمات مضيئة، في عدة محطات مر بها الأمير مقرن بن عبدالعزيز، منذ أن تربى في بيت والده المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود – طيب الله ثراه - على اكتساب العلم والشجاعة والفروسية، فتلقى تعليمه الأولي في معهد العاصمة النموذجي بالرياض ثم درس في الكلية الجوية الملكية البريطانية وتخرج منها حاصلاً على درجة البكالوريوس في علوم الطيران، ليتحصل بعدها على دورات طيران متقدمة لمدة ثلاث سنوات من وحدة تدريب القتال في قاعدة الملك عبدالعزيز الجوية بالظهران وتخرج منها طياراً مقاتلاً، ولم يكتف سمو الأمير مقرن، بذلك بل قام بتطوير قدراته ونفسه من خلال تدريسه للطيران في بريطانيا عام 1394ه وحصوله على دورة قيادة أركان بما يعادل درجة الماجستير من الولاياتالمتحدةالأمريكية. بدأ الأمير مقرن بن عبدالعزيز حياته العملية طيارا بالقوات الملكية الجوية السعودية، ثم تولى قيادة السرب السابع، ليتولى بعدها منصب نائب قائد العمليات الجوية بالقوات الجوية الملكية السعودية عام 1397ه وبعد ثلاث سنوات تم تعيينه أميرا لمنطقة حائل عام 1400ه لأكثر من 19 عاماً، ومن ثم جاء الأمر الملكي الكريم بتعيينه أميراً لمنطقة المدينةالمنورة في منتصف شهر شعبان من العام 1420ه ليمكث فيها أكثر من خمس سنوات، قبل أن يصدر أيضاً الأمر الملكي بتعيينه رئيسا للاستخبارات العامة بمرتبة وزير في منتصف شهر رمضان المبارك من العام 1426ه مواصلاً شرف خدمة الوطن لأكثر من سبع سنوات، صدر بعدها الأمر الملكي الكريم بإعفائه من منصبه وتعيينه مستشارا ومبعوثاً خاصاً لخادم الحرمين الشريفين بمرتبة وزير، لتأتي بعدها الثقة الملكية بتعيينه نائبا ثانيا لرئيس مجلس الوزراء بالإضافة إلى منصبه السابق في منتصف شهر ربيع الأول من العام الماضي، وليواصل حضوره وخدمته للوطن بكل جد واجتهاد. وشهد يوم الاثنين 24 ربيع الآخرة من هذا العام ترؤس سموه لأول مرة جلسة مجلس الوزراء التي عقدت بالرياض، ثم جاء قرار خادم الحرمين الشريفين باختياره لأخيه صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز آل سعود – سلمه الله- ولياً لولي العهد في يوم الخميس 26 من شهر جمادي الأولى الماضي. المحطات التسع التي مر بها الأمير مقرن بن عبدالعزيز، بدءاً ك"طيار" في القوات الملكية الجوية السعودية، ومن ثم نائب للسرب السابع ونائب لقائد العمليات الجوية في القوات الجوية الملكية السعودية، ثم تعيينه أميراً لمنطقتي حائلوالمدينةالمنورة، ورئيساً لرئاسة الاستخبارات العامة ومستشارا ومبعوثاً خاصاً لخادم الحرمين الشريفين، ومنصب النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء، جعلته يكتسب الكثير من الصفات القيادية والإدارية الجيدة إضافةً للعلم والمعرفة والخبرة من خلال الاحتكاك مع الكثير من الناس وحل مشاكلهم وهمومهم وتلبية مطالبهم بكل حكمة وحنكة ومشاركته لإخوانه المواطنين افراحهم وأتراحهم، والسعي لفعل الخير من خلال البذل والعطاء ليكتسب محبتهم الكبيرة، فضلا عن تواضع سموه الجم ولغة الخطاب الرائعة التي ينتهجها سموه مقرونة بالابتسامة الحاضرة على وجهه – يحفظه الله- التي يستمد منها قوته وخبرته في العمل والتخطيط للنجاح والمستقبل بكل خطى ثابتة ونظرة ثاقبة وقوة إرادة. واسهمت نجاحات الأمير مقرن بن عبدالعزيز في المهمات التي كان يُكلف بها من قبل الوالد القائد سيدي خادم الحرمين الشريفين –يحفظه الله- كمبعوث خاص له والاستشارات النيرة المبنية على أسس واضحة ونظرة نافذة البصيرة التي كان يقدمها للمليك الغالي كمستشار خاص له – أيده الله- ونجاحه في رئاسة مجلس الوزراء خلال فترات سابقة. كل ذلك كون تراكما رائعا انعكس في شخصية سموه الكريم –يرعاه الله- التي تمرست كثيراً في فن القيادة والإدارة والعمل الدؤوب ليل نهار بكل جد واجتهاد دون كلل أو ملل، واكسبه محبة وتقدير الناس له في كل عمل أو منجز قام به لخدمة الوطن والمواطنين وذكرهم لمناقبه خلال معايشته لهم. تنقل الأمير مقرن بن عبدالعزيز آل سعود، بنجاح مضطرد في محطات كثيرة خلال مسيرته العطرة يجعلنا نطمئن كثيراً على متانة نظام الحكم في بلادنا الغالية بدءا بتطبيق تعاليم الشريعة الإسلامية، والحرص على وحدة الصف واللحمة الوطنية والرؤية الثاقبة للقيادة الحكيمة في قيادة بلادنا بحكمة وبعد نظر واستشراف لمستقبل واعد بالنماء والخير، استمرارا للنهج الذي سار عليه المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود – طيب الله ثراه- لتثبيت العقيدة أولا وتعزيز أركان هذه البلاد والحفاظ على وحدتها بإذن الله. وبهذه المناسبة أرفع أصدق التهاني وخالص التبريكات لصاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز ولي ولي العهد، النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء، بالثقة الملكية السامية، سائلاً الله القدير له العون والتوفيق لتحقيق تطلعات خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين -يحفظهم الله-، في أن يكون سندا لهما في مسيرة الخير والبناء والنماء للوطن الغالي، والحفاظ على مقدراته ومكتسباته، بما يحقق آمال وتطلعات وطموحات المواطنين في مزيد من الرخاء والرفاهية والازدهار. ختاماً اسأل الله تعالى، أن يحفظ لمملكتنا الحبيبة قيادتها الرشيدة، ويديم عليها نعم الأمن والأمان والاستقرار ورغد العيش.